Site icon IMLebanon

الطاقة الشمسية أرخص مصدر للطاقة

SolarEnergy

لا تزال الطاقة الشمسية تحتل حصة صغيرة من صافي مصادر توليد الكهرباء في العالم، ففي أمريكا مثلاً كانت مسؤولة عن إنتاج 0.45% فقط من إجمالي الكهرباء، ابتداء من ديسمبر/كانون أول 2014. إلا أن الأمور ستتغير بسرعة، وفقاً لمؤسسة (آغورا إينيرجي ويند- Agora Energiewende) الألمانية.

غير أن العقبة الرئيسة أمام انتشار استخدام الألواح الضوئية الشمسية تكمن في الكلفة؛ فهذا النوع من الطاقة مكلف مقارنة بالفحم أو الغاز. لكن أجرت مؤسسة آغورا دراسة لمعهد (فراونهوفر- Fraunhofer Institute) عن أنظمة الطاقة الشمسية، بينت فيه أن هذا الأمر لم يعد صحيحاً. حيث يرى الباحثون أن الطاقة الشمسية أصبحت أقل كلفة في بعض المناطق المشمسة بفضل التقدم التكنولوجي؛ ففي دبي مثلاً، تم توقيع عقد طويل الأجل مؤخراً، ينص على تقاضي 5 سنتات مقابل كل كيلو واط/ ساعة. كما هناك مشاريع قيد الإنشاء في البرازيل والأورغواي، وغيرها من الدول التي يقال إنها تنتج طاقة بتكلفة أقل من 7 سنتات لكل كيلو واط/ ساعة. مقارنة بذلك، تكلف الكهرباء التي تنتج في مصانع الفحم والغاز مبالغ تتراوح بين 5 و10 سنتات لكل كيلو واط/ ساعة. وفي ألمانيا حالياً، تنتج مصانع الطاقة الشمسية الضخمة كهرباء مقابل أقل من 9 سنتات مقارنة بـ11 سنت للكهرباء الناتجة عن الطاقة النووية. فيما تفيد التقارير أن تكلفة إنتاج الطاقة في أوروبا الوسطى والجنوبية، ستنخفض بحلول عام 2025، لتتراوح بين 4 و6 سنتات لكل كيلو واط/ ساعة. وبحلول عام 2050 ستصل إلى 2-4 سنتات، لتصبح أرخص مصدر للطاقة في العديد من دول العالم.

ويبدو أن هذه التنبؤات تتعارض مع عدد آخر من الدراسات التي تصر على أن الطاقة الشمسية ستسهم بشكل ضئيل في أنظمة الطاقة العالمية أو الإقليمية أو الوطنية، وهذا أمر يعتقد الباحثون أنه ناجم عن استخدام تقديرات تكلفة قديمة للألواح الضوئية الشمسية. كما يعتقدون بأن الألواح الشمسية الضوئية ستحتل موقعاً موازياً لطاقة الرياح.

إن تكاليف إنتاج الطاقة ليست العامل الوحيد الذي ينبغي أخذه بالحسبان عند إصدار مثل هذه التقديرات، حيث سيعتمد انتشار الطاقة الشمسية على العديد من المحفزات المالية لتركيب الألواح الضوئية من قبل الحكومات والأطر القانونية. فنقص الأنظمة التشريعية المناسبة قد يرفع من تكلفة الطاقة بنسبة تصل إلى 50%، من خلال فرض تكاليف أعلى للتمويل، وهذا قد يؤثر سلباً على وجود موارد شمسية محلية أفضل. لكن، حتى مع انعدام ابتكارات تكنولوجية جديدة، يعتقد الباحثون أن خيار الطاقة الشمسية سيكون مطروحأ بقوة.

وقال الدكتور باتريك غرايشن، مدير (آغورا إينيرجي ويند): “يجب تنقيح خطط أنظمة تزويد الطاقة مستقبلاً في العالم. فما يحصل حتى الآن، يقتصر على تخصيص جزء بسيط منها لصالح الطاقة الشمسية. ونظراً للتكاليف المعقولة جداً، ستؤدي دوراً بارزاً، وجنباً إلى جنب مع طاقة الرياح. كما أنها وسيلة رخيصة للإسهام في حماية المناخ العالمي.”

ويلاحظ أن مثل هذه التقارير لا تخلو من نزعة سياسية؛ فمنذ أن أعلنت ألمانيا عملية تحويل الطاقة، التي تتضمن التخلص تدريجياً من المصانع النووية بحلول عام 2022، والتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 80%- 95% قبل عام 2050، ظهر عدد من الدراسات والمقالات التي أظهرت الجانب السيء من هذا المسار الجديد. ويعتقد أن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة على المدى القصير يعني في الحقيقة حرق المزيد من الفحم، في حين قال آخرون إن هذا مجرد خرافة.

ومع غض النظر عن ماهية الحقيقة، إذا كان علماء “فراونهوفر” على حق، فستصبح الطاقة صديقة للبيئة، شرط أن تتوافر النية السياسية الحسنة لتحقيق ذلك.