أظهرت بيانات حديثة أن انتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب في الولايات المتحدة، تضاعف 3 مرات في العام الماضي، وأدى لتراجع قياسي في مبيعات السجائر التقليدية، الأمر الذي اشعل الجدل بشأن ما اذا كانت السجائر الإلكترونية نعمة أم نقمة على الصحة العامة.
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه بين طلبة المرحلة الثانوية قفز استعمال السجائر الإلكترونية العام الماضي بنسبة 13.4 بالمئة من 4.5 بالمئة عام 2013.
وخلال الفترة نفسها تراجع استخدام السجائر العادية إلى 9.2 بالمئة من نسبة 12.7 بالمئة في أعلى تراجع سنوي منذ أكثر من 10 سنوات. وإجمالا تزايد تدخين التبغ بين طلبة المرحلة الثانوية بنسبة 24.6 بالمئة في العام الماضي.
وأثارت البيانات القلق بين أنصار مكافحة التدخين ممن يخشون من أن تخلق السجائر الإلكترونية جيلا جديدا من مدمني النيكوتين ممن قد يتحولون في نهاية المطاف إلى السجائر التقليدية.
وقال توم فريدن مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في بيان “التعرض للنيكوتين في سن صغيرة ربما يتسبب في إلحاق ضرر مستديم بنمو المخ ويشجع على الإدمان واستخدام التبغ بصفة مستديمة”.
وقال ميتش زيلر مدير قسم التبغ بالإدارة الأميركية للأغذية والأدوية إن هذه البيانات “تجبرنا على مجابهة الحقيقة التي تقول إن التقدم الذي حققناه في مجال التقليل من معدلات تدخين الشبان للسجائر يتهدده الخطر”.
لكن أنصار السجائر الإلكترونية يقولون إن بيانات المراكز الأميركية قد تشير بالمثل إلى تراجع معدلات التدخين لأن الشبان لجأوا إلى السجائر الإلكترونية كبديل عن السجائر التقليدية.
وإجمالا يستخدم 4.6 مليون طالب في المرحلتين الإعدادية والثانوية أي نوع من منتجات التبغ منهم 2.2 مليون يستخدمون نوعين على الأقل من هذه المنتجات.
وتعمل السجائر الإلكترونية ببطارية لإنتاج كميات مقننة من بخار النيكوتين من خلال بطارية، وطرحت في الأسواق منذ نحو 10 سنوات بتعهد بتقديم النيكوتين بطريقة آمنة. وهي تقوم بتسخين سائل مشبع بالنيكوتين لإنتاج بخار يستنشقه المدخن بدلا من حرق التبغ.
وتعتزم الإدارة الأميركية للأغذية والأدوية إصدار حكمها النهائي بشأن السجائر الإلكترونية في يونيو القادم.
وتتباين الأرقام حول حجم انخفاض الطلب على السجائر خاصة في البلدان الغربية، وتصل إلى الثلث في بعض التقديرات نتيجة زحف السجائر الإلكترونية، وهي تتجه إلى تسارع كبير مع تعدد منتجاتها وتطور تقنياتها التي قطعت شوطا كبيرا منذ بداية العام الماضي.
ويبدو التراجع جليا في إغلاق شركة امبريال توباكو لعدد من مصانعها في فرنسا وبريطانيا وإغلاق شركة فيليب موريس التي تنتج ماركة مارلبورو، لمصانعها في أستراليا.
ويتضح أكثر في إعلان فيليب موريس عزمها الدخول في مشروع السيجارة الإلكترونية وإقرارها بأن هذا القطاع سيشكل فرصة أكبر للنمو من صناعة السجائر.
أعداء السجائر الإلكترونية هم بشكل أساسي شركات التبغ ومزارعو التبغ، وربما الحكومات أيضا، التي يتنازعها الميل لخفض فاتورة الإنفاق الصحي بسبب الأمراض المتصلة بالتدخين في مقابل تراجع حصيلة الضرائب على مبيعات التبغ التي تغذي موازنات الدول.