من العام 1945 إلى 2015… 70 سنة على تأسيس “شركة طيران الشرق الاوسط”. سبعون عاما مرت خلالها الشركة بفترات عصيبة من جراء الاوضاع الامنية والسياسية التي شهدتها البلاد في فترات متعددة، ولكنها صمدت وعاندت الى أن اصبحت في مصاف الشركات العالمية. وأكثر، انتقلت من شركة تستدين 5 ملايين دولار شهريا الى شركة تدعم خزينة الدولة بهذا المبلغ شهريا ويمكن أن يزيد مع توقعات لأرباح الشركة قد تصل الى 80 مليون دولار لعام 2014.
مسيرة الشركة خلال الاعوام الماضية لم تكن سهلة، وقد وصلت الى حد شفير الافلاس، الى أن اعاد مجلس الادارة الحالي برئاسة محمد الحوت هيكلتها واصلاحها منذ 17 سنة، ويملك مصرف لبنان اسهمها، ما سمح بتصحيح وضعها المالي القائم من خسائر بلغت 87 مليون دولار عام 1997 إلى أرباح بلغت نحو 63 مليونا في العام 2013.
في 29 أيار المقبل، تحتفل الشركة وطاقمها بالعيد السبعين برعاية رئيس الحكومة تمام سلام الذي ولد في ايار 1945 تاريخ تأسيس والده الرئيس صائب سلام الشركة، في الوقت الذي تنتظر فيه اعتبارا من سنة 2018 تسلم الطائرات العشر التي اشترتها لتنضم الى اسطولها الذي يبلغ 17 طائرة، على ان تقوم باستبدال طائرتين في السنة المقبلة وشراء طائرة ثالثة، وذلك بغية المحافظة على معدل عمر طائراتها 5 سنوات في سبيل توفير افضل الخدمات للزبائن”، وفق ما قال الحوت. وبمناسبة العيد السبعين ستشارك الشركة جمهورها وزبائنها في هذا العيد عبر تنظيم مسابقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أن توزع للرابحين 70 بطاقة بدءا من ايار المقبل.
ولا يزال في جعبة الشركة الكثير من الانجازات والتطوير، فبعد افتتاح مركز الطيران التشبيهي في الشهر الماضي والذي يأتي ضمن اكاديمية الشرق الاوسط للطيران التي يتوقع انتهاؤها السنة المقبلة. كذلك سيتم افتتاح في 15 ايار المقبل مركز الشحن الجوي في المطار بكلفة 25 مليون دولار. وهذا المشروع برأي الحوت، سيعيد وضع لبنان في خريطة الشحن الجوي في العالم، خصوصا وانه يستوفي المتطلبات الامنية والسلامة العالمية.
ومن الخطط كذلك فتح خط جديد الى السودان، يضاف الى 33 وجهة في العالم نظامية وموسمية، الا أن هذا الامر مجمّد حاليا لأسباب تقنية في انتظار ايجاد حل لموضوع تحويل المبالغ العائدة عن تذاكر السفر التي سنبيعها في السودان، علما أن الحوت يعتبر أن تسيير هذا الخط مجد ويساهم في استقطاب سياحة استشفائية”. ورغم أن البعض يأخذ عليه عدم فتح خطوط جديدة، إلا أن الحوت لا يخفي “اننا لن نفتح خطوطاً ليس لها جدوى اقتصادية، واذا طلبت الدولة منا فتح اي خط فنحن على استعداد لنقوم بذلك، لكن على نفقتها”.
إذاً، وبفضل السياسة التحديثية التي يتبعها مجلس الادارة وبدعم من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حافظت الشركة على شبابها واصبحت قادرة على المنافسة، اذ أصبح لديها وفق الحوت “بين 37 و40% من سوق بيروت”. ولكن هذا الامر لا يعني أن الشركة ستتوقف عند هذا الحد، بل “سنكمل بأفكار تطويرية جديدة، لأنه اذا وصلنا الى مرحلة اصبحنا فيها مقتنعين بأننا في أوج عهدنا فإنه من الافضل لنا أن نذهب الى بيوتنا لأنه لم يعد لدينا اي شيء نقدمه كي تتقدم الشركة”.
ثلاث محطات مهمة في تاريخ الشركة لا ينساها الحوت أولها النجاح في تطبيق الخطة الاصلاحية في 2001، وثانيها تسلم اول طائرة في عام 2003 بعد 30 سنة لم تستلم فيها الشركة اي طائرة، وثالثها كان في عام 2006 عندما راقب الموظفون وانا، خروج الطائرات من المطار ابان العدوان الاسرائيلي”.
وفي الانتقال الى التحديات التي تواجهها الشركة، يقول الحوت “التحدي الاساسي هو المحافظة على جودة انتاجنا بكلفة منخفضة وأداء متميز، وإلا سنفقد قاعدة الركاب، مهما بلغ مستوى الحس الوطني وحب الانتماء. علينا دائما ان نقدم الى الراكب خدمات مميزة لكي نحافظ عليه، وهذا ما نعمل عليه”.
كلام الحوت جاء اثر عودته الى بيروت على متن رحلة خاصة نظمتها الشركة لمناسبة الذكرى الـ70 على تأسيسها الى شرم الشيخ، وذلك بمشاركة اعلاميين وأعضاء في مجلس الادارة ومجموعة من القضاة، وتضمنت الرحلة العديد من النشاطات.