Site icon IMLebanon

المشنوق ممثلا سلام في مؤتمر “آفاق 2020”: نحن في صدد وضع استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة

mohammad-mashnouk

افتتحت الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم وجامعة القديس يوسف في بيروت بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، المؤتمر العلمي الدولي السنوي الواحد والعشرين “آفاق 2020: التقدم العلمي والتكنولوجي”، في العيد ال 140 لتأسيس جامعة القديس يوسف، برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلا بوزير البيئة محمد المشنوق في قاعة بيار أبو خاطر- حرم العلوم الانسانية في جامعة القديس يوسف – طريق الشام .

حضر الحفل الى الوزير المشنوق، وزير الاقتصاد والتجارة الان حكيم، سفيرة الاتحاد الاوروبي أنجيلينا ايخهورست، العميد جوزيف ابراهيم ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد نبيل عقيقي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس الجامعة اليسوعية ممثلا بنائبه ميشال شوير، أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزه، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، مدير الوكالة الجامعية الفرنكوفونية ايرفيه سابوران، وحشد من الشخصيات العلمية والاكاديمية والفكرية والاساتذة والطلاب.

استهل الحفل بالنشيد الوطني تبعه عرض وثائقي يؤرخ للجامعة اليسوعية وانجازاتها وفروعها والمراحل التي مرت بها.

ثم القت عريفة الحفل السيدة سينتيا غبريل كلمة رحبت فيها بالحضور واشادت بأهمية المناسبة.

سركيس
ثم كانت كلمة نائبة رئيس الجامعة اليسوعية للأبحاث البروفسور دولا سركيس كرم مشيرة الى “اهمية ايلاء البحث العلمي الاهمية القصوى في الجامعات لأنه يعتبر المدخل الحقيقي للتطور في جميع الميادين وحتى نستطيع ان نشارك في صناعة المستقبل”.

وقالت: “واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البحث العلمي في لبنان لا تكمن في عدم قدرتنا على إكمال المشاريع الكبيرة بشكل فردي أو تنظيم الحلقات الدراسية إنما التعرف على مهارات محددة لمختلف الباحثين وفرق البحث من جميع الجامعات في البلاد ومن ثم استخدامها وخلق مراكز للتميز. أما التحدي الثاني فيكمن في الجمع بين المهارات وخلق التعاون وضمان التبادل، ومصادر التآزر لتوليد نجاحات كبيرة”، مؤكدة أن “هذا هو الهدف من هذا المؤتمر”.

عويني
أما رئيس الجمعية اللبناني لتقدم العلوم البروفسور نعيم عويني الذي سأل “لم الرعاية هي للدولة اللبنانية وفي حضور القطاع الخاص أيضا؟”، وقال: “لأن لبنان لا يزال، رغم كل ما يحصل في داخله وفي محيطه، مركزا للعقل والثقافة، ولأن بيروت لا تزال الى اليوم عاصمة الفكر والعلوم. ولكن يجدر بنا أيضا أن نسأل كيف نفعل أكثر دور القطاع الخاص في تطوير الأبحاث العلمية والتقدم العلمي لخدمة الوطن والمجتمع والنشء الجديد”.

وأردف: “نتساءل هنا “لماذا لا نكون دولة مصدرة للمنجزات العلمية بدل أن نتكل دائما على ما ينجزه الآخرون ونستورده إلينا؟ لماذا لا نكون نحن المبادرين ونحمل راية الريادة في الإنجاز العلمي والأبحاث التي يجب أن تكون جامعاتنا حاضنا أساسيا لها بدعم من الدولة والقطاع الخاص أيضا؟ لماذا لا نتوسع ونصل إلى مرحلة التنفيذ بدل الوقوف فقط عند مرحلة البحث؟”.

