بين الرئيس صائب سلام والشركة الوطنية – طيران الشرق الأوسط، قصة طويلة يمتد عمرها إلى سبعين عاماً، حيث تطلع الرجل نحو آفاق بعيدة المدى، فأصاب بنظرته الثاقبة كما في السياسة والوطنية، وعمل على تأسيس شركة طيران لبنانية حلقت بأرزتها الخضراء في سماء لبنان والعالم، فجذبت قلوب اللبنانيين إليها، وأمّنت التواصل على مدى هذه السنوات الطويلة، ما بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، وجعلت من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، محط أنظار واهتمام جميع المعنيين بقطاع النقل الجوي في العالم، وها هي الميدل ايست اليوم تحتفل بعيدها السبعين بسلسلة إنجازات متقدمة جعلتها تواكب هذه المرحلة بامتياز وتقديم أفضل الخدمات لركابها ومسافريها ناهيك بعامل السلامة، إضافة إلى الخبرة المميزة لطياريها والعاملين فيها، وأن ننسى فلا ننسى نجاح مجلس إدارة الشركة برئاسة محمّد الحوت، والقفزات النوعية التي حققها في مجال تطوير اجنحة الأرز وجعلها في مصاف شركات الطيران العالمية، وما دخول الميدل ايست في التحالف الدولي «سكاي تيم» الا دليل على ذلك، مع ما واكب الفترات السابقة من إنجازات سُجلت للشركة أيضاً، كان آخرها افتتاح مركز تدريب الطيارين في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في إطار أكاديمية الشرق الأوسط للطيران التي سينتهي العمل بها في 2016، إضافة أيضاً إلى توقع افتتاح مركز الشحن الجوي في 15 أيّار المقبل على ان تتوج احتفالات العيد السبعين بحفل مركزي في مقر الإدارة العامة للشركة في 29 أيّار المقبل برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي يصادف عيد ميلاده السبعين أيضاً. وهذا يجعلنا نؤكد ان الصدفة خير من ألف ميعاد، فيتزامن عيد ميلاد الرئيس تمام سلام مع عيد شركة الميدل ايست السبعين.
قرنفلة بيضاء كانت دوماً تزين صدر الرئيس صائب سام الرحب، وأرزة خضراء تزين سماء لبنان على متن طائرات شركة طيران الشرق الأوسط، اما الزينة الكبرى فهي من خلال جميع العاملين في شركة طيران الشرق الأوسط بدءاً من رأس الهرم محمّد الحوت رئيس مجلس ادارتها ومديرها العام، وأعضاء مجلس الإدارة وانتهاءً بكل العاملين من طيارين ومضيفين وعمال ومستخدمين وموظفي الأرض في هذه الشركة الوطنية العريقة التي يعتز بها لبنان ويفتخر بها كل اللبنانيين في الوطن والعالم.
واحتفالاً بالعيد السبعين نظمت ادارة شركة «طيران الشرق الاوسط» لعدد من ممثلي وسائل الإعلام في لبنان رحلة الى شرم الشيخ شارك فيها ايضاً عدد من أعضاء مجلس الادارة.
