وصفت مصادر المستقبل خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “بالأعنف والأخطر عربيا واسلاميا، تخطى كل الخطوط الحمر التاريخية خارقا كل السقوف، متجاوزا في عناوينه ما جاء على لسان مرشد الثورة السيّد علي خامنئي، وحتى عن الحوثيين انفسهم، وصولا الى التشكيك في العائلة وفي بعدها الاسلامي، متغاضيا عن الحساسيات الطائفية والمذهبية، لم يخرج امين عام حزب الله عن سياق التوقعات المذيلة ببعض العبارات النارية لزوم الاحتدام والاصطفاف السياسي المطلوب، معطيا اشارة الانطلاق لسلسلة من التظاهرات الشعبية في المناطق.
فالسيد الذي دأب على تعبئة قواعده، في اطار الجهوزية للتدخل ميدانيا في الصراع، بحسب مصادر في 14 آذار لصحيفة “الديار”، اسقط في خضم اهتمامه اليمني ما تبقلى من مقومات المعادلة الثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة” التي طالما حرص على التمسك بها، معتبرة ان مقومات الحوار ومرتكزاته باتت هشة، في ظل المناخ المحموم سياسيا والبيئة غير الحاضنة مذهبيا بفعل التراشق الخطابي الناري، متوقفة عند سلسلة الرسائل التي حاول امين عام الحزب ايصالها في اكثر من اتجاه، من تعمده اسقاط كل المحرمات في حق السعودية والدول الخليجية، مرورا بالتاكيد للحوثيين انهم ليسوا وحدهم في المعركة بالنيابة عن طهران وبالاصالة عن نفسه، وصولا الى لغة التهديد والوعيد باتجاه الداخل التي يجيد تلطيفها وتعطيرها بمد اليد والرغبة بالصراع الديموقراطي.
الرئيس سعد الحريري الذي لم يتاخر في الرد عبر سلسلة تغريدات له على “تويتر”، مخفضا، بحسب مصادر المستقبل، سقف النبرة والاستهداف، يتهيأ لتفجير مفاجأته من واشنطن التي يصلها في غضون ساعات، حيث اعتبرت مصادر مراقبة ان رأي قيادة المستقبل استقر على الرد بعيدا عن الشارع، في ظل الحديث عن مهرجان تأييد للسعودية محدد في المكان والزمان، لاحباط المخططات المرسومة لتفجير الساحة الداخلية واسقاط المكتسبات التي حققت حتى اليوم، رغم شد الحبال القائم والمتزايد داخل التيار، بين فريق محتج على استمرار الحوار مع الحزب بعد التوتر على خلفية الملف اليمني، من جهة، وفريق آخر يرى في استكماله الضمانة الوحيدة لابقاء الساحة الامنية مستقرة، وعدم جر البلاد الى أتون الفتنة حفاظا على ما تبقى منها، مستفيدين من حاجة الحزب في المقابل الى ابقاء ظهره محميا بعدما تورط في الصراع السوري وانخرط في الحرب اليمنية ولا يناسبه تاليا الانزلاق الى فتنة داخلية، وسط يقين الداخل والخارج ان الحوار الاسلامي لم يعد له من هدف سوى الحفاظ على الستاتيكو الامني القائم خشية تعرضه لأي انتكاسة.
ورأت المصادر ان القراءة الموضوعية لزيارته الاميركية التي ستستمر اسبوعا، ومستوى المسؤولين الذين سيلتقيهم، من نائب الرئيس جو بايدن مرورا بوزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، فضلا عن لقاءات في الكونغرس مع لجنة العلاقات الخارجية، عنوانها الاستقرار في لبنان، الأزمة السورية وحرب اليمن، مؤشر واضح الى ان شيئا ما يجري التحضير له، خصوصا اذا ما صحت المعلومات عن تعريجة له على موسكو.
الأسئلة المقلقة كثيرة حول النتائج المحتملة لموجة التصعيد الاخيرة وانعكاسها على الستاتيكو الحالي القائمِ على حماية الاستقرار الهش، الامني والسياسي في البلاد عبر حكومة إدارة الأزمة من جهة، والحوار الصعب بين الحزب والتيار، فيما يتحضر “البيك السلامي” لجولة سعودية محرجة عله ينجح في ابعاد الكاس المرة التي سيتجرعها كثيرون اذا ما استمرت الامور على ما هي عليه، حيث الارتياب من الأثمان التي قد يدفعها لبنان، بعدما سقطت ورقة التوت عن حجم المنازلة الايرانية – السعودية في المنطقة، وربْطه بعمليات فكّ وتركيب البازل الاقليمي، في ضوء اتجاه الريح في حروب سوريا والعراق واليمن ومآل الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة.