اشارت مصادر مطلعة لصحيفة “اللواء” إلى أن “زيارة أمين سر “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ابراهيم كنعان إلى بكركي جاءت بدعوة من البطريرك الماروني بشارة الراعي”، إلا أن مصادر التكتل رأت في الزيارة “دليلاً على وجود تواصل مستمر بين الرابية وبكركي، من دون أن تستبعد أن تكون تحضيرية لزيارة ينوي رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون القيام بها إلى البطريرك الراعي في وقت لاحق”.
ولفتت المصادر الى أن “ما من موانع تحول دون حصول اللقاء بينهما، وأن الكلام الأخير للجنرال أوحى بإمكانية قيامه به في أي وقت من الأوقات”، مشيرة إلى أن “أبواب بكركي مفتوحة دائماً”.
وأدرجت المصادر زيارة كنعان إلى معراب ولقائه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في إطار تبادل الآراء حول وثيقة “إعلان النوايا” الذي أضحى في حكم المنجز”، موضحة أن “هذه اللقاءات تسهم في بث مناخ إيجابي، رافضة إعطاء تفاصيل عن موعد محتمل للقاء جعجع وعون، لكنها قالت أن العمل أكثر من جاد وستترجم النتائج المتعلقة به قريباً”.
صحيفة “السفير” قالت: “إن النائب ابراهيم كنعان كسر الحاجز الذي كاد يرتفع إلى حدود غير مسبوقة بين بكركي والرابية. زار مقر البطريركية المارونية، بدعوة من الكاردينال بشارة الراعي، معلناً، بعد جلسة تنقلت بين صالون الصرح ومكتب البطريرك ومائدة الغداء، أنها «تميزت بالمصارحة»، وخلصت إلى ضرورة احترام الدستور انطلاقاً من أن تكوين السلطة لا يكون مجتزأً.
وبذلك تكون مرحلة التوتر التي شابت العلاقة بين الطرفين مؤخرا، وتوجت بمقاطعة العماد ميشال عون لقداس الفصح الأخير، قد تم تبريدها.
ليس بالضرورة أن يكون الراعي قد تخلى عن قناعته بأن «التيار» هو معطل الاستحقاق الرئاسي، لكنه وافق على ما قاله ضيفه بأن الوضع خلال 24 عاماً لم يكن سليماً، وأن التيار يسعى إلى إنهاء مرحلة “البصم” وأن لا يكون انتخاب الرئيس بمثابة تثبيت للخلل في كل مفاصل الدولة.
وسأل كنعان البطريرك: “هل علينا اعطاء شرعية للوضع القائم أم نسعى لتغييره؟”. ولأن الراعي يتحسس خطورة استمرار الفراغ الرئاسي، رد بسؤال مقابل “هل ننتظر إلى ما شاء الله؟”. أما الإجابة فتوقفت عند حد استنفاد كل الوسائل، علماً أن الحوارات القائمة تؤكد أن الوقت ما يزال متاحاً أمام ملء الفراغ الرئاسي من ضمن مسار ديموقراطي سليم.