Site icon IMLebanon

هل يخرج “مستشفى الحريري” من أزمته بتعيين رئيس جديد له؟

HospitalRaficHariri
سلوى بعلبكي

كما كان متوقعاً، عيّن مجلس الوزراء أول من أمس الدكتور فراس ربيع الأبيض رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة التي تتولى إدارة “مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي” ومديراً عاماً لها، خلفاً للدكتور فيصل شاتيلا بعدما استقال الأخير من هذا الموقع بعد أقل من تسعة أشهر على تعيينه.

ويأتي هذا التعيين في ظروف صعبة يمرّ فيها المستشفى تمثّلت على وجه الخصوص بتأجيل دفع 70% من رواتب وأجور موظفيه عن شهر آذار 2015 إلى أجلٍ لم يسمّ بوضوح. وإذا كان العاملون في المستشفى يعلقون آمالاً كثيرة على هذا التعيين لضمان دفع مستحقاتهم في مواعيدها، فإنّهم يعون تماماً صعوبة المهمة التي أوكلت الى الدكتور الأبيض بالنظر إلى حجم وكثرة المشكلات والملفات الموروثة عن الإدارات السابقة والتي أوصلت المستشفى إلى الإفلاس المالي الذي وصل إليه.
وفيما يعوّل الجميع على انتخاب الأبيض لإعادة الثقة بالمستشفى خصوصاً وأنه طبيب جراح وحاصل على شهادة الماجستير في ادارة الاعمال، يأمل الاخير وفق ما أكد لـ”النهار” في النهوض بالمستشفى بالتعاون مع فريق العمل فيه، خصوصا وأنه سمع من الجميع كلاماً مشجعاً يصب كله في مصلحة المستشفى والعاملين فيه.
والابيض الذي لم يشأ الدخول في تفاصيل المشكلات التي يواجهها المستشفى قبل درسها جيداً، لا يخفي درايته بصعوبة هذه المشكلات التي يعاني منها، إذ وفق تشخيصه فإن “حال المريض ليست سهلة”، إلا أنه يؤكد ان المستشفى ليس بحال الموت السريري وتاليا ثمة أمل في الشفاء.
ولكن ليس خافياً على احد أن المستشفى يخضع للمحسوبيات وثمة جهات سياسية تسيطر على مقدراته، بما يعيق تطوره وفق ما رُسم له عند انطلاقته، إلا أن الامل الذي ينطلق منه للنهوض بالصرح هو ان “هذا الصرح يفيد منه الجميع ولا يعمل لمصلحة فئة معينة”، لافتاً الى “ان في كل المؤسسات الحكومية والخاصة هناك “تظبيطات”، للأسف هذا هو حال بلدنا”.
ويؤكد المتابعون لمسيرة المستشفى وادارته المتعاقبة، أن خلاصه لا يمكن أن يأتي من إدارة تتلقف الأحداث ولا تمتلك مشروعاً واضحاً للسنوات الثلاث المقبلة. كما يصرّون على أنّ الوصول إلى برّ الأمان لا يمكن أن يتمّ بالكادر المسؤول عن تردّي أوضاع المستشفى مالياً وإدارياً. ويطالبون بالخروج عن مفهوم الإنقاذ الذي ساد في ظل الإدارة المستقيلة والذي تمثّل بوجوب أن يعوّض المواطن من جيبه، بلا قيد أو شرط أو محاسبة، عن الخسائر الهائلة التي تكبّدها المستشفى في الاعوام الماضية بفعل الأداء الإداري السيئ والذي أنتج أشهراً من المراوحةً غير المجدية.
من الواضح إذا أن التغيير في النهج وفي الأشخاص هو ما يجب أن تتّسم به المرحلة المقبلة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيشكل تعيين الدكتور فراس الأبيض في موقع رئيس مجلس إدارة المستشفى ومديره العام عنواناً لهذا التغيير؟. وهل هذا التعيين سيكون فاتحة خير لتوفير المساهمة السنوية للمستشفى في مواعيدها من دون تأخير؟.
علماً أن رئيس مجلس الادارة السابق فيصل شاتيلا كان أكد لـ “النهار” أن إنقاذ المستشفى برأيه يتطلب نحو 35 مليار ليرة دفعة واحدة، وتتمثل بتوفير: 20 مليار ليرة كمساهمة سنوية، و10 ملايين دولار للمعدات الطبية، و12 مليون دولار لمجلس الإنماء والإعمار لكي يتم اعادة تأهيل المستشفى، وتسديد ديون تعود للموردين كانت تقدر بنحو 64 مليار ليرة (تم تسديد 15% منها)، تضاف اليها مستحقات الاطباء. وعدم حسم سلف مجلس الإدارة القديم والتي تبلغ نحو 61 مليار ليرة.
يشار الى ان الأبيض مواليد بيروت عام 1969، وهو متخرج من الجامعة الاميركية في بيروت في جراحة المنظار والسمنة. عمل في المملكة العربية السعودية نحو 8 اعوام متدرجاً في مناصب عدة وآخرها رئيس دائرة الجراحة في مستشفى التخصّص الطبي في الرياض. يعمل حالياً في مستشفى الجامعة الاميركية.