Site icon IMLebanon

الابراهيمي يتذكّر: حذرت رينيه معوض من ان خبراء السيارات المفخّخة عادوا إلى بيروت

 

 

اعتبر وزير الخارجية الجزائري الأسبق والدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي أن بعض التغييرات الطفيفة حصلت في اتفاق “الطائف” ولكن ليس في الجوهر، وقال: “الذي يعرف تفاصيل هذا الموضوع هو رئيس مجلس النواب الأسبق حسين الحسيني، وهو الذي كان يدير الحوار بين اللبنانيين”.

الإبراهيمي، وفي حديث الى برنامج “الذاكرة السياسية” على قناة “العربية”، قال: “العماد ميشال عون بعدما رأى النص الاخير الذي تم الإتفاق عليه طالب بتغيير بعض البنود، وخصوصاً في مسألة تحديد الجدول الزمني لإنسحاب الجيش السوري من لبنان، إلا ان هذا الأمر لم يكن ممكناً، إذ تم الإتفاق على أن تخرج القوات السورية من بيروت خلال مدة معينة وتعيد تموضعها خارج العاصمة خلال سنة أو سنتين.

ولفت إلى أن “قمة بغداد” التي انعقدت عام 1990 قبل الغزو بشهرين، جددت تفويض اللجنة الثلاثية لمواكبة تنفيذ الطائف، وبالتالي مساعدة لبنان على إعادة الاعمار، وكيفية خروج القوات السورية من لبنان، مذكّراً بأنّ سوريا كانت الطرف الأقوى في لبنان وكان لديها جيش على أرضه، اضافة الى قوى آخرى موجودة. وأضاف: “كنا نرى انه لا يمكن ان تستمر القوات السورية باحتلال لبنان”.

وأعرب الإبراهيمي عن اعتقاده بأن أحد أسباب اغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض هو أن الخطوات الآتية معه ستؤدي إلى إعادة النظر بالوجود السوري في لبنان،

وذكّر الابراهيمي بأن النظام السوري كان يبعث برسائل إلى العماد ميشال عون عبر إيلي حبيقة ليستمر في رفضه لاتفاق الطائف مقابل ضمانات بتمكينه مسيحياً، وأضاف: “قلت لعون أنه اذا أتته رسائل من دمشق للتفاوض معك فهذا جيد، ولكن عليك أن تأتمن الوسيط، وان يستحق الثقة، وأن تتأكد من المصدر ومن أن يكون هذا الكلام حقيقي”.

ورداً على سؤال عن ورود تطمينات اسرائيلية للمسيحيين من أن سوريا لن تقدم على عملية عسكرية في لبنان، قال الابراهيمي: “الجميع كان يعلم ان بعض القيادات اللبنانية كان لها علاقات مع اسرائيل، بمن فيهم العماد ميشال عون او محيطه، الذي وصله كلام بأن السوريين لن يستعملوا القوة ضده، ولن يستخدموا سلاح الطيران ضده، ولكن عندما قصفت مقاتلة سورية محيط القصر الجمهوري أدرك عون أن كل شيء انتهى، خصوصاً بعدما بلغه العراقيون ان الطائف يجب أن يُطبّق.

 

وأضاف: “لم أعرض على عون الا أن يقبل بالطائف ويرافقني الى حفل توقيع الإتفاق”، مشيرًا الى أنه لو قبل عون والحص أن يأتوا الى جدة وتم الإتفاق بحضورهم ونزل رينيه معوض الى بعبدا كان اختلف الوضع”.

وقال الإبراهيمي: “لو بقي عون موجودا ولم تحصل المعركة بينه وبين “القوات اللبنانية” لكانت الظروف في ما بعد الغزو العراقي على الكويت يمكن أن تكون مغايرة”، مضيفًا “حتى لو كان معوض في بعبدا كان من الصعب الوصول اليه، لكنه قتل في بيروت الغربية”.

واشار الى أن عون كان له شعبية في العام 1989وبقيت حتى اليوم، وقال “المهم أن الطائف لم يحل كل المشاكل في لبنان، فهو فتح الطريق لنهاية الإقتتال”، لافتا الى أن احياء النفوذ السوري في لبنان بسبب موقف سوريا من الغزو عطّل تنفيذ “الطائف” بشكل أفضل.

وأضاف الإبراهيمي: “غير صحيح ما أشيع عن انني لم اسلم عون رسالة من الملك فهد”.

وعن الرئيس رينيه معوض، قال الابراهيمي: “خسارة كبيرة أن ينتخب الرئيس معوض في مدرسة في منطقة نائية بدل أن ينتخب في المجلس النيابي في بيروت”، وقال: “تركت بيروت قبل نحو اسبوع من العيد الوطني اللبناني، وذهبت إلى الرئيس رينيه معوض وحذرته من ان هناك كلاماً من ان خبراء السيارات المفخّخة عادوا إلى بيروت، فأرجو أن تنتبه”.

وكشف انه كان مترددًا بالإجتماع بسمير جعجع بسبب سمعته غير الجيدة، لكن في النهاية قابله، وللأمانة، قال الابراهيمي: “ساعدنا جعجع مساعدة كبيرة في إنجاح الطائف، ودوره كان ايجابيا وبنّاء في انجاح الاتفاق، فهو شجّع كل النواب الذين كان على صلة معهم التعاون وتقديم التنازلات والوصول إلى حل