أعلنت سفارة الكرسي الرسولي (الفاتيكان) لدى عمان الأربعاء قبول استقالة المطران ياسر العياش من مهمته كرئيس أساقفة في أبرشية “بترا وفيلادلفيا للروم الملكيين الكاثوليك” في الأردن.
وقالت السفارة في بيان حصلت وكالة “الأناضول” على نسخة منه، إن “البابا فرنسيس قد قبل الاستقالة المقدمة من المطران ياسر العياش الثلاثاء، من مهمّته كرئيس أساقفة في أبرشية بترا وفيلادلفيا للروم الملكيين الكاثوليك”.
وأشارت إلى أنّ “القرار الصعب الذي اتخذه المطران عياش يوضح الحسّ الكنسي العميق والتواضع العظيم لسيادته”.
وقال البيان إنّ “السفارة ممتنة للمطران عياش على خدمته الراعوية خلال هذه السنين”.
ويرى مراقبون أنّ الاستقالة قد تكون جاءت من قبل العياش، بعد أن نما إلى علمه أنّ هناك نية من قبل الفاتيكان لتنحيته من منصبه، حيث فضل أن يعفي الفاتيكان من الحرج.
وكان العشرات من أبناء الطائفة الكاثوليكية في الأردن نطموا الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر سفارة الفاتيكان وسط عمان، تنديدًا بنية رئاسة الفاتيكان تنحية المطران العياش.
وقال مشاركون في الوقفة الاحتجاجية إنّ وقفتهم، تأتي تضامناً مع المطران عياش والذي أبلغهم الأحد، خلال القداس بعيد الفصح المجيد أن قراراً مرتقباً من الفاتيكان سيصدر بتنحيته منذ أن تولى موقعه العام 2007 كأول مطران أردني الجنسية منذ تأسيس أبرشية الروم الكاثوليك في الأردن العام 1922.
وأوضح مصدر، فضل عدم الكشف عن هويته الإثنين، أنّ “القرار يأتي بعد خلافات منذ العام 2013 بين المطران العياش والمدبر الرسولي (ترسله الفاتيكان لمساعدة المطران في أي دولة تشعر أن بها مشكل إدارية) الذي عينه الفاتيكان حينها، واللذين بقيت علاقتهما مضطربة في أجواء من عدم التعاون، وهو ما دفع الفاتيكان لاتخاذ قرار بتنحيته”.
وبيّن أنّ “قرار تنحية المطران وفق أنظمة الفاتيكان تتبع قداسة البابا، وتكون قرارته فورية التنفيذ، إذ إن الخطوة الطبيعية لتنحية أي مطران تتم حين يبلغ سن الـ75 من عمره، لكن المطران عياش لم يبلغ تلك السن وربما سيجيء قرار تنحيته وفق الحق الذي يمتلكه البابا بتنحية أي مطران نتيجة وجود أي أسباب يرى فيها معوقا لتأدية دور الكنيسة ومهامها”.
لكن أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية قال إنّ الخلاف “مالي”، دون أن يوضح طبيعته، مؤكّدًا أنّ المطران عياش “حافظ على مقدرات الطائفة الكاثوليكية ومقدرات الرعية، وأصبحت مدارسها في الأردن في تطور كبير نافست عبره كبرى مدارس المملكة”.
ووفق آخر التقارير الصادرة عن المعهد الملكي للدراسات الدينية في الأردن (غير حكومية) عام 2012، فإنّ نسبة المسيحيين بين السكان البالغ عددهم آنذاك ستة ملايين نسمة، وصلت لنحو 4 بالمائة، أي ما يشكل قرابة 250 ألف مواطن.
وتقدر أرقام غير رسمية أن نسبة الأرثوذكس منهم تناهز الـ60 %.