واوضح عويني “ان المؤتمر مكان يستعرض فيها الباحثون أوراق العمل وأبحاثهم التي عملوا عليها خلال السنوات الأخيرة في لبنان وخارجه، كما أنه يعتبر مكانا يتبادل فيها الباحثون الأفكار فيتناقشون ويفتحون آفاقا جديدة من التعاون بين أهل العلم”.

وأعلن “أن الجمعية ستقدم دروعا تقديرية لشخصيات السنة العلمية، لشخصيات بنت رصيدا علميا يشهد له في مجال الأبحاث وتطويرها، رصيدا يحمل الكثير من العلم والمعرفة والثقافة ونشر الأبحاث”.

وختم آملا أن تكون أعمال هذا المؤتمر مثمرة، شاكرا الرئيس سلام على رعايته المؤتمر كما الوزارات على الدعم والمجهود الذي قدموه في سبيل إنجاح المؤتمر.

حمزة
واعتبر امين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان حمزة أن “الانتاج العلمي للباحثين يقاس بناء على مؤشرات تتلاءم والمنظومة العالمية للبحث والابتكار. كما أن قياس جدوى البحوث وأثرها في المجتمع وبرامج التنمية يرتبط بقدرة الباحث على استقطاب الدعم المادي، وبناء تعاون مع القطاعات الاقتصادية المنتجة، والهيئات العامة في الصحة العامة والبيئة والطاقة والصناعة”.

ورأى حمزة أن “الزمن الذي كان فيه تمويل البحوث حكرا على الدولة ومؤسساتها الرسمية قد انتهى. ولا مناص بعد اليوم من التعاون بين الفرق البحثية في البلد الواحد، من مؤسسات عامة وخاصة، لبناء كتل حرجة قادرة على تحقيق إنجازات واختراقات هامة في المحاور الأساسية للبحوث. لا مفر من الانخراط بجدية واحترافية في منظومة البرامج اليورو متوسطية التي يديرها التحاد الاوروبي، والتي تشكل فرصا استثنائية لتبادل الخبرات وإعداد الموارد البشرية ضمن أفضل الشروط المادية والعلمية”.

شوار
كلمة رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش ألقاها ممثله الأب شوار الذي أكد أن “البحث أصبح نهج فريق وعمل شبكة أكثر من أي وقت مضى”. وقال: “إن هذا المؤتمر العلمي الدولي المنظم بالتعاون بين الجمعية والجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان وجامعتنا ليس مجرد صورة مثالية، ولكن أيضا رسالة تحمل معنى!”.

وأضاف: “لدراسة وتنفيذ التقدم العلمي والتكنولوجي في عام 2020، لا بد من أن نتعاون، وتقاسم وسائل متواضعة تحت تصرفنا، وشبكة تجمع بين فرق البحث من عدة جامعات ومراكز البحوث العاملة على نفس المواضيع”، مشيرا الى أن “الوتيرة السريعة للتقدم العلمي، وتطوير التكنولوجيات الجديدة، وظهور وسائل الإعلام الجديدة”، وقال: “لكن أيضا تمويل البحوث العامة، رغم تواضعها، تفرض علينا هذه الشبكات من فرقنا البحثية. هذه الشبكات البحثية لا يجب أن تتوقف عند حدود بلدنا الصغير، ولكن عليها الانتشار في أفق قريتنا العالمية”.

واعلن ان “التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نعنيه يجب أن يكون في خدمة الإنسان، والإنسانية: أيا كان المجال العلمي الذي نعمل فيه، فإنه في نهاية المطاف يصبو إلى تحسين عيش المواطنين والأجيال المقبلة”.

المشنوق
وألقى الوزير المشنوق كلمة الرئيس سلام، فقال: “أحمل اليكم تحيات راعي المؤتمر، دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ تمام سلام الذي كلفني أن أمثله متمنيا لكم النجاح في هذه المهمة التي نذرتم أنفسكم لها في إطار التقدم العلمي والتكنولوجي في لبنان والعالم”.

