يوحي المشهد الداخلي اللبناني بأن كل الفرقاء رضخوا لفكرة عجزهم على إحداث أي خرق يُذكر في جدار الأزمة الرئاسية المتواصلة منذ شهر مايو الماضي، لذلك يسعون، بدفع إقليمي – دولي لملء الفراغ السياسي المتحكم بالبلد، إلى حوارات ثنائية باتت تتقدم على حساب التفاهم المسيحي، ومن ثم الوطني، المطلوب لانتخاب رئيس.
ومع سير حوار “تيار المستقبل” – “حزب الله” قدما على الرغم من كل التحديات التي تواجهه، يبدو أن التواصل ما بين الحزبين المسيحيين الرئيسيين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” اقترب من خواتيمه السعيدة. إذ تشير مصادر ناشطة على خط المحادثات الحالية إلى أن “عملية الاتفاق على ورقة إعلان النيات انتهت وقد دخلنا في مرحلة الإعداد للقاء رئيسي الحزبين النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع”. وقالت المصادر لصحيفة ”الشرق الأوسط”: “لقد تم تخطي معظم العوائق السابقة والاتفاق على العدد الأكبر من النقاط التي بُحثت على مدار الأشهر الماضية”.
وأعرب رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم رياشي، الذي يتولى المحادثات من طرف القوات مع “التيار الوطني الحر” عن أمله في أن تتم “المصالحة بشكل كامل بين الطرفين لأن النيات سليمة”.
من جهة ثانية، على الرغم من التعقيدات التي طرأت أخيرا مع انفجار الأزمة اليمنية وما رُصد من تداعيات على الوضع الداخلي اللبناني، أشار رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن إلى أن “الحلول للأزمة الرئاسية بدأت تظهر تدريجيًا بعد إتمام الاتفاق النووي”، لافتا إلى أنّها قد لا تكون بالقريب العاجل إنما في الشهرين المقبلين. وقال الخازن لـ”الشرق الأوسط”: “سمعنا في وقت سابق من وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن سعي أميركي جدّي لدفع من يتوجب دفعهم للتسريع بملء الشغور في سدة الرئاسة، كما أن هناك تنسيقًا بين الفاتيكان وواشنطن في هذا الإطار”.