تتجه الانظار في بيروت نحو الفصول المقبلة من الحرب السياسية المكشوفة و”الشرسة” التي يخوضها “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله ضد المملكة العربية السعودية بالنيابة عن ايران والحوثيين، والتي بلغت مستويات غير مألوفة في إطلالته “اليمنية” الثالثة على التوالي اول من امس.
وتوحي المؤشرات في العاصمة اللبنانية بأن “حزب الله” سيمضي قدماً في “حرق المراكب” عبر رفع مستوى حملاته على المملكة من خلال مواقف وتحركات تشكل تعويضاً عن المواقف “المدوْزنة” لايران كدولة وعن “الضوابط” التي تحكم حركة الحوثيين العسكرية والسياسية في اليمن.
وبدا “حزب الله”، الذي يجعل من لبنان منصة لحملاته المتصاعدة ضد السعودية ودول الخليج، غير آبهٍ بمصالح لبنان كدولة وشعب، رغم محاولته الايحاء بالحرص على التهدئة الداخلية من خلال إعلانه عدم الرغبة في نقل الصراع اليمني الى لبنان وتحييد هذا الملف اسوة بالملف السوري.
غير ان المفارقة اللافتة التي كشفت عنها الاطلالة “اليمنية” الثالثة لنصرالله تجلّت في ان “حزب الله” بدا وكأنه “يغرّد وحيداً” مع نأي عدد من التلفزيونات المحلية عن نقل خطابه، اضافة الى ان حلفاءه من المسيحيين والسنّة لم يشاطروه حملته على السعودية.
واللافت حسب صحيفة “الراي” الكويتية، ان المستوى الفائق التصعيد الذي بلغته الحملة التصاعدية للامين العام لـ”حزب الله” ضد السعودية، استدعت رداً وبـ “العيار عيْنه” من رئيس الحكومة السابق زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري الذي اطلق سلسلة مواقف عالية السقف وتميزت بحدة غير مسبوقة.
وفي سياق متصل، ردّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع على مواقف نصر الله فاعتبر “ان السيد حسن رئيس حزب لبناني، وعليه، يجب ان تكون المصلحة اللبنانية العليا همه الأساسي، فأين المصلحة اللبنانية العليا في ما يقوم به؟”، لافتاً الى “اننا نختلف على الكثير من المواضيع لكن لا نستطيع ان نختلف على ان السعودية ساعدت وساهمت بإعمار لبنان في كافة المجالات”.
في موازاة ذلك، ورغم التأكيدات على “صمود” الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، الا ان راعي هذا الحوار رئيس البرلمان نبيه بري يستشعر بالصعوبة المتزايدة في رأب الصدع الداخلي كلما تعمّقت الهوة بين السعودية وايران على خلفية الملف اليمني.
ونُقل عن بري في هذا السياق قوله أمام زواره انه كان تواصل مع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم قبل تفاقم الازمة في اليمن وانهما طرحا فكرة القيام بجولة على الجهات المعنية بهذا الملف في صنعاء وخارجها، إلا أن الرد العسكري كان اسرع من تحرك الجميع، وان رئيس البرلمان اللبناني على استعداد اليوم أن يقوم بهذا المسعى في حال توافر الظروف الملائمة وتلقيه إشارات مشجعة لتقوم “الديبلوماسية البرلمانية” في هذه المهمة رغم صعوبتها.