Site icon IMLebanon

3.61 مليارات دولار مُساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد عام 2015

LebanonTourism2
مازن مجوز

قدر المجلس العالمي للسفر والسياحة(WTTC) مؤخرا أن تصل المساهمة المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الاقتصاد اللبناني الى 3,61 مليارات دولار في 2015، ما يوازي 7,5% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن التوظيف المباشر في القطاع سيبلغ 115,400، ما يمثل 7,5% من مجموع العمالة في لبنان لهذه السنة. وتوقّع أن ترتفع المساهمة المباشرة لهذا القطاع في الاقتصاد بنسبة حقيقية مقدارها 1,8% في 2015، ومساهمته المباشرة في التوظيف بـ1,2%.
وأشار المجلس إلى أن قطاع السياحة والسفر متعلّق بكل القطاعات الاقتصادية، لذا فإن مفاعيله الفعلية المباشرة وغير المباشرة تكون أكبر، لذلك يتوقّع أن يساهم القطاع ككل بقيمة 10,1 مليارات دولار، أو 21,1% من النشاط الاقتصادي اللبناني للـ2015، متضمناً 318,000 وظيفة ما يمثّل 20,3% من مجموع التوظيف في 2015.
وتوقّع أن ترتفع مساهمة قطاع السياحة والسفر الأوسع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة حقيقية مقدارها 2,4% هذه السنة، ومساهمة القطاع الأوسع في التوظيف بـ1,6% في 2015. وتوقّع ان يحل لبنان في المرتبة 129 عالمياً حيال النمو المتوقع لمساهمة قطاع السياحة والسفر الأوسع في الناتج المحلي الإجمالي في 2015.
ـ ندى السردوك ـ
وتعليقا على تقديرات وتوقعات المجلس العالمي للسفر والسياحة تؤكد المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك أن النمو في الإستثمار لا يشمل القطاعات السياحية كافة وحسب، لأن السياحة هي رافد للعديد من القطاعات الاخرى، «فالسياحة الوافدة من الدول العربية مثلا عندما تنشط ينشط معها قطاعات كثيرة كالقطاع العقاري وقطاع البناء وكل القطاعات الخدماتية بما فيها من خدمات صحية وتربوية وإستشفائية وترفيهية، وهذا كله يدور في فلك السياحة، مما يجعل من السياحة القلب النابض والقوي للإقتصاد اللبناني».
ومما لا شك فيه- وفق السردوك- أن السياحة لم تعد اليوم «فعل ترفيهي» وحسب بل أصبحت تشكل عصب إقتصاديا هاما جدا خاصة في المناطق التي هي خارج المدن.
وفي هذا السياق أطلق الوزير فرعون في 11 شباط الفائت «إستراتيجية السياحة الريفية في لبنان» للسنوات الخمس القادمة، التي تهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية اللبنانية، وهنا تشرح «لقد عززت هذه الخطوة توجه السياح والزوار إلى تلك المناطق بهدف الضيافة مع وجود الفنادق، وإمكانية التعرف على التقاليد والطعام الريفي وشراء المنتجات المحلية الصحية والطبيعية».
وعلاوة على ذلك الفرصة سانحة أمامهم لزيارة المقامات الدينية المتواجدة على كافة الأراضي اللبنانية، فضلا عن السياحة العائلية حيث يتعرف الأولاد على التشجير، ومواسم القطاف كـ «شهر الزعتر والزيزفون» في دير الأحمر، الشهر القادم تضيف السردوك.
وتتابع «فإبن الريف من المفترض أن يبقى في الريف، وهذا يفترض إيجاد فرص عمل لشباب الريف في سبيل المحافظة على المنازل الريفية وتحسينها ما يسمح لهم ببيع المنتجات الريفية، وبالتالي إستمرارية المجتمعات المحلية، وإلا سنكون أمام حالات من التصحر والفقر، يقابلها حالات دائمة من الإغتراب والوقوف أمام السفارات».
ـ مبادرة «انا» ـ
