كل المؤشرات تدل على أن الزبداني ومنطقة القلمون والبلدات المتاخمة، على موعد مع معركة قريبة، ولبنان ينتظر ما ستؤول إليه هذه المعركة.
وفي السياق، يؤكد مصدر عسكري رفيع لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان “الجيش لا دخل له، لا من قريب ولا من بعيد، بهذه الحرب، لأنها تحصل داخل الأراضي السورية، وليس في الأراضي اللبنانية”، نافيا نفيا قاطعا “أي تنسيق بين الجيش اللبناني من جهة، وحزب لله والجيش السوري من جهة أخرى”.
ويشير المصدر إلى أن “الجيش يقوم بواجباته كاملة على الحدود، وينفذ سياسة الحكومة اللبنانية، وقرارها الواضح بعدم التنسيق مع النظام السوري”، لافتا إلى ان “أحد أهم أسباب نجاح معركة الحدود، هو التناغم بين السلطتين السياسية والعسكرية”.
هناك أسباب كثيرة تدفع الجيش اللبناني إلى عدم التنسيق مع الجيش السوري ودخوله في معركة القلمون، حيث يؤكد المصدر ان “المعركة بعيدة كل البعد عن حدود لبنان، وستحصل على أطراف الزبداني، وبالتأكيد الجيش لن يدخل إلى الحدود السورية لمحاربة المسلحين، لكنه في المقابل استعد لمواجهة أي تداعيات لهذه الحرب أو أي هجوم قد يحصل على طول الحدود البقاعية”.
ويلفت المصدر العسكري إلى انه “بعد معركة القصير ويبرود، تم “دفش” المسلحين في اتجاه جرود عرسال، فتمركزوا هناك، آخذين من المنطقة معبرا وممرا لهم، فاضطر الجيش إلى مواجهتهم، وتعامل مع الموضوع بحزم”، مشددا على أنه “في كل معارك الحدود لم يتم التنسيق مع أي فصيل عسكري أو الجيش السوري، فكيف الحال الآن بعدما عزز الجيش مراكزه بالعدة والعدد؟”.
ومع انطلاق معركة الزبداني، سينتقل الخطر إلى قرى شرق زحلة، وفي هذا الإطار يوضح المصدر أن “الجيش عزز مراكزه شرق زحلة، واستقدم المدفعيات والراجمات، والأسلحة الحديثة، متحسبا لأي هروب مسلح من الزبداني نحو جرود شرق زحلة على غرار الهروب المسلح من القصير إلى عرسال، وما نتج عنه من تداعيات لاحقة ما زلنا نعيش تردداتها حتى الآن”.
ويطمئن المصدر إلى أن “التعزيزات شرق زحلة توازي التعزيزات التي يقوم بها الجيش في عرسال ورأس بعلبك، وهو ينتظر المسلحين إذا ما قرروا خرق الحدود، وهذه التطمينات نقلها قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى الأهالي خلال زيارتهم الأخيرة له في اليرزة، وينقلها يوميا الضباط الموجودون في المنطقة”.