من فلورنس تان وأحمد رشيد
سنغافورة/بغداد (رويترز) – يخطط العراق لفصل الخام الثقيل الذي ينتجه من حقوله النفطية في جنوب البلاد عن خامه الرئيسي في خطوة قد تقلل مشاكل الجودة التي تؤثر سلبا على صادراته وإن كان سيواجه تحديات في الحصول على السعر الذي يريده وإنشاء البنية التحتية اللازمة.
ولا يملك ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) سوى خيارات قليلة إذ أن مساعيه الرامية لتعزيز الإنتاج دفعته إلى التنقيب عن خام أثقل لخلطه بخام البصرة الخفيف. وارتفع إنتاج العراق الي مستوى قياسي بلغ 3.15 مليون برميل يوميا العام الماضي.
غير أن مسؤولين عراقيين أشاروا إلى أنهم سيسعرون خامهم الثقيل بسعر أرخص من منافسيه وسيخصصون منشأة في الميناء اعتبارا من مايو أيار للعمل بآلية تقسيم الإنتاج.
وقال فيكتور شوم العضو المنتدب لاستشارات أنشطة المصب لدى آي.اتش.إس “فصل خام البصرة الثقيل سيكون عمليا في الأجل الطويل إذ من المتوقع أن يزيد الإنتاج وسيكون الإنتاج الجديد من الخام الثقيل.”
وقال مسؤول بشركة نفط الجنوب المملوكة للدولة إن العراق يخطط لشحن 350 ألف برميل من خام البصرة الثقيل يوميا في المتوسط وهو ما يعني أنه قد يمثل حوالي 13 بالمئة من حجم الصادرات الحالية الذي يتراوح بين 2.6 مليون و2.7 مليون برميل يوميا.
وذكر المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب سياسة الشركة أن معظم الكمية ستأتي من حقول ميسان النفطية.
وأضاف أن السعر لا يزال محل نقاش لكنه سيكون أرخص من أسعار المصدرين الخليجيين الآخرين وانه عندما تكون كثافة الخام أقل وفقا لمقياس معهد البترول الأمريكي فان ذلك سيعني زيادة الخصم.
وتعتبر الخامات التي تقل كثافتها عن 27 درجة من الأنواع الثقيلة.
وقال مصدر تجاري مطلع إن من المتوقع أن تعلن شركة تسويق النفط (سومو) التابعة للحكومة العراقية عن سعر البيع الرسمي لخام البصرة الثقيل يوم الأحد حين تصدر أسعار شحنات مايو أيار.
وكانت سومو قالت إنها ستخصص إحدى منشآتها للتصدير لخام البصرة الثقيل اعتبارا من مايو أيار.
وأشارت إلى أنها قد تضخ إمدادات تتراوح بين 450 ألف و800 ألف برميل يوميا من الخام الذي ستقل درجة كثافته عن 24 درجة بمقياس معهد البترول الأمريكي. ولم ترد الشركة على طلبات للتعقيب بالبريد الإلكتروني والهاتف.
وقال تجار إن فصل خام البصرة الثقيل عن الخفيف سيعزز ثقة المشترين في الجودة. وقد يؤدي ذلك أيضا إلى توفير الوقت المستهلك في انتظار وصول الخامات المختلفة إلى المرافئ لمزجها وهو ما يسبب تأخيرات مكلفة في تحميل السفن.
وقال توشار بانسال من إف.جي.إي للخدمات الاستشارية إن سومو تريد ألا تضطر لعرض خصومات إضافية على مشتري خام البصرة الخفيف إن لم يكن مطابقا للمواصفات.
وأضاف قائلا “توجد مطالبة قوية من المشترين بالفصل كي يتسنى لهم وضع خططهم الخاصة بمعالجة الخام بشكل سليم وفقا للكثافة المتوقعة بمقياس معهد البترول الأمريكي.”
وأشار تجار إلى أنه مع احتواء خام البصرة الثقيل على نسبة عالية من الكبريت تقترب من 4 بالمئة وانخفاض كثافته فإن مشتريه قد يقتصرون على الولايات المتحدة والهند والصين.
وذكر تاجر صيني أن ذلك سيضع خام البصرة الثقيل في منافسة مع خام سوروش الإيراني وخامات اخرى من الإكوادور وكولومبيا مضيفا أن السعر سيكون عاملا مهما.
وقال تجار إن الكمية ستكون مسألة اخرى مهمة لانه من المستبعد أن يشتري بعض المستوردين مليوني برميل (حمولة ناقلة عملاقة) دفعة واحدة بما يعني أن البائعين قد يتحملون تكاليف وتأخيرات ناجمة عن تقسيم الشحنة أو تحميلها مع خامات أخرى.
ويشعر بعض المشترين الآسيويين أيضا بقلق من أن يؤدي الطلب على خام البصرة الخفيف إلى تكدس الموانئ العراقية ورفع الأسعار.
غير أن مصدرا بشركة آسيوية لها عمليات في العراق قال إنه مع زيادة الإنتاج فان من المستبعد أن تتراجع سومو عن خططها مضيفا أن “السؤال الحقيقي هو إلى أي مدى يمكننا الضغط على منشآت التصدير.”
وتوقع المصدر أن يزيد إنتاج خام البصرة الثقيل بمقدار مليوني برميل يوميا في الاجل الطويل. وبلغت صادرات النفط من مرافئ جنوب العراق ذروتها في ديسمبر كانون الأول بوصولها إلى 2.76 مليون برميل يوميا.