تشهد الأصول المالية حول العالم تحسناً كبيراً؛ فمؤشرات أسواق الأسهم تبلغ مستويات مرتفعة جديدة يوماً بعد يوم. وباتت ديون عدد من الدول ثمينة لدرجة تدفع المستثمرين إلى دفع المال مقابل الحصول على امتيازات امتلاكها.
فهل نحن بصدد حدوث فقاعة عالمية على مستوى الأصول المتعددة؟
يعتقد البعض أن هذا قد يحدث فعلاً، فالديون وأسعار الأسهم ارتفعت إلى مستويات خيالية، بفعل السيولة التي أطلقتها البنوك المركزية. في حين يعتقد آخرون أن هذه التقديرات لا تزال منطقية من حيث المقاييس التقليدية، وتفسرها احتمالية تحسن الاقتصاد العالمي.
وقبل الرهان على أي سيناريو مفترض قد يحدث، هناك أمران ينبغي على المستثمرين معرفتهما حول فقاعات الأصول المالية:
أولا: إنها تميل إلى الاستمرار لفترة أطول مما يعتقده أغلب المستثمرين. وهناك تفسير جيد لهذا الأمر؛ ففقاعات أسعار الأصول المالية تخلق شعوراً جيداً أثناء ازدياد حجمها، لما يصاحبها من انتعاش اقتصادي. ولهذا السبب هي معروفة لاسيما بين المستثمرين (المتوقع أن يكونوا الفئة الحاصلة على أكثر المكاسب) والمصارف المركزية (التي تدعي فضلها في الازدهار الاقتصادي). أما الأمر الثاني فهو أن وتيرة نمو الفقاعة تتسارع قبل فترة قصيرة من انفجارها، فأغلب أرباح الأسهم التي نجمت عن فقاعة الإنترنت مثلاً، حدثت خلال 4 شهور فقط قبل انفجارها في مارس/آذار 2000 .
وهناك تفسيرمنطقي لهذا أيضاً، ففي مثل هذه الأوقات، تكون قرارات المستثمرين عاطفية كالخوف من إضاعة أرباح سوقية محتملة بدلاً من أن تكون عقلانية. والخوف هنا يتفاعل في المراحل المبكرة للفقاعة، مع اكتساب المستثمرين أرباحاً سريعة، تساعد الفقاعة على النمو بشكل أكبر.
وتثير هذه الأرباح السريعة مشاعر الفرحة، لكنها سرعان ما تتحول إلى طمع؛ وهذا قد يكون معدٍ، وينتقل من خلال التواصل مع الآخرين، حيث يسابق المستثمرون بعضهم بعضاً. وفي بعض الأحيان، يتحول الأمر إلى جنون، مما يسارع خطى نمو الفقاعة لتنفجر في النهاية.
خلاصة الأمر، أن المستثمرين يمكنهم كسب الكثير من المال إذا ما ساروا مع هذا التيار، لاسيما في المرحلة المتأخرة منها- قبل وصول ذروتها بقليل- شرط أن ينسحبوا في الوقت المناسب قبل بدء مرحلة الانفجار.