واثر عودته قال الحوت عن مناسبة العيد السبعين للميدل ايست: ان احتفالات العيد السبعين للشركة تمتد عبر مراحل عدة من الآن وحتى نهاية العام الجاري 2015. المرحلة الاولى تجلّت بتحويل الأهداف الى إنجازات، أبرزها افتتاح «مركز الطيران التشبيهي» بالمطار برعاية وحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والذي بدأ العمل فيه بتدريب الطيارين، وهذا المركز جزء من أكاديمية الشرق الاوسط للطيران التي نتوقع انتهاء الاعمال فيها في العام المقبل 2016 والتي تضم اضافة الى تدريب الطيارين، تدريب المضيفين والمهندسين والتقنيين وموظفي الارض والقسم التجاري، كما التدريب على الامن والسلامة، وبالتالي هذه الاكاديمية تشمل جميع علوم الطيران.أضاف: الانجاز الثاني في مناسبة العيد السبعين للشركة سيتجلى في 15 أيار المقبل من خلال افتتاح «مركز الشحن الجوي» في المطار برعاية وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر، وهذا المركز جعلنا بدل أن نلعن الظلام، نعمل على اضاءة شمعة. وبدل انتقاد الوضع السائد حالياً في مركز الشحن لناحية البرادات والمستودعات والهنغارات، بادرنا الى بناء مركز شحن جوي يضع بيروت على الخريطة العالمية ويستوفي كل المتطلبات والمعايير الفنية والصحية والتقنية ومن ثم الامنية المطلوبة اوروبياً وعالمياً، مع التأكيد على ان كل المستلزمات الفنية والصحية في المركز الجديد هي ذات مستوى عالٍ. وبناء هذا المركز كلف 20 مليون دولار، إضافة الى تجهيزات بقيمة 5 ملايين دولار، وهذا الاستثمار ليس عملاً بسيطاً وقد بنيناه على أرض للدولة، ويستمر لعشر سنوات، علماً أن دراسات الجدوى الاقتصادية الموجودة لدينا، تظهر أن هذا الاستثمار كان يجب أن يكون على الاقل لمدة 15 عاماً حتى نستردّه، ولكن هناك مصلحة للبنان وللمطار، فأخذنا هذه المبادرة بناءً على طلب كل من رئيس الوزراء في حينه نجيب ميقاتي ووزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، كما ان هناك قراراً من مجلس الوزراء في هذا الشأن.وتابع الحوت: الامر الثالث الذي اعلن عنه اليوم، هو أن الـ «ميدل ايست» ستقيم احتفالاً مركزياً لمناسبة العيد السبعين للشركة سيكون برعاية رئيس الوزراء تمام سلام الذي هو ايضاً يصادف بلوغ عمره السبعين عاماً مع نفس تاريخ تأسيس شركة طيران الشرق الاوسط، فهو من مواليد أيار 1945، ووالده الراحل الرئيس صائب سلام أسس الشركة في أيار 1945.
وكشف الحوت ان الـ «ميدل إيست» ستقيم في مناسبة العيد السبعين ايضاً، «جملة مسابقات على مواقع التواصل الاجتماعي، تشمل توزيع بطاقات سفر مجانية عبارة عن مسابقة شهرية تحت عنوان معيّن، بشكل يكون مجموع البطاقات التي ستوزّع حتى نهاية العام الجاري 70 بطاقة لرابحي الجوائز على مواقع التواصل الاجتماعي، وستنطلق هذه المسابقات ابتداء من أيار المقبل».
وأضاف الحوت: تحدثت اليوم أيضاً مع وزير الزراعة، وبحثنا في دور الشركة الوطنية المساهم في مجال البيئة والمحافظة على اخضرار لبنان، واتفقنا معه على زرع 70 شجرة أرز معمّرة في كل محميات الارز في لبنان في مختلف المناطق اللبنانية. وهناك ايضاً مبادرة قمنا بها مع وزارة الثقافة قبل احتفالات العيد السبعين للشركة، تتلخص بحفظ التراث من خلال المساهمة في أي مشروع على هذا الصعيد، وهذا كله سلسلة من الاحتفالات واللقاءات اردنا ان تكون باكورتها في شرم الشيخ من خلال لقاءات مع الإعلاميين لإطلاعهم على أخبار الـ «ميدل إيست» بشكل عام.
