حاورته روان رومية
يعجّ الوسط الاعلامي بالكثير من الوجوه الاعلامية، التي لا ترتقي إلى مستوى التسمية، وإلى مستوى الجوهر. وبات الوضع يحتاج إلى “فلترة”، بخلفية مهنية وأكاديمية، لما لدور الإعلام من أهمية في تكوين وتوجيه الرأي العام.
إعلاميون كثر، يطلّون يومياً، ويدخلون البيوت من دون استئذان من دون أن يتركوا بصمات لا في الفكر ولا في الروزنامة الإعلامية، هو عصر “جمال الوجه” وغياب “جمال الكلمة”، مع هذا، يبقى للرقي وللرصانة بعض المساحة التي تخفف من وطأة هذا الهجوم الخطير، فهناك اسماء مهما كثرت من حولها الامجاد الزائلة تبقى محافظة على وجودها.
من هذه الاسماء إعلامي اعطى لنشرات الأخبار قيمة اضافية، وتميّز بطلته وبصوته الإخباري وبإتقانه للغة العربية، انه منير حافي.
بدأ حافي مسيرته المهنية منذ كان تلميذا في الجامعة، فدخل اذاعة “صوت الوطن” كمتدرّب، لينتقل بعدها عن طريق استاذه في الجامعة الدكتور علي جابر الى تلفزيون “المستقبل”.
حافي، وفي حديث الى موقع IMLebanon.org، أوضح أنّ تقديم نشرات الأخبار وكتابتها يستهويه اكثر من تقديم البرامج السياسية التي تغص بها القنوات التلفزيونية في هذه الايام، حيث اصبح لكل محطة تلفزيونية برنامجا سياسيا خاصا بها.
واعتبر ان انضمامه الى قافلة مقدمي برامج الـTalk Show لن يتيح له تقديم اي شيء جديد ومختلف، فالبرامج حميعها تشبه بعضها البعض، وقال: “الأخبار من أكثر البرامج استمرارية والدليل على ذلك تقديمي النشرة الإخبارية منذ 20 عاما”، وأضاف: “نحن في عصر الـ”تويتر” ومواقع “التواصل الاجتماعي” التي تُغني عن البرامج السياسية الطويلة والمملّة، فمثلا “تغريدة” واحدة من رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط تحرّك كافة المجتمع الإعلامي والسياسي”.
كما لفت الى انه خاض تجربة البرامج السياسية الحوارية في السابق حيث كان يقدّم برنامج “المستقبل بيني وبينك” في العام 1996 بالاضافة الى إجرائه مئات المقابلات السياسية على قناة “المستقبل” يوميا بعد نشرة أخبار الساعة الثالثة.
وعن تأثير الـ Social media على رسالة الاعلام، أكد حافي ان استخدام مواقع التواصل بالطريقة الصحيحة يفيد الإعلام والعكس صحيح، منوّها بأهميتها بحيث سهّلت على العالم التواصل في ما بينها ونشر الأخبار لتصل الى اكبر شريحة ممكنة من الناس وبشكل اسرع.
اما عن اساءة البعض في استخدام مواقع التواصل واستعمالها وسيلة ان كان لنشر صور منافية للأخلاق وللنفس البشرية او لنشر عبارات بغيضة وافكار سيئة، شدد حافي على ضرورة محاكمة كل من يسيء بمنشوراته للقارئ ومحاسبته باللجوء الى القانون، لافتا في الوقت عينه الى انه من غير الجائز ان يتحمل الجميع وزر مخطىء واحد.
واعتبر حافي ان الإعلام العربي واللبناني على وجه الخصوص يمر بعصر “البوشار الاعلامي” حيث تشهد الساحة الإعلامية مستوى متدنّ في اختيار الوجوه الإعلامية، اذ ان رؤساء مجالس الادارات في المحطات التلفزيونية فقدوا بصرهم وغافلون عما يطل عبر شاشاتهم، مؤكدا انهم يتحملون امام المشاهد والتاريخ مسؤولية ما يقدمونه للمشاهد اللبناني والعربي.
الى ذلك، دعا الى ورشة إصلاح في موضوع انتقاء مذيعي نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية، لافتا الى ضرورة إخضاعهم الى تدريبات مكثفة تخوّلهم بعدها الظهور على الشاشة، وأضاف: “أدعو بالأصل الى اختيار الشخص المناسب بالمكان المناسب”.