IMLebanon

مخطط بقيمة 840 مليون دولار لتنمية منطقة القنيطرة المغربية

morocco

العاهل المغربي يشرف على انطلاقة مشاريعه المتنوعة ضمنها إعادة تشغيل ميناء يعود إلى عهد الفينيقيين

الدار البيضاء: لحسن مقنع
أصبحت منطقة القنيطرة الواقعة شمال العاصمة المغربية الرباط تتوفر على مخطط تنموي مندمج بقيمة 8.4 مليار درهم (840 مليون دولار). وجرى، أول من أمس، بمدينة القنيطرة التوقيع على الاتفاقيات المتعلقة بالمخطط التنموي الجديد للمنطقة بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس، لتصبح بذلك القنيطرة سابع مدينة مغربية تتوفر على مخطط مماثل، على غرار مدن طنجة ومراكش وسلا وتطوان والرباط والدار البيضاء، وذلك في سياق السياسة الجديدة للتنمية الجهوية التي اعتمدها المغرب في السنوات الأخيرة التي تروم تمكين كل المدن المغربية من مخططات استراتيجية للتنمية المندمجة.
وينطلق المخطط الجديد لتنمية منطقة القنيطرة من تثمين التطور الكبير الذي عرفته المدينة في السنوات الأخيرة، خصوصا في المجال الصناعي مع تنفيذ كثير من المشاريع المهيكلة كالمنطقة الصناعية المندمجة لمهن صناعة السيارات (أتلانتيك فري زون) والمحطة السككية للقطار فائق السرعة «تي جي في» والمحطة اللوجيستيكية للسلع والبضائع بسيدي إيشو (15 كلم شمال القنيطرة قرب المنطقة الحرة لأولاد بورحمة)، إضافة إلى المشاريع السكنية (ضفاف) بالمهدية الهادفة إلى مواكبة التوسع العمراني للمدينة.
وتقع القنيطرة في قلب منطقة الغرب الشراردة، التي تعتبر من أغنى المناطق الزراعية في المغرب وأكثرها خصوبة، كما تضم في محيطها غابة المعمورة، الغنية بأشجار الصنوبر والبلوط، التي تعتبر أجمل غابة في المغرب وأكبر منتج للخشب والفلين الطبيعي وعجينة الورق بالبلاد. كما تتوفر منطقة القنيطرة على مؤهلات سياحية كبيرة، خصوصا المحطتين الشاطئيتين المهدية ومولاي بوسلهام، إضافة إلى غابة المعمورة.
ويتوخى المخطط التنموي الجديد، الذي يتضمن إنجاز 90 مشروعا تنمويا في المدينة، تتويج المقومات والمقدرات الاقتصادية والاجتماعية المتنوعة التي تزخر بها منطقة القنيطرة، وذلك عبر مصاحبة وتأطير وتنسيق السياسات التنموية الجهوية، والنهوض بالعالم القروي، والارتقاء بالبنيات الاجتماعية والثقافية والرياضية للمنطقة، وتعزيز بنياتها الأساسية، وتحسين مؤشرات التنمية البشرية.
ومن بين المشاريع التي يضمنها المخطط إنشاء مركب ثقافي واجتماعي في الحي الإداري للمدينة، ويتكون من مسرح يتسع لنحو 540 مقعدا، وورشات، ومكتبة، وقاعة متعددة الوسائط، ومعهد موسيقي، وكثير من المرافق الضرورية للتنشيط الفني والثقافي والترفيهي. ويهدف المشروع إلى تمكين المدينة من فضاء ملائم لاحتضان تظاهرات ثقافية كبرى، وتحفيز بروز المواهب، لا سيما في صفوف الشباب.
ما تضمن المخطط مشروعا بقيمة 874 مليون درهم (87.4 مليون دولار) لتأهيل المشهد الحضري لمدينة سوق أربعاء الغرب، الواقعة في الضاحية الشمالية للقنيطرة، وخلق توازن بين ضفتي المدينة التي يخترقها خط السكة الحديدية وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز والحد من الانعكاسات الجانبية للطريق البري على اقتصاد المدينة.
وخصص المخطط أيضا مبلغ 662 مليون درهم (66 مليون دولار) لترقية المحطتين السياحيتين الشاطئيتين؛ المهدية ومولاي بوسلهام، وتحسين جاذبيتهما. وخصص 1.3 مليار درهم (130 مليون دولار) لترقية وتأهيل المراكز القروية الناشئة بمحيط القنيطرة مثل عرباوة وللاميمونة وسيدي علال التازي والمكرن وأولاد سلامة وسوق ثلاثاء الغرب وسيدي محمد لحمر وبنمنصور والدلالحة، وتطوير مؤشرات نموها الاجتماعي والاقتصادي من خلال تنفيذ مشاريع لتطهير السائل والتأهيل المندمج للمراكز القروية بدعم بنياتها التحتية وتعميم التزود بالماء الصالح للشرب والكهربة القروية وتعزيز المرافق التربوية والصحية وبناء ملاعب رياضية ومرافق اجتماعية.
كما خصص المخطط 906 ملايين درهم (90 مليون دولار) لشبكة الطرق. ومن أهم المشاريع الأخرى التي تضمنها المخطط مشروع إحداث قطب حضري مرتبط بالمحطة الجديدة للقطار فائق السرعة ومشروع تأهيل وإعادة توظيف الميناء التاريخي للمدينة الذي يقع في مصب واد سبو قرب المهدية. ويعتبر الميناء النهري الوحيد في المغرب، ويعود تاريخ إنشائه إلى العصور القديمة، حيث كان الفينيقيون يتخذونه مركزا تجاريا على الساحل الأطلسي.