نظم اليوم تجمع رجال الأعمال اللبنانيين برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل غداء- حوار مع الوزير السابق للشؤون الخارجية في اسبانيا الرئيس السابق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، رئيس لجنة التوجيه السياسي في معهد الإستبصار الإقتصادي لعالم البحر المتوسط IPEMED ميغيل انخيل موراتينوس، في حضور وزير الثقافة ريمون عريجي، وزيرالإعلام رمزي جريج، سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجلينا أيخهورست، سفير المكسيك خيمة غارسيا، سفير الأرجنتين ريكاردو لارييرا، سفير الجمهورية العربية المصرية محمد بدر الدين زايد، سفير بلجيكا أليكس لينايرتز، سفير تركيا إينان أوزيلديز، النائبين: جان أوغاسبيان وياسين جابر، الوزراء السابقين جورج قرم، ابراهيم نجار، عادل قرطاس وخالد قباني، النائبة السابقة نايلة معوض، مستشار رئاسة الجمهورية الدكتور إيلي عساف، مستشار رئيس الحكومة الدكتور شادي كرم، رئيس الاتحاد الدولي للمصارف العربية الدكتور جوزيف طربيه، رئيس جمعية الصناعيين الدكتور فادي الجميل، رئيس جمعية شركات الضمان أسعد ميرزا، رئيس نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء اللبنانية فؤاد الخازن، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس جمعية تجار جبل لبنان نسيب الجميل، رئيس جمعية تجار جونية روجيه كيروز، أمين عام الخصخصة زياد حايك، مدير عام الإستثمار والتجهيز الكهربائي في وزارة الطاقة الدكتور فادي قمير، وعدد من رؤساء المصارف، ورجال الأعمال والصحافيين.
زمكحل
استهل الحفل بكلمة لرئيس التجمع قال فيها: “لا يمكننا أن نأمل بمستقبل لتطوير منطقة البحر الأبيض المتوسط في غياب تعاون معزز وحوار صريح وتفاهم متبادل بين جميع البلدان الموجودين ضمن هذه المنطقة. ان تحدياتنا الخاصة بالمنطقة وأهدافنا المشتركة هي بناء عالم أفضل واقتصاد مزدهر ونامي لشعوبنا في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ينبغي أن يكون الإندماج الاقتصادي أولوية بالنسبة للمنطقة والمصدر الحقيقي لأعمال بناءة وناجحة. إنما يعتمد هذا الاندماج على تجمع وتظافر كافة بلدان هذه المنطقة، تكلله أعمال منتظمة واضحة وملموسة، خاصة في مجال التعاون المثمر والفعال بين بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط”.
أضاف: “للقيام بذلك، لا بد من إشراك مختلف أدوات التبادل التجاري بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وإنشاء منطقة مشتركة تقوم على التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي، فضلا عن القيم المشتركة بالنسبة للديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان.
يتطلب أيضا تحقيق التنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إدراج القارة الأفريقية، التي ينبغي أن تكون أولوية للجميع. لا شك أن رؤية مشتركة خاصة بمنطقة البحر المتوسط ستولد فرص عمل وثروة اقتصادية لبلداننا وللمنطقة”.
ولفت الى أن لتحقيق الأهداف المشتركة الخاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط يلزمه خطة عمل أبرز ما فيها إنشاء بنك استثماري خاص بالبحر الأبيض المتوسط مهمته تلبية الاحتياجات التمويلية للشركات الصغيرة والمتوسطة ضمن منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتحفيز الاستثمار في المنطقة، إنشاء مشاريع أورومتوسطية متكاملة ومندمجة، تشجيع إنشاء أقطاب تنافسية وأبحاث أورومتوسطية، وكذلك إنشاء شبكة أورومتوسطية للتدريب المهني والاعتراف بالمهارات والمؤهلات، وضع نظام تعليم عال مشترك، وتعزيز الربط الشبكي بين الجامعات وتطوير سوق عمل مندمج في المنطقة، إنشاء إطار مؤسسي مشترك لضمان حرية حركة السلع ورؤوس الأموال والخدمات والأشخاص داخل المنطقة الأورومتوسطية وإنشاء صندوق خاص بالبحر الأبيض المتوسط لتمويل مشاريع البنية التحتية، والنقل، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى وضع سياسة مشتركة خاصة بالسلامة الغذائية والتنمية الريفية”.
