تتجه الأنظار على المخيمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان أي مخيم “عين الحلوة” الذي يقع في منطقة الجنوب، وذلك بعد سلسلة من الحوادث الأمنية التي أتت وبحسب أوساط مطلعة على أوضاع مخيم “عين الحلوة” ضمن سياق مبرمج يؤكد صحة المخاوف والهواجس الدبلوماسية والسياسية التي تطرح علامات استفهام حول خلفية ومرامي تلك الحوادث المجتمعة التي ترفع من منسوب القلق لدى المعنيين الحريصين على أمن واستقرار لبنان، والذين باتوا يستشعرون مدى خطورة الوضع القائم الذي بات بدوره يتطلب اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لوضع حد لحال التسيب والفلتان الامني داخل مخيم عين الحلوة ومحيطه، وذلك من خلال اعطاء الضوء الأخضر للجيش اللبناني إلى اخذ زمام المبادرة واتخاذ قرارات حازمة للامساك بالامن على جميع الاراضي اللبنانية كافة ومن دون استثناءات بما فيها أمن المخيمات الفلسطينية التي لا يجوز خلف أي ذريعة من الذرائع ابقاؤها قنبلة موقوتة في قلب لبنان في لحظة تتوالى فيها التحذيرات الدولية والإقليمية والعربية من امتداد الأزمة السورية بكل أحداثها الدامية إلى الساحة اللبنانية في الوقت الذي لا تزال فيه الأحداث الأمنية التي تتكرر في مخيم عين الحلوة بين الحين والآخر والتي كان آخرها جريمة قتل مروان عيسى وما تلاها من تداعيات خطيرة تصب الزيت على نيران التوترات والعصبيات المذهبية السنية ـ الشيعية التي تضع أمن مخيم عين الحلوة وصيدا وكل منطقة الجنوب على كف عفريت الإنزلاق نحو الفوضى والفتنة في الشارع .
وشددت الاوساط لصحيفة “الديار” على ان انحسار التداعيات وردود الأفعال على تلك الجريمة لا تعني انتهاءها وما جرى من تطورات مرشح ليعود بقوة طالما أن الأسباب التي ولدت هذه الجريمة وغيرها من الأحداث الأمنية في المخيم سابقا لا تزال حاضرة بقوة لا سيما أن ما يحصل على أرض المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا من تفاعلات يبقى مرتبطاً بشكل وثيق بما يدور إقليمياً ودولياً في المنطقة وما يجري خاصة في الوقت الراهن في اليمن حيث كل المؤشرات تدل بأن جميع اللاعبين الكبار أصبحوا في مرحلة التحضير لما بعد توسع الحرب الجارية في اليمن نحو ساحات وجبهات جديدة، ويبدو وبحسب الكثير من المعطيات والمعلومات الدبلوماسية والإستخباراتية إن لبنان عموما والمخيمات الفلسطينية خصوصاً سيكونون نقطة الإرتكاز في كافة سيناريوهات هذه المرحلة الجديدة.
ولفتت الى ان الرسائل الدولية والإقليمية التي توالت في الايام الماضية إلى المسؤولين اللبنانيين حملت في مضمونها تحذيرات جدية من خطورة تجاوز الأحداث الخطيرة التي وقعت مؤخراً في مخيم عين الحلوة الخطوط الحمراء التي ستسبب وفي حال حصول هذا الامر إلى سقوط لبنان في دائرة الفوضى والمواجهات التي ستقود البلاد إلى حالة من الفرز والتقسيم الأمني الطائفي والمذهبي. مشيرة بأن القلق الدبلوماسي من الوضع الأمني الشاذ داخل المخيمات الفلسطيية بشكل عام وفي مخيم “عين الحلوة” بشكل خاص هو محور أساسي للقاءات والمشاورات الجارية في كواليس الأروقة الدبلوماسية التي تنادي في لقاءاتها الدائمة مع المسؤولين المعنيين في الدولة اللبنانية، وبناء على المعلومات الإستخباراتية والأمنية التي تملكها في أن المخيم قد أصبح ملجأ للجماعات الإرهابية التكفيرية، بوجوب معالجة الأوضاع الأمنية المتفلتة داخل مخيم عين الحلوة قبل أن تصبح الأمور خارج السيطرة أو بالحد الأدنى قبل أن تصبح أثمان المعالجة للأوضاع الشاذة باهظة الأكلاف على الدولة اللبنانية وعلى الجيش اللبناني وعلى الوجود الفلسطيني في لبنان خصوصا أن تلك الأحداث الأمنية الاخيرة في مخيم عين الحلوة ومحيطه حملت في طياتها العديد من المؤشرات الخطيرة التي تدل على تنامي قوة وحضور الحالة التكفيرية الإرهابية المحركة من قبل قوى خارجية تريد الزج بمخيمات لبنان في قلب لعبة الصراعات الملتهبة الجارية على أكثر من ساحة اقليمية.
