ترأس متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة رتبة الهجمة وقداس عيد الفصح لدى الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي في كاتدرائية القديس جاورجيوس لطائفة الروم الأرثوذكس في وسط بيروت.
عودة، وفي عظته، اوضح ان لبنان في مأزق ولا ينتشله الا اناس يؤمنون حقا في الله ويتصرفون حسب مشيئته، لافتا الى ان لبنان بحاجة الى وعي خطورة الوضع وتغليب مصلحته فوق كل مصلحة والوقوف درعا يقيه من الحريق الملتهب من حوله.
واعتبر ان المؤمن الحقيقي لا يمكن ان يعيش في قوقعة طائفية، وقال: “نشهد من حولنا مجازر باسم الدين وحضارات تمحى وشعوب تواجه خطر الانقراض بسبب الارهاب وانكار الاخر المختلف”، مشيرا الى ان الدين ليس ايديولوجية سياسية بل ايمان بالله وسلوك بحسب القيم والاخلاق.
واوضح عودة ان التطرف وانكار الاخر افعال تدمر الذات والاخر وتشوه سمعة الدين، داعيا الأخوة المسلمين الى الوقوف بحزم في وجه حملات التطرف والتكفير والقضاء على الوجه التعددي لهذا المشرق، سائلال: :”كيف سيكون الشرق من دون المسيحيين الذين هم متجذّرون في هذه المنطقة؟”.
كما شدد على ضرورة التمسك بحرية الدين والمعتقد واحترام حرية الاخر وصونها.
وتوجه غبطته لمسيحيي الشرق طالبا منهم تحمل الصعوبات مهما كبرت، وأضاف: ” لا تدعوا النار الملتهبة في الشرق تحبطكم وتدفعكم الى الهجرة ولا تتركوا ارضكم ونؤكد لكم انكم في قلوبنا وفي فكرنا”.
واذ أكد ان ما وصل اليه الوضع في لبنان سببه عدم انتخاب رئيس للجمهورية يضبط الامور، دعا عودة النواب الى التوجه الى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية، وقال: “التاريخ لا يرحم وعليكم واجبا مقدسا بانتخاب رئيس للجمهورية ولا تدعوا شهوة السلطة تفقدكم الوطن لأنه اغلى من المناصب والمكاسب والـ”أنا” المدمرة ولا تتقاعسوا ولا تتعللوا لعلاج الخطايا ولا تنظروا الى ما وراء الحدود”.
وأضاف: “افتدوا الوطن وكونوا على قدر المسؤولية وعلى قدر آمال من انتخبكم لا من تطمحون الى رضاهم”.
ودعا الى التمرد على الاقطاع السياسي والمالي والفكري وبلادة العقول والى العودة الى الضمير وتخطي الانحطاط السياسي والفحش الاخلاقي والتراجع الاقتصادي، لافتا الى ان البلاد بحاجة الى ثورة بيضاء تقضي على عدم احترام المهل الدستورية.