في المقابل تتوقف السردوك عند توقيع لبنان ممثلا بوزير السياحة ميشال فرعون، مدوّنة «أخلاقيات السياحة العالمية» ومبادرة «أنا» الموجّهة للمغتربين اللبنانيين، في احتفال أقيم في مجمّع «بيال» في 28 آذار الفائت، بحضور الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية طالب الرفاعي.
كما وأطلقت في الاحتفال منظمة الأمم المتحدة المشروع السياحي الدولي «طريق الفينيقيين»، بحضور وزيري الثقافة روني عريجي، وشـؤون المهجرين أليـس شبطيني.
وتعتبر مبادرة «أنا» العامل الثاني وهي موجهة إلى الجيلين الثالث والرابع في بلاد الإغتراب، وتضيف السردوك «نحن نتكلم هنا عن 10 ملايين لبناني، معظمهم خرجوا من جبل لبنان ومن المناطق التي كانت تتعرض للغبن والظلم والجوع والفقر».
ومن الناحية العملية تشدد على أننا نعمل على تعريفهما على السياحة والمناطق الريفية، وكيف لا تزال تحافظ على تاريخها وتراثها اللبناني، والتقديمات التي توفرها مع مجاراتها العصر، بأن يعودوا ليروا أين عاش أجدادهم والبلد الذي لهم جذور فيه.
فالسياح -وبحسب السردوك- عندما يزورون لبنان سيقصدون المناطق السياحية أكانت الممتدة على الساحل أو المناطق الريفية، وسيشترون المنتوجات ويجلسون في المطاعم ويتناولون الطعام، ويستأجرون في الفنادق أو بيوت الضيافة، وأيضا سيارات لتنقلاتهم، ودليلا سياحيا وهذا بالطبع ما سيرفع مساهمة القطاع ككل إلى 21,1% من النشاط الاقتصادي اللبناني في العام 2015.
فالسياحة في لبنان تبدأ من بطاقة السفر وصولا إلى الأسواق السياحية وزيارة المدن السياحية كالبترون وجبيل والنبطية وزيارة الجزيرة في صور……
وتبدي ثقتها بأن هذه المعطيات تدعونا الى التفاؤل على الرغم من الاجواء المتشنجة سياسيا وأمنيا، لأنه وبالرغم من التحذيرات الصادرة من السفر إلى لبنان من أكثر من بلد، فإننا نعمل وبجهد على المدى القصير والمتوسط والطويل على إسهام السياحة في الاقتصاد الوطني من جهة إنماء المواطن وتشغيل اليد العاملة وتطوير جميع أنواع نقاط الجذب الموجـودة في المناطق، وتحديث وتطوير سائر القطاعات التي تدور في فلك السياحة والتي تؤدي إلى الزيادة في الدخل القومي.
أما على صعيد المهرجانات فتقول: «المهرجانات القائمة هي جزء من شهر الاصطياف، وقسم ثان منها هو على مدار العام، هذا الوجه الثقافي للبنان، نحاول دعمه إن كان لوجستيا أو ماديا حتى يتـمكنوا من الإستمرار».
كل ذلك يتزامن مع حرص الوزارة على التواجد الدائم في المنابر الدولية لتقوم بـ«الترويج»، «حاليا نحن مشاركون في منبر في أوروبا وأيضا في بعض الدول الخليجية وأول المنابر في دبي ويشمل ذلك المؤتمرات الوزارية جميعها والمؤتمرات التقنية، ونشرح فيها أهمية لبنان وإنفتاحه على مجالات الإستثمار والسياحة، ونسعى مع الحكومة من أجل تأهيل العديد من المواقع الأثرية والسياحية، إذ لا يمكن أن ندعو إلى زيارتها إن لم تكن مؤهلة على صعيد الترويج وعلى صعيد التمثيل وعلى صعيد السعي إلى إيجاد رؤوس أموال لتأهيلها». تكشف السردوك.
وكل ذلك بالتعاون الوثيق مع وزارة الثقافة والوزارات المعنية كي نتمكن من النهوض بجميع مكونات السياحة، وخاصة المستدامة، لا أن تكون السياحة موسمية وحسب.
فعلى سبيل المثال ترى السردوك بأنه على البلديات والوزارات في آن العمل ضمن إمكانياتها على حل هذه الثغر اليومية، ولا سيما البنى التحتية بكل تشعباتها التي تعتبر حجر عثرة في طريق تطوير السياحة، داعية إلى العمل على تأمين الحد الأدنى المقبول كي لا نعد من الدول المتخلفة.
وتختم: «الحكومة دورها أن تكون الحاضن أي أن تؤمن البيئة الصالحة للإستثمارات وخاصة بالنسبة إلى الأمن والامان والصحة والجودة».