بدأ سوق تطبيقات الهواتف المحمولة بتعزيز مكانته مع ارتفاع مستوى رضا المستخدمين عن معدلات المشاركة الحالية، وذلك وفقاً لما أظهرته نتائج آخر الدراسات الاستقصائية الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر. فمع إدراج المستخدمين للتطبيقات في مسيرة حياتهم اليومية بدرجة أكبر، يتوجب على مقدمي التطبيقات التقدم بخطوة على المستخدمين، وتركيز جهودهم على تطوير وتسويق ونشر العلامات التجارية من أجل تحقيق استراتيجيات الحفاظ على المستوى.
في هذا السياق قال بريان بلاو، مدير الأبحاث لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: “بعد مضي ثماني سنوات من البحث عن تطبيقات الهواتف الذكية وتحميلها واستخدامها، تعززت خبرة المستخدمين في سلوكيات الاستخدام. إلا أننا قد نشهد تغير هذه الأنماط في المستقبل مع ارتفاع معدل إدراج المستخدمين للتطبيقات في مسيرة حياتهم اليومية”.
هذا، وقد تعمقت الفوائد التي يجنيها المستخدم حالياً من التطبيقات مع إدراجه لها في إطار الاستخدام الشخصي للتقنيات، وتفاعله مع العلامات التجارية أثناء الاتصال بالإنترنت. وعلى الرغم من ارتفاع معدل الاستخدام، إلا أن المستخدمين قد لا يرغبون أو يحتاجون للمزيد من التطبيقات في المستقبل، الأمر الذي أثار بعض التحفظ والقلق من قبل مقدمي التطبيقات، لأنه إذا أصبح المستخدمون راضين جداً عن التطبيقات ستعاني شركات إنتاج التطبيقات من قلة المشاركة، أو تباطؤ معدلات النمو.
ومن أجل تحديد مستوى رضا المستخدمين عن استخدامهم للتطبيقات، أجرت مؤسسة جارتنر دراسة استقصائية شملت أكثر من 2,000 مستهلك في كل من الولايات المتحدة وألمانيا خلال العام 2014، حيث تعتبر كلا الدولتين من الأسواق المتقدمة، وبالتالي فإنه بالإمكان إجراء المقارنات مع الأسواق الأخرى التي قد تكون أكثر أو أقل خبرةً في تبني تطبيقات الهواتف المحمولة. وقد تطرقت الدراسة إلى السلوكيات الحالية تجاه التطبيقات، وإلى كيفية استخدام التطبيقات من قبل المستهلكين في المستقبل، فضلاً عن تسليط الضوء على مستوى إدراك المستهلكين لأسلوب استخدامهم الشخصي للتطبيقات حسب الفئة، والمعدل المتوقع لاستخدامهم التطبيقات في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، طُلب ممن شملتهم الدراسة تحديد التطبيقات المستخدمة على هواتفهم الذكية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وما هو معدل تكرار استخدامهم لها. ورغم أنه من الواضح أن معدل استخدام التطبيقات مرتفع في جميع الفئات، إلا أن بعض فئات التطبيقات، كالشبكات الاجتماعية والفيديو، تحقق نسبة استخدام عالية جداً على مدار الأسبوع. أما معدلات الاستخدام، التي قاربت بعضها الاستخدام اليومي بالنسبة لمعظم المستخدمين، فإنها تتوافق مع نتائج دراسات أخرى تمت على هذا السوق، بما فيها كيفية استخدام الشركات للتطبيقات باعتبارها نقطة تواصل رئيسية. وحتى بالنسبة لفئة التطبيقات الأقل استخداماً، مثل تطبيقات اللياقة البدنية، هناك نسبة استخدام عالية للتطبيقات من هذه الفئة، فقد بلغت حصة تطبيقات اللياقة البدنية 23 بالمائة و16 بالمائة فقط (في الولايات المتحدة وألمانيا، على التوالي) من إجمالي مستخدمي الهواتف الذكية، لكن بالنسبة لمستخدمي تطبيقات اللياقة البدينة، فإن 7 وأكثر من أصل 10 يستخدمون هذه التطبيقات بوتيرة أسبوعية، أو بوتيرة أكبر.
واستناداً لنتائج الدراسة، نجد بأن مستخدمي الهواتف الذكية مرتاحين لمستوى الفوائد التي تحققها التطبيقات الحالية، ومع الأخذ بعين الاعتبار هذا المؤشر القوي لرغبة المستخدمين الحفاظ على الوضع الراهن، فإن توقعات مؤسسة جارتنر تشير إلى استمرار مستويات الاهتمام العالية بالتطبيقات، وقد لا يتغير هذا الاهتمام بشكل كبير مع مرور الزمن، كما أن معدل المشاركة بواسطة التطبيقات قد يصل إلى مرحلة استقرار. ورغم أن هذه الأخبار جيدة بالنسبة للمشاركات الإجمالية بواسطة التطبيقات، سيواجه مدراء إنتاج التطبيقات تحدياً كبيراً في طرح وتحديث تطبيقات جديدة، وذلك لأن الكثير من المستخدمين لن يغيروا أنماط استهلاكهم للتطبيقات.
ويختم بلاو حديثه قائلاً: “الأمر لا يتعلق بقلة اهتمام مستخدمي الهواتف الذكية بالتطبيقات، فهم لا يزالون متحمسين تجاه ما تقدمه لهم التطبيقات خلال مسيرة حياتهم اليومية، سواءً في سيناريوهات التطبيقات المستخدمة في الحياة المهنية أو الشخصية. ومع ذلك، ينبغي على المستخدمين الاقتناع بقيمة التطبيق، فاستعدادهم لخوض تجارب جديدة مع تطبيقات جديدة هي حلقة لا تنتهي، لكن يجب عليهم الاقتناع بقيمة التطبيق قبل تبنيه والاعتماد عليه، وتغيير أنماط استخدامهم على المدى الطويل”.