سر النجاح: التنفيذ
سئل: هل يعتمد سرّ نجاح الـ «ميدل إيست» على الآلية والخطط المتبعة من ادارة الشركة ودعم المساهم الأكبر، أي مصرف لبنان بشخص الحاكم رياض سلامة، أم أن هناك عوامل اضافية أخرى في هذا الشأن؟
اجاب: بالحقيقة إنها مجموعة عوامل ساهمت في نجاح الـ «ميدل إيست»، ولكي تنجح يجب ان تملك رؤية واضحة وخطة، ولكن سبب نجاح مجلس ادارة الـ «ميدل ايست» هو انه وضع الخطط موضع التنفيذ، إذاً العبرة هي في التنفيذ. والعبرة الثانية هي في عدم قطع الوعود بل تقديم الإنجازات، فنحن لا نقدّم الوعود بل الانجازات، ولا نتكلم لمجرد الكلام بل نفعل، في لبنان هناك الكثير من الكلام والقليل من العمل، بينما شعارنا في الشركة الوطنية هو «عمل كثير وكلام قليل». ولا شك في أن دعم الحاكم رياض سلامة ومصرف لبنان كمساهم اكبر في الشركة، كان له دور أساسي في بلوغ نجاحاتنا. وكل ذلك يأتي بالتزامن مع الاحتضان الوطني للشركة، بدءاً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولاً إلى الرئيس نبيه بري والرئيس السابق ميشال سليمان والزعيم وليد جنبلاط، واللائحة لا تنتهي، كالرئيس نجيب ميقاتي والوزير غازي العريضي وغيرهما. علماً أننا نشهد في بعض الاحيان، غيوماً لكنها لا تلبث ان تنجلي مع بعض السياسيين، ومن ثم نكمل في الخط الذي نسير فيه. إذاً الاحتضان الوطني لأمّ المؤسسات الوطنية هو أحد ركائز هذه النجاحات.
80 مليوناً
و10 طائرات جديدة
الى ذلك أعلن الحوت أن «أرباح الشركة الوطنية في خلال العام 2014 قد تبلغ 80 مليون دولار مقارنة بـ 63 مليوناً في العام 2013، وذلك وفق التعديلات المحاسبية التي اعتمدت دولياً في احتساب أرباح شركات الطيران»، مؤكداً أن تحديث الاسطول الجوي للشركة مستمر من خلال شراء 10 طائرات جديدة ستتسلمها الشركة خلال الاعوام القليلة المقبلة.
سئل: الى أي حدّ يشكل إصدار ميدالية تذكارية لـ «الميدل إيست» من قبل مصرف لبنان دفعاً للشركة الوطنية نحو الامام؟
اجاب: هذه المبادرة تعني لنا الكثير، وهي فخر كبير للشركة والعاملين فيها، خصوصاً أنها تأتي من قبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصرف المركزي كمساهم أكبر، وهي في حدّ ذاتها تعبير عن تقدير من قبل الحاكم ومصرف لبنان لهذه الشركة الوطنية ولكل العاملين فيها.
لا خطوط بدون جدوى
سئل: ماذا يمكن القول عن تحديث وتطوير الاسطول الجوي للشركة؟
اجاب: هذا الامر مستمر، نحن نملك حالياً 17 طائرة، وكما هو معروف اشترينا 10 طائرات جديدة ليرتفع عددها في 2016 الى 18 طائرة، وفي 2018 سنتسلم طائرتين أخريين على أن يتوالى تسلم الطائرات الاخرى تباعاً خلال الأعوام الأخرى. فأسطول الشركة الجوي هو من أحدث الطائرات في العالم ويتسم بالحداثة والحجم واحترام البيئة والتنوّع التكنولوجي المبتكر.
سئل: هل تنوي الشركة افتتاح خطوط جوية جديدة لها قريباً؟
اجاب: من المعروف أن الشركة تسيّر حالياً رحلات الى 33 وجهة في العالم، نظامية وموسمية. ونحن ننوي افتتاح خط جديد الى السودان، لكن هذا الامر مجمّد حالياً لأسباب تقنية، ولأننا لن نفتح خطوطاً جديدة ليس لها جدوى اقتصادية.