كتبت كارلا فرح
مع دخول الحرب في سوريا عامها الرابع يستضيف لبنان حاليا 1.3 مليون لاجئ سوري، مما أدى إلى ضعف قدرات النظم الصحية على تقديم خدمات الرعاية الكافية للاجئين، وإلى زيادة أعداد حالات الإصابة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة بين اللاجئين السوريين وهو ما يمثل مصدر قلق كبير على الصحة العامة.
واصبح لبنان مهدد بخطر السل، الأمر الذي بات يستدعي جهودا لمكافحته ومنع زيادة انتشاره بين اللاجئين والسكان المحليين، بما في ذلك التشخيص والعلاج ونشر الوعي بين السكان وتنسيق الاستجابة وتعزيز الموارد البشرية لتقليل أعداد الوفيات بين المصابين من خلال وصول خدمات الوقاية والرعاية والعلاج.
ما هو السل؟ وكيف يعالج؟
ينجم السل عن جرثومة تصيب الرئتين في معظم الأحيان، وهو مرض يمكن الشفاء منه ويمكن الوقاية منه. وينتشر من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، فعندما “يسعل” الأشخاص المصابون بسل رئوي أو يعطسون أو يبصقون، ينفثون جراثيم السل في الهواء. ولا يحتاج الشخص إلا إلى استنشاق القليل من هذه الجراثيم حتى يصاب بالعدوى.
حوالي ثلث سكان العالم لديهم سل خفي، مما يعني أن هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا بالعدوى بجرثومة السل لكنهم غير مصابين بالمرض (بعدُ)، ولا يمكنهم أن ينقلوا المرض.
فعندما يصاب شخص ما بسل نشط (المرض)، فالأعراض (السعال، الحمى، التعرق الليلي، فقدان الوزن، إلخ) قد تكون خفيفة لعدة شهور. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تأخر في التماس الرعاية، ويؤدي إلى سريان الجراثيم إلى الآخرين.
ويقتل مرض السل مليوناً ونصف مليون شخص في العالم سنوياً، بسبب عدم الدقة في تشخيصه أو عدم الكفاءة في علاجه، ويفاقم من حدته الإصابة بأمراض تضعف المناعة ولا سيما مرض الأيدز.
وهناك بعض الاشخاص المصابين ينقلون لنا المرض من دون ان ندري، مثال على ذلك، ان شخصا مصابا وهو لا يعلم باصابته نقل السّل لعدد من الاشخاص لأنه يعمل كنادل في أحد المطاعم وهو من يحضّر (النرجيلة) ويسلمها للزبائن، وعندما ينفخ بها ليشغلها يكون قد نفخ مرض السل وسلم النرجيلة للزبون من دون ان يعلم انه تلقى المرض بهذه الطريقة.
من هنا ندعو الجميع الى أخذ الحيطة والحذر لإنقاذ حياتهم وحياة الآخرين.