Site icon IMLebanon

استمرار الغارات والقتال في عدن وتظاهرة ضد السعودية في طهران

في ظل اجواء توتر سياسي بين الرياض وطهران على خلفية “عاصفة الحزم”، وصلت شحنة ثانية من المساعدات الطبية التي ارسلتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى اليمن حيث يستمر تدهور الوضع مع استمرار الغارات الجوية والمعارك.

وافادت مصادر عسكرية وطبية ان 25 شخصا على الاقل قتلوا في معارك ليلية بين المتمردين الحوثيين وموالين للرئيس عبدربه منصور هادي في جنوب اليمن.

وتعرضت مواقع للمتمردين في عدن ثاني مدن اليمن لغارات جوية عدة فجر السبت، في اليوم ال18 للعملية العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين المرتبطين بايران.

واستهدفت طائرات التحالف منتصف نهار السبت مواقع عسكرية للمتمردين او حلفائهم في صنعاء بينها الاكاديمية العسكرية الى محافظات صعدة وعمران (شمال) والحديدة (غرب) وشبوة (جنوب)، بحسب شهود.

وحطت في صنعاء طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة ب35,6 طنا من المساعدات الطبية ومعدات الاغاثة لمساعدة ضحايا النزاع في اليمن، ما رفع الى 51,6 طنا المساعدات التي وصلت الى اليمن في يومين.

من جانبها، طلبت الامم المتحدة “هدنة انسانية فورية لبضع ساعات” على الاقل يوميا في اليمن للسماح بنقل مزيد من المساعدات الى البلاد حيث قالت ان الوضع “يتدهور ساعة بعد ساعة”.

وبحسب منظمة الصحة العالمية ادى التصعيد الاخير للنزاع الى سقوط نحو 650 قتيلا واكثر من الفي جريح. لكن الارقام الحقيقية اعلى بالتاكيد لان الكثير من الجثث لا ترسل الى المستشفى بل يتم دفنها فورا، بحسب الامم المتحدة.

ويسيطر المتمردون الذين انطلقوا من معقلهم في صعدة على صنعاء ومناطق في وسط البلاد وغربها اضافة الى اجزاء من عدن التي فر منها الرئيس هادي ليلجأ الى السعودية.

وخلال الساعات ال12 الماضية ادت معارك الشوارع في عدن بين المتمردين والموالين للرئيس اليمني الى مقتل سبعة اشخاص على الاقل.

في المقابل، قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان 18 متمردا شيعيا قتلوا في هجوم وكمين نصبه انصار هادي في عدن وفي الطريق الرابط بين تعز ولحج.

وفي شرق البلاد، تجمع مئات من ابناء القبائل في محيط عتق كبرى مدن محافظة شبوة، بهدف “محاولة استعادة” تلك المدينة التي سيطر عليها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بحسب مصادر قبلية.

وبحسب المصادر نفسها سيطر المتمردون على مرافق عامة ومعسكرات في شبوة، المحافظة التي تضم غالبية سنية والتي تعتبر احد معاقل القاعدة في جنوب شرق البلاد.

وعلى المستوى الديبلوماسي وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء السبت الى الرياض خصوصا لبحث الوضع في اليمن. ويتوقع ان يؤكد مجددا تضامنه مع “الرئيس الشرعي” لليمن عبد ربه منصور هادي وعلى ان فرنسا “تقف الى جانب شركائها في المنطقة من اجل استعادة استقرار اليمن ووحدته”، بحسب ما افاد مصدر دبلوماسي.

وفي طهران، شارك مئات الاشخاص في تظاهرة امام السفارة السعودية في طهران بعد شكوى تقدم بها شابان ايرانيان ضد شرطيين سعوديين قالا انهما اعتديا عليهما جنسيا في مطار جدة.

وافادت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء “ارنا” الايرانية ان حوالى 500 شخص شاركوا في التظاهرة التي لم تحصل على ترخيص رسمي من السلطات.

وذكرت وسائل الاعلام الايرانية، ان الشابين الصغيرين تعرضا للاعتداء الجنسي في مطار جدة غرب السعودية، في طريق عودتهما الى ايران بعد اداء العمرة. وقالت ان الحادثة وقعت قبل عدة ايام من دون تحديد تاريخ دقيق.

واطلق المحتجون هتافات منددة بالمملكة العربية السعودية وبالملك سلمان، منها “عار عليكم، اخرجوا من ارضنا”وطالبوا باغلاق السفارة السعودية، ومعاقبة الشرطيين.

واحتجت ايران رسميا لدى القائم بالاعمال السعودي في طهران وطلبت من الرياض محاكمة مرتكبي الاعتداء. وقال مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القنصلية حسن قشقاوي للتلفزيون الرسمي الايراني انه تم توقيف الشرطيين المعتديين.

ويحاط مبنى السفارة السعودية في حي السفارات في شمال شرق العاصمة الايرانية بحراسة امنية مشددة.

وقد تزيد هذه الحادثة من توتر العلاقات بين ايران والسعودية اللتين قامتا بمحاولة خجولة للتقارب في ما بينهما بعد انتخاب الرئيس الاصلاحي حسن روحاني في حزيران 2013، لكنهما تختلفان بشأن قضايا اقليمية مثل النزاع في سوريا والعملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.