كتبت رولا حداد
هكذا رحل على حين غفلة الفنان والممثل الشاب عصام بريدي. لم يودّع أحدا من أصدقائه ومحبيه الكثر، ولا حتى والدته ولا أخيه الاعلامي وسام بريدي.
لا ندري هل هو القدر المرسوم لنا، أم هو وطن وشبه دولة باتا لنا كالقدر بالمرصاد! هكذا بات عصام اسماً جديداً يُضاف على لائحة “شهداء” غياب الدولة والقوانين، وفي طليعتها قانون السير الموعود.
غياب الدولة وعجزها عن تحمّل مسؤولياتها لتأمين طرقات في لبنان فيها الحد الأدنى من المواصفات اللازمة للسلامة العامة، كما عجزها حتى اليوم عن وضع قانون للسير موضع التنفيذ الفعلي.
والأسوأ أننا أصبحنا شعب ندمن الانتحار على الطرقات. ندرك أن السرعة تقتل فنلاعب الجحيم في عقر داره. نتيقّن أن القيادة بعد شرب الكحول تشكل عملية انتحار مكتملة المواصفات، فنقدم عليها من دون تردّد.
ليس الآن الوقت للندب. عصام بريدي رحل، كريستينا صوايا نجت بأعجوبة من حادث آخر. والعشرات، لا بل المئات من شبابنا يسيرون على الطريق نفسه كل عام… ولا نتعلّم!
تصيبنا الصدمة والفاجعة حين نتلقى خبراً أسود كخبر رحيل عصام. لماذا رحل أساساً وهو كان قبل ساعات يداعب الحياة اللهو والضحك والمرح والفرح كعادته!
هو الشاب صاحب الوجه البشوش، الممثل المصقول بموهبته الفذّة وخرّيج كلية الفنون الجميلة، والفنان الشامل خرّيج “استديو الفن”. كل هذه المواهب لم تشفع به، ولم تنفع محبة أصدقائه وجمهوره له. خسره لبنان في يوم القيامة، فرقد على رجاء القيامة.
بطبيعة الحال سيبقى عصام خالد في أعماله، وآخرها كان مسلسل “علاقات خاصة” الذي يُشاهده اللبنانيون على الشاشات. وسنبقى نذكر عصام بوجهه الضحوك وبسمته التي لم تفارقه يوماً لأنه أحبّ الحياة الى درجة أنها لم تتّسع له بما يكفي، فرحل عنها وترك فينا حسرة ودموعاً وغصّة.
لأننا نؤمن بالقيامة وبأن المسيح غلب الموت بالموت، نبقى على رجائنا بأن عصام انتقل الى مكان أفضل. عسى أن يصبح يوماً لبنان بطرقاته ودولته وقوانيه مكاناً أفضل من الجحيم الذي نحن فيه اليوم.
الرحمة لعصام بريدي والصبر لأهله ومحبيه.