Site icon IMLebanon

تحرّكات النفط العنيفة ليست السبب الوحيد للخروج من الأسهم

AmericanStocks3

بولين سكايبالا

أسهم مجموعة رويال داتش شل تحقق عوائد أرباح تبلغ 6.2 في المائة. ووفقاً لوكالة تومسون رويترز، لا يتفوّق عليها سوى شركة ويم موريسون وجيه سينزبري بين أسهم الشركات المدرجة على مؤشر فاينانشيال تايمز 100. “أنجلو أمريكان”، و”بي إتش بي بيليتون”، و”بريتش بتروليوم”، تظهر أيضاً بين الشركات العشر الأعلى، بعوائد أرباح تبلغ 6 في المائة أو أكثر. وهذا فيما يبدو يجعل قطاع الطاقة بمثابة قطاع ممتاز بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن دخل.

بفضل هيمنة أسهم الشركات المالية وشركات الطاقة على مؤشر فاينانشيال تايمز 100، حتى عوائد المؤشر نفسه بلغت 3.9 في المائة، لتتفوّق بسهولة على العائد البالغ 1.6 في المائة على السندات التي لأجل عشرة أعوام.

بالطبع الأسهم تأتي مع مخاطر – ربما كانت أسهم الطاقة عرضة لذلك أكثر من معظم الأسهم الأخرى. فقد أدى انخفاض أسعار النفط إلى إرهاق أسهم شركات الطاقة، مع أسعار الأسهم المنخفضة التي زادت من توزيع أرباح الأسهم. وانخفضت أسهم مجموعة شل بنسبة 17 في المائة منذ بداية أيلول (سبتمبر)، مع مساهمة عملية استحواذ مقترحة من جانب المجموعة على شركة بريتش غاز الأسبوع الماضي في هذا الانخفاض.

ربما يقول بعضهم إن أداء أسعار الأسهم ليس ذا أهمية كبيرة، شريطة استمرار الأرباح على الأسهم – لكن هل ستستمر؟ شركات الطاقة، لا سيما بريتش بتروليوم وشل، تظهر بين الشركات العشر الكبرى التي تحتفظ بأسهمها كثير من صناديق دخل الأسهم في المملكة المتحدة، ما يُشير إلى أن مديري الصناديق المحترفين متفائلون بشأن آفاق أرباح الأسهم (أو ببساطة لا يريدون المجازفة بالابتعاد عن الأسهم المهمة في المؤشر). لكن شركات النفط الكبرى واضحة من خلال غيابها الكامل عن محفظة مدير صندوق الدخل المعروف في المملكة المتحدة، نيل وودفورد، الذي غادر مجموعة إنفيسكو بيربيتشيوال قبل عام لإدارة الصناديق الخاصة به.

وهناك رأي يقول إن أرباح الأسهم ليست مستدامة على المدى الطويل، لأنها لم تعُد تُدفع بعد الآن من التدفق النقدي، لكن من خلال بيع السندات أو بيع الأصول. ستيفن لاماكرافت، وهو مدير صندوق في وودفورد إيكويتي إنكوم، كتب في إحدى المدونات في أواخر كانون الثاني (يناير) أن أسعار النفط من المحتمل أن تبقى منخفضة لبعض الوقت “وأن الشركات سيتعين عليها إما تخفيض النفقات الرأسمالية، من خلال تضمين النمو في المستقبل، وإما تخفيض أرباح الأسهم”.

وعدم وجود صندوق وودفورد في أسهم شركات النفط لم يُلحق به الضرر، بل ربما منحه كثيرا من الأمور الجيدة. فقد حقق عوائد بنسبة 19.5 في المائة على مدى الأشهر الستة الماضية على أساس إجمالي العائد، مقابل 12.6 في المائة لمؤشر فاينانشيال تايمز 100 و15.7 في المائة لقطاع صناديق دخل الأسهم.

مع ذلك، استدامة أرباح الأسهم هي مجرد جزء من المخاطر بالنسبة للمستثمرين في شركات الطاقة. فعلى المدى الطويل هناك مسألة “الأصول المُحاصرة” الأكبر – الجدال بأن 60-80 في المائة من احتياطيات الفحم والنفط والغاز لدى الشركات المُدرجة في البورصة يجب أن تبقى في باطن الأرض، إذا كان العالم سيحصل على فرصة لمنع ظاهرة الاحتباس الحراري من تجاوز درجتين مئويتين.

لكن يجب أن تقتنع الأسواق بهذا وهو أمر لم يتم احتسابه في أسعار أسهم “أو تكاليف سندات” الشركات في الصناعات الاستخراجية. لكن المستثمرين الذين يراهنون على أن هذا الاستمرار سيكون هو الحالة السائدة يجب أيضاً أن يراهنوا ضد أي إجراء حكومي جاد للحد من انبعاثات الكربون.

مع ذلك، هناك صعوبات بالنسبة لمستثمري الصناديق الذين يُريدون التأكد من تجنّب التعاملات في قطاع الطاقة – سواء لأسباب مالية أو تعاطفاً مع حملة سحب الاستثمارات التي اشتركت فيها بعض المؤسسات الاستثمارية. ويوفر مزوّدو المؤشر مؤشرات متنوعة منخفضة الكربون، أو خالية من الفحم الأحفوري، لكن من بين الصناديق التي يتم تداولها في البورصة التي يزيد عددها على خمسة آلاف صندوق، توجد مجموعة صغيرة تقوم في أحسن الأحول بتعقب المؤشرات. وهناك بحث على الإنترنت كشف عن اثنين فقط، من “آي شيرز” و”ستيت ستريت”، يتعقبان مؤشر MSCI ACWI ex-Fossil Fuels Index للوقود الأحفوري، وكلاهما مدرج في بورصة نيويورك.

مثل هذه المنتجات تستهدف بشكل رئيسي الشركات الاستثمارية بدلاً من المستثمرين الأفراد. لكنها توفر طمأنينة بأن التعاملات السابقة لقطاع الوقود الأحفوري لا تنطوي تلقائياً على عقوبة الأداء. وتظهر بيانات من مؤشر MSCI أن مؤشره الخالي من الوقود الأحفوري تفوّق على مؤشره الأساسي، MSCI ACWI، كلاهما على أساس تراكمي منذ الإطلاق، وللأعوام التقويمية الثلاثة الماضية. وفي عام 2013 حقق المؤشر الخالي من الوقود الأحفوري عوائد بنسبة 18.7 في المائة، من حيث قيمة بالدولار، مقابل 16.8 في المائة للمؤشر الأساسي.

وفي المملكة المتحدة، تعاونت مجموعة بلاك روك مع مجموعة مؤشر فاينانشيال تايمز قبل عام لإطلاق مؤشر فاينانشيال تايمز للوقود الأحفوري FTSE ex-Fossil Fuels Index Series، لكن لا توجد أي مشاركة للصناديق التي يتم تداولها في البورصة حتى الآن. “شير أكشن”، الحركة القائمة في المملكة المتحدة للاستثمار المسؤول، قالت في إحدى المدونات إنها اتصلت بـ 150 مزوّدا في بحثها عن مؤشر منخفض الرسوم وخال من الوقود الأحفوري يقوم بتعقب منتجات الادّخار، لكنها لم توفّق.

في حال اعتمد الآخرون وجهة نظر وودفورد عن شركات النفط، أو اقتنعوا بمخاطر الأصول المُحاصرة، ربما تتوفّق حركة شير أكشن في المرة المقبلة.