وبحسب الأوساط عينها هناك مخاوف جدية عند القوى المعنية بتحييد لبنان عن حمم البركان السوري من أن تؤدي الأوضاع الشاذة في مخيم عين الحلوة في حال تركها تتفاقم من دون المبادرة إلى معالجة أسبابها من الجذورمن قبل القيادات السياسية والأمنية اللبنانية والفلسطينية من أن تقود التوترات الخطيرة القائمة والمتصاعدة داخل المخيم ومحيطه إلى تكرار سيناريو وتجربة مخيم اليرموك في سوريا، خصوصا انه ومنذ استئصال ورم حالة الشيخ أحمد الأسير الإرهابية والحالة التكفيرية الأصولية داخل مخيم عين الحلوة تتنامى وتتفاقم على نحو خطير ومشبوه سيما انه حتى هذه اللحظة لا يزال التساهل والتراخي إزاء هذه الحالة الخطيرة هو النموذج السائد داخل المخيم في حين أن قرار الحزم والحسم في المواقف والإجراءات والتدابير العملاتية على الأرض لإستئصال هذه الحالة التي تهدد مخيم عين الحلوة ومحيطه بنار الفتنة القاتلة لا يزال غائبا حتى اشعار آخر.
الأوساط أكدت انه بعد جريمة قتل المواطن اللبناني مروان عيسى بعد أن تم استدراجه إلى داخل مخيم عين الحلوة وتصفيته ووضعه في كيس داخل سيارته، والذي وجدت بجانب جثته لوحة كتب عليها “هذا جزاء من خان الله ورسوله” فأن أجواء التوتر الشديد لا تزال تسود أجواء مخيم عين الحلوة وذلك خلافا لكل البيانات والمواقف الإنشائية المتكررة والتي تأتي بعد كل حادث أمني في المخيمات الفلسطينية سواء كان كبيرا أم صغيرا في سياق اعطاء جرعات من التطمينات والتأكيدات على ضرورة الحفاظ على الهدوء والتهدئة في المخيمات. مضيفة بأن سبب هذا التوتر القائم يكمن في ظل تداول المعلومات الأمنية التي تؤكد بأن كل الخيارات مطروحة بشأن منطقة التعمير المجاورة لمخيم عين الحلوة، حيث أنه من بين الخيارات المطروحة بقوة في كواليس أروقة القرار السياسي والأمني اللبناني هو نية الجيش اللبناني في دخول منطقة التعمير لإعادة الأمن والإستقرار لهذه المنطقة اللبنانية التي تحولت بفعل الإنكفاء الأمني اللبناني عنها إلى معقل خطير للجماعات المتطرفة الأصولية المناوئة للجيش والمقاومة ولكل المواطنين الآمنين من لبنانيين وفلسطينيين في تلك المنطقة، في حين أن تلك الجماعات معروف عنها في أنها تشكل بيئة حاضنة ومتفاعلة مع نهج وأفكار القوى الظلامية التكفيرية كتنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتربصة شرا واجراما بلبنان ومحيطه وجواره وكل المنطقة .