اضاف: “تقاس الشعوب والدول بمدى تقدمها ومدى التطور الذي حققته في المجالات المختلفة، وهو حتما ما ينعكس على أدائها وعلى اقتصادها وماليتها وحضارتها دون استثناء. من هنا يأتي مؤتمركم العلمي الدولي الواحد والعشرون ليعيد للعلم والتكنولوجيا بعض الالق في ما نريده نحن اهتماما وطنيا على كل الصعد، ولا نريده أن يبقى نخبويا بين العلماء”.

وتابع: “صحيح أنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ولكن عدوى المعرفة هي التي تحقق الانتشار العلمي والتكنولوجي على مستوى الوطن، فتتيح للأجيال أن ترسم مستقبلها، وتتيح للتواصل بين الاجيال أن يأخذ مداه الارحب. بعضنا هنا يسمون في منطقة الحداثة مهاجرين الى التكنولوجيا والكمبيوتر، لأننا لم نولد كما أبناؤنا وسط هذه الثورة التكنولوجية العالمية المثيرة للدهشة وللقلق في آن معا. نحن ننظر بحسد الى أبنائنا يصولون ويجولون في عالم التكنولوجيا وعلوم الجينيات، بينما نحن نكتفي بما حصلناه، وما اعتدنا عليه في هجرتنا الى هذا العالم الجديد، نحبو ونقف ونمشي وبعضنا يسابق السكان الاصليين، لأنه لم يشأ أن يبقى ينظر الى آفاق بعيدة بينما الآخرون يصنعون المستقبل”.

واشار المشنوق الى ان “آفاق 2020 مبادرة عالمية تهدف الى ازالة القلق وتحقيق التعاون بين القطاع الخاص والاكاديميا والوزارات المعنية لتنمية قدرات الدول المشاركة في مجالات الرصد والابحاث والتقدم العالمي”. وقال: “لم نكن في لبنان بعيدين عن هذه المسألة، بل كنا منخرطين كليا، لأننا ومن ايماننا بضرورة استشراف المستقبل، نحن بقيادة مجلس الوزراء ورئيسه الاستاذ تمام سلام، في صدد وضع استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة وهي تطمح على سبيل المثال لا الحصر الى تأمين رأس مال بشري قادر ومتمكن في العلم والتكنولوجيا، ويد عاملة ذات مستوى عالمي، تترابط فيها الاطر العلمية بالأطر المهنية انطلاقا من حلقات من الابحاث وآليات التعاون التي تحقق هذه التنمية. ولقد قمنا منذ اسابيع بإعلان خارطة الطريق لهذه الاستراتيجية الوطنية، والتي تتم بالتعاون مع جميع الوزارات ومع الاكاديميا ومراكز الابحاث والمجتمع المدني”.

وأكد “ان المهمة أمامنا صعبة وتحتمل الكثير من التحديات في دولنا النامية المنهمكة في أمورها الطارئة، إلا أن ذلك لا يعني أن نتنصل من مسؤولياتنا أو نهمل التزاماتنا. أننا ندرك بأنه علينا أن نبني اقتصادنا من منطلق تنمية مواردنا الطبيعية لا استنزافها من أجل حماية حقوق ونوعية حياة الأجيال المستقبلية، وهنا ندعو مجددا الأطراف كافة للتعاون والتواصل لتحقيق أفضل النتائج، وتلافي التكرار وهدر الموارد، الضئيلة المتوفرة”.

وختم: “أحييكم جميعا وأتمنى لكم مؤتمرا مثمرا شاكرا لكم الجهود المبذولة لتنظيمه”.

ثم قدم الأب شوار الى الوزير المشنوق درعا تقديرية لمناسبة عيد جامعة القديس يوسف ال140، كما قدم اليه ايضا البروفسور عويني درع الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم.

وفي الختام شاركت أستاذة الغناء الدكتورة غادة شبير الحاضرين بصوتها الرنان في ثلاثة أعمال انقسمت بين موشحتين وأغنية لبنانية.