في وقت ينشغل اللبنانيون بالتداعيات السلبية لأزمات المنطقة وآخرها النزاع اليمني، حيث ينصرف الفرقاء إلى محاولة تثبيت الاستقرار السياسي، وتمضي القوى والأجهزة الأمنية حملة ملاحقة وتصفية الخلايا الإرهابية، فيما تحاول الحكومة تحقيق بعض التوازن في الوضع الاقتصادي من خلال إقرار الموازنة، يحاول رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال افتعال أزمة جديدة قد تهدد الحكومة ومعها الاستقرار الهش في لبنان”.
ومع تزايد تهديدات الفريق العوني بالاستقالة من الحكومة إذا جرى التمديد للقادة الأمنيين، أكد قيادي في قوى 8 آذار لصحيفة “السياسة” الكويتية أن “فريقه السياسي لن يجاري عون في مسعاه هذه المرة لأن الحفاظ على “الستاتيكو” القائم في البلاد ضروري في هذه المرحلة، خصوصاً مع تعذر انتخاب رئيس للجمهورية وعدم وجود أي بوادر حلحلة لهذا الملف في الأفق المنظور. وإذا كان فريق 8 آذار قد ساند عون في طموحه الرئاسي وصولاً إلى تجميد هذا الاستحقاق فإنه سيقف عند هذا الحد ولن يمضي معه في مناوراته الضاغطة التي قد تعرض البلاد لخطر الفراغ الشامل خصوصاً على الصعيد الأمني”.
وأوضح “يأخذ فريق 8 آذار على حليفه اختيار التوقيت الأسوأ لـ”الحرتقة” في الموضوع الرئاسي من باب الاعتراض على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي خصوصاً، فالجيش وسائر القوى الأمنية تخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب عسكرياً على الحدود وفي مناطق أخرى وأمنياً على كل الأراضي اللبنانية وحققت نجاحات كبيرة وهي في طريقها إلى تصفية كل الخلايا الإرهابية التي أوجدها تنظيما “داعش” و”النصرة” الإرهابيان داخل المجتمع اللبناني”.
وأكد القيادي أن “فريقه السياسي يميز في مقاربته للموضوع الحكومي وتحديداً سلوك وزير الداخلية نهاد المشنوق بين موقفه السياسي “المرفوض” وبين إنجازاته الشجاعة على الأرض خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب، وبالتالي فإنه لا يحق للحليف عون أن يتجاهل هذه الإنجازات ويهدد بفرط الحكومة وهي المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لا تزال تعمل”.