رأى رئيس المجلس العام الماروني الوزير وديع الخازن أن عقدة الرئاسة ليست محصورة بتوافق الفرقاء الموارنة فحسب، إنما بتوافق جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين في 8 و14 آذار، إلا أن التفاهم بين القادة الموارنة على رئيس للبلاد، سيساهم مباشرة وبنسبة عالية في اكتمال نصاب جلسة الانتخاب وانهاء الازمة الرئاسية، مشيرا إلى أن معطياته تؤكد أن ما بعد جلسة 22 من الشهر الجاري سيشهد كلاما جديا حول الشخصية الرئاسية وقد يصار إلى انتخابها ما لم تحصل مفاجآت غير سارة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان كلامه إشارة إلى انسحاب العماد ميشال عون لصالح شخصية مستقلة، أكد الخازن لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان للعماد عون أحقية الترشح للرئاسة نظرا لحجمه النيابي والشعبي، إلا أنه وانطلاقا من عقلانيته وشعوره بالمسؤولية الوطنية لن يرضى بإبقاء الموقع الماروني الأول في مهب الريح في ظل عدم توافق اللبنانيين عليه، خصوصا أن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أعرب عن استعداده للانسحاب من السباق الرئاسي لصالح التوافق بينه وبين العماد عون على رئيس للجمهورية.
وشبه الخازن غيرة جعجع على رئاسة الجمهورية بغيرة الرئيس الراحل كميل شمعون، لجهة تنازل الأخير عن التمديد لعهده لصالح انتخاب فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية.
وأضاف الخازن ان الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة ودول الغرب سيلعب دورا مهما في إنهاء الشغور الرئاسي، خصوصا ان طهران تسعى لفتح ابوابها امام الاستثمارات بعد العقوبات التي فرضها الغرب عليها والتي انهكت قواها المالية والاقتصادية.
وأشار إلى أن حوار القوات والتيار الوطني الحر، قرار حكيم وخيار صائب، إذ لا إمكانية لاجتياز عقدة الرئاسة دون حوار صريح وشفاف بين الطرفين، بغض النظر عن اختلافهما بالرؤية الاستراتيجية للبنان والمنطقة وبمقاربة التطورات الإقليمية، إذ إن الأهم من الملفات الخارجية هو تفاهمها والرئيس أمين الجميل والنائب سليمان فرنجية حول الاستحقاق الرئاسي لإخراجه من أزمته، حرصا على المصلحة الوطنية عموما والمسيحية خصوصا.
وختم الخازن مناشدا الجميع الإسراع في وضع حد للماطلة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والاستجابة لنداءات بكركي، لجعل هذا الاستحقاق في منأى عن الأحداث الإقليمية والاصطفافات السياسية، خصوصا أن الشغور الرئاسي بات يهدد كل مؤسسات الدولة بالجمود إن لم يكن بالشغور أيضا.