فيما تواصل “عاصفة الحزم” ضرباتها وفق الأهداف المحددة، وقد انتقلت لاستهداف تشكيلات الألوية المتمردة التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والمتمردين الحوثيين، أثارت مشاركة مقاتلين من “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني في صفوف جماعة الحوثي جدلاً في الأوساط اليمنية، مع تأكيد مصادر قبلية في محافظة صعدة معقل الجماعة المتمردة الموالية لطهران، مصرع مقاتلين من “حزب الله” شاركوا مع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في المعارك ضد المقاومة الشعبية في شبوة شرق البلاد.
وقالت المصادر لصحيفة ”المستقبل” إن مشاركة “حزب الله” في المعارك “أمر وارد لكون العديد من المقاتلين والخبراء الذين يحملون الجنسية اللبنانية وينتمون إلى “حزب الله” كانوا في صعدة قبيل اجتياح الحوثيين محافظة عمران والسيطرة عليها في شهر تموز الماضي، قبل أن يتمكنوا من السيطرة على العاصمة صنعاء في شهر أيلول من العام نفسه”.
وأكدت المصادر نفسها لـ”المستقبل” أن وجود مقاتلين من “حزب الله” والحرس الثوري في صفوف الحوثيين ليس سراً، وأن عدداً محدوداً من هؤلاء تم إرسالهم الى اليمن بصفتهم خبراء عسكريين، وفي الغالب لم يشاركوا في أيّ مواجهات أو معارك ميدانية، حيث اقتصرت المشاركة على مقاتلين متمرسين، غير أن هناك أعداداً أخرى شاركت في وضع الخطط لاجتياح المحافظات والعاصمة.
وأكدت المصادر أن عدداً من الخبراء العسكريين الموفدين الى اليمن من قبل “حزب الله” والحرس الثوري دخلوا الى البلاد بهويات مزورة، وبعضهم دخل بصفته خبيراً في تقنية المعلومات، قدموا للعمل في وسائل إعلامية تابعة لشخصيات مستقلة في صنعاء مثل قناة “الساحات” وإن كانت في الخفاء موالية لطهران، قبيل أن يتوجهوا الى صعدة للمساهمة في تطوير القدرات القتالية ومهارات استخدام الأسلحة الثقيلة وقيادة الطائرات العسكرية لتنفيذ مهام قتالية.
وأكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة، أن وزارة الخارجية اليمنية تدرس جدياً إغلاق سفارتها في طهران وسحب أعضاء البعثة الديبلوماسية اليمنية العاملة فيها في حال تقاعست الحكومة الإيرانية عن توفير الحماية الأمنية اللازمة لمنع تكرار محاولة الاعتداء على السفارة والديبلوماسيين اليمنيين .
وأشارت المصادر الى أن تهاون السلطات الأمنية الإيرانية في منع اقتراب مجاميع من أنصار جماعة الحوثي من مقر السفارة والسماح لهم بتهديد أعضاء السفارة، يُعد سابقة غير معهودة في الأعراف الديبلوماسية التي تُلزم الدول بتوفير الحماية الأمنية للسفارات والممثليات الديبلوماسية.
وأوضحت المصادر أنه سيتم إغلاق السفارة وسحب البعثة الديبلوماسية في حال تكررت محاولة الاعتداء على أعضائها أو تم الاستشعار بوجود أي مخاطر ذات طابع أمني في استمرار أنشطة السفارة.