وختم: “نحن مقتنعون بأن التكامل الاقتصادي الأورومتوسطي هو شرط أساسي لتنمية بلدان جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط وأيضا بلدان أوروبا، وان الإنتاج المشترك هو عملية فعالة لإقامة علاقات على أسس جديدة ومتينة ومتوازنة”.
غيغو
ثم تحدث المندوب العام لمعهد الإستبصار الاقتصادي لعالم البحر الأبيض المتوسط IPEMED جان لوي غيغو، لافتا الى أن “لبنان بلد استراتيجي بالنسبة لل IPEMED يتمتع بالمرونة على الرغم من بيئته السياسية والاقتصادية الصعبة”. ورأى أن فيه رجال أعمال منفتحين على البحر الأبيض المتوسط والعالم وقادة ومديرين مدربين وذوي خبرة في التحرك والتنقل مما يجعلهم يتجهون بشكل طبيعي نحو تقارب مع بلدان البحر المتوسط وأفريقيا، كما أن لديه جالية عالمية موجودة في المناطق التي هي مركز اهتمام الـ”IPEMED” أي في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا”.
وأوضح أن “IPEMED” أداة دعم للشركات والمؤسسات العامة في لبنان، متطرقا الى “العمل في المجالات الرئيسية من اجل الاندماج الاقتصادي المؤدي إلى مقترحات ملموسة”.
وإذ رأى أن “المستقبل المشترك هو في الجنوب”، تناول “انفتاح ال IPEMED على أفريقيا وبداية تحول من الأساس (تحول عمودي) حيث للأعضاء المؤسسين لل IPEMED والمؤسسين في لبنان مكانهم الواسع خصوصا كمحطة متابعة للمستثمرين من البلاد الخليج”.
موراتينوس
ثم كانت كلمة موراتينوس بعنوان “سياسة جوار جديدة أورومتوسطية: مزايا وآمال لبنان”، مشددا على ضرورة “تجديد العلاقة بين أوروبا وبلدان البحر الأبيض المتوسط”، لافتا الى “وجود تحد كبير نظرا لظهور التحدي الأمني من جديد”. وقال: “المشكلة في منطقة الساحل الأفريقي الذي يهم الشاطئ الجنوبي من أوروبا. يفهم الرأي العام ضرورة الإهتمام بالجنوب”.
وتطرق الى مسألة الجوار وقال: “يجب تمييز البلدان المجاورة في الجنوب عن مسألة البلدان المجاورة في الشرق. في أوكرانيا، الواقع السياسي مختلف جدا عن واقع الجنوب، الذي يفرض واقعه السياسي ألا تكون هذه البلدان مهمشة ولكن محورا بين أوروبا وأفريقيا”.
واعتبر أنه “كان هناك أمل كبير في الربيع العربي ولم يعد بإمكان أوروبا تجاهل ما يحدث في بلدان جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط”، متطرقا الى موضوع الأمن والإرهاب والمشاكل المناخية والاقتصادية وخصوصا موضوع البطالة بين الشباب.
وتناول “المصالح المتبادلة والتحديات المشتركة”، وأبرزها: التدريب المهني للشباب، الانتقال على مستوى الطاقة، المشاركة في الانتاج، الحصول على المياه والصرف الصحي، السلامة الغذائية والتنمية المشتركة من خلال بنك للتنمية مكرس لهذا الموضوع”.
ودعا الى “إعداد سياسة جوار جديدة للجنوب جنبا إلى جنب مع بلدان جنوب وشرق المتوسط (PSEM)التي يجب أن تحقق هذا التحول الاقتصادي”. وقال: “لبنان بلد محوري في هذه السياسة الجديدة التي علينا إعادة تحديدها”.