IMLebanon

سويسرا:التجارة تدعم أسهم المصارف

SwissBanks

يلاحظ مشغلو أسواق المال المحلية في سويسرا منذ مطلع العام الحالي، ارتفاع قيمة أسهم المصارف السويسرية الكبرى، على رأسها «يو بي إس» و»كريديه سويس» في شكل لافت.

ويربط محللون انتعاش هذه الأسهم في المدى القصير، بمسار التجارة العالمية، إذ يبدو أن محرك هذه التجارة هو الداعم الرئيسي لأرباح المصارف السويسرية حالياً. ومنذ بداية العام الحالي، ارتفعت قيمة سهم مصرف «يو بي إس» 10 في المئة إلى نحو 19 فرنكاً (19.2 دولار)، وسهم مصرف «كريديه سويس» نحو سبعة في المئة إلى 27 فرنكاً.

ويعتبر انتعاش أسهم مصرفي «يو بي إس» و «كريديه سويس» أفضل بكثير من انتعاش مؤشر بورصة زيوريخ، المعروف باسم «سويس ماركت إيندكس»، الذي يعدّ المرجع الرئيسي لأسواق المال المحلية، عـلماً أن قيمة هذا المؤشـر السوقيـة ارتفعت نحو ثلاثة في المئة فقط منذ بداية العام الحالي.

وعزا خبراء مصرفيون انتعاش أرباح أكبر مصرفين في سويسرا إلى مؤشرين، يتعلق الأول بقطاع الاستثمار المصرفي «إينفستمنت بنكينغ» الذي حقّق نتائج ممتازة في الربع الأول من العام الحالي، كما أن كمية التداولات التجارية لدى المصرفين سجلت أرقاماً قياسية. وبين هذه التداولات التجارية، تلك الخاصة بأسواق الصرف التي تشهد حالياً تقلبات طفيفة، لا سيما مقارنة بمجرى الأحداث خلال العام الماضي. ويجب الأخذ بالاعتبار مؤشرات أخرى لا تتمتع بها المصارف الأميركية، ومنها خدمة الاستشارات المصرفية الناجحة في سويسرا.

وتدخل المصارف السويسرية الكبرى مرحلة من التغيير الجذري في سياساتها الإدارية، إذ عيّن «كريديه سويس» مثلاً، مديراً عاماً غير سويسري بهدف تحقيق خطوات متقدمة في إدارة الأصول، وتبديل سياسة الاستثمار المصرفي. ولا شك في أن أي تغيير من شأنه فرض تكاليف إدارية إضافية، خصوصاً لجهة القدرة على امتصاص تداعيات الأخطار المالية الناجمة عن سياسات مالية جديدة قد لا تعطي مفعولها المنشود في الوقت المخطّط له.

ويبدو أن أي تغيير إداري في أي مصرف في العالم، يلعب دوراً في دعم قوة سهم المصرف بمعدل نسبته خمسة في المئة على الأقل، لفترة قد تتجاوز ستة أشهر. وبعد ذلك، يتعلّق كل شيء بجودة خطط الإدارة المصرفية الجديدة. وفي حال كانت هذه الجودة ما دون التوقعات السوقية، فإن سعر سهم المصرف مرشّح لهبوط سريع بمعدل 15 في المئة خلال الأشهر الستة التالية.

وعادةً، يعتبر الربع المالي الأول من كل عام الأنسب لتحقيق نتائج مالية جيدة في قطاع الاستثمار المصرفي، فالعديد من المستثمرين يتهافتون إلى خوض تجارتهم في هذا القطاع. وتعتبر المصارف السويسرية الكبرى الأكثر تحسساً أمام نتائج الربع المالي الثالث من كل عام، ولذلك لن يتمكن أحد من إصدار أي حكم على مصارف سويسرا الكبرى، التي لجأت إلى تغييرات إدارية قبل فصل الصيف.