اعتبر النائب سمير الجسر في تصريح لصحيفة “النهار” ان “نفوسنا لم يترسخ فيها من روح الديموقراطية سوى الشكل، وكلما حاولت روح الديموقراطية الاقتراب منا ابعدناها بـ”أنا” كبيرة، شعارها “كل شيء للأنا او لا انتخاب”، وطرح تساؤلات عن آلية الاستحقاق الرئاسي، لا تزال حتى الآن من دون اجابات شافية، والنتيجة فراغ رئاسي ومزيد من الفتاوى والتدهور الدستوري، وانزلاق لبنان نحو المجهول، فيما المنطقة تشتعل وخرائط جديدة ترسم”.
وقال “لم يجبر احد من الطرفين على اجراء الحوار، بل استشعر كل منهما الاخطار. هناك امران مهمان يشكلان اولوية لنا، الاولى هي رئاسة الجمهورية، لأننا نعتبر ان خطر خلو سدة الرئاسة كبير، وتداعياته تظهر من خلال الممارسات الحكومية، حيث المشكلات على التصويت والقرارات، والاسوأ هو، الاثر النفسي – السياسي الذي يتركه. هناك مكون اساسي في البلاد يرى ان لا مشكلة في الموقعين السني والشيعي ، لكنها قائمة في الموقع المسيحي وهذا يمكن ان يترك انعكاسا نفسيا وسياسيا سيئا. كذلك نستشعر خطرا كبيرا في المنطقة. واذا كانت مكونات البلد موجودة، ومؤسساته الدستورية مستكملة، فيمكن المواجهة بطريقة اسلم.
الأولوية الأخرى هي تنفيس الاحتقان المذهبي. اعتقد ان هناك اليوم احتقاناً طائفياً لا يقل خطورة عن الاحتقان المذهبي، وهو يكاد ان يتصاعد، وتركه يتنامى ويزداد يوصلنا الى مرحلة الله وحده يعلم متى ينفجر”.
وأضاف الجسر ان “الجميع يشعرون اليوم بأن الجو السياسي هادىء، وخف التشنج الى حد كبير، ويخشى الناس ان “يخربط” أي حدث هذا الحوار. كنا امام خيارين، أما أن نترك الوضع يتفاقم وينفجر، او نسعى الى تبريده ومحاولة اطفائه”.