حاورتها روان رومية
في زمن ندرت فيه الضمائر المهنية، وسيطرت عليه الـ”أنا” المستبدة وحب الذات، بقيت ريبيكا ابو ناضر مناضلة من اجل حقوق الناس ولم تكل من سماع شكاوى الناس وهموم المواطنين ومساعدتهم. ارتبط اسم ريبيكا ابو ناضر بألم الناس لسنوات طويلة واصبحت ملجأ لكل مواطن “لا حول ولا قوة له” يسعى لايصال صوته الى ضمائر المسؤولين.
دخلت ريبيكا ابو ناضر عالم الاعلام والصحافة عن طريق الصدفة، فهي كانت بالأصل تنوي ان تتخصص في مجال الحقوق، إلا ان اختيار زملائها كلية الحقوق جعلها تغيّر الهدف، فخطر لها “الاخراج الاذاعي” لكنّه لم يكن متوفراً وقتها، فدخلت كلية الاعلام.
خطت ابو ناضر خطوتها العملية الاولى منذ كانت لا تزال تلميذة في كلية الاعلام، فعملت في مجلة “سامر للاطفال” حيث كتبت فيها العديد من المقالات القصيرة، وبعد تخرّجها من كلية الاعلام عام 1982 دخلت الى اذاعة “صوت لبنان”- قسم “الروبورتاج”، ليتم فصلها لاحقاً الى جانب الاستاذ خليل صافي الذي كان يقدم برنامج “شكاوى الناس”. وبعد سنتين تسلّمت أبو ناضر البرنامج، بالاضافة الى برامج اخرى، واصبحت مسؤولة عن قسم “المندوبين والمراسلين” في الاخبار.
بعد المشاكل القانونية التي واجهتها إذاعة “صوت لبنان” والانقسام الذي حصل، توجّهت ابو ناضر الى قناة الـmtv حاملة شكاوى الناس الى الشاشة الصغيرة، فأصبح لديها برنامجها اليومي الخاص “الحل عنا” الذي تهتم باعداده شخصيا بالاضافة الى تقديمه، لتعود بعدها الى اذاعة “صوت لبنان – ضبية” وتستلم قسم “الروبورتاج” والمندوبين.
وتقول ابو ناضر ان الانتقال من الاعلام المسموع الى الاعلام المرئي اعطى لعملها ورسالتها اضافة مكنتها من إيصال الصوت والصورة في آن معا بصدقية، وتبيان عمق المشكلة المرجو حلها بشكل اوضح، الامر الذي يؤدي إلى زيادة إحراج المسؤولين ويدفعهم إلى إنتاج الحلول سريعاً.
بينما في الاذاعة تضيف ابو ناضر ان المسؤولية كانت أكبر، إذ كانت تحمل شخصياً مسؤولية معاناة المواطنين وتوصلها الى المراجع المختصة.
ولفتت الى انها لم تختر طوعا هذا النوع من البرامج، بل شاءت الصدفة، وقالت: “التزمت بقضايا الناس ويبقى برنامج “الحل عنا” ملتصق بإسمي، مشيرة الى ان البرنامج استطاع ان يثبت حضوره من خلال ثقة المشاهدين والـmtv التي رغبت في ادخال هذا النوع من البرامج، والناس وحدها كفيلة ان تحكم على نجاحه.
وعن مواقف طريفة صادفتها خلال تقديمها البرنامج على الهواء، تروي ابو ناضر عن موقف اضحكها حيث تلقت في احدى المرات اتصال من احد المشاهدين قال لها فيه “نيال زوجك فيكي” وبقي يمدح بها وبزوجها وهو لم يكن يعرف انها عزباء.
واشارت ابو ناضر الى ان صبرها الكبير وإلمامها الكافي مكّناها من الاستمرار في الشأن العام ورفع راية هموم المواطن، وقالت: “اشعر انني مسؤولة دائما عن اطلالتي وايصال الصوت بتجرّد، فأنا لا اقوم بتركيب الخبر لأن الصورة تتكلم وانا ادافع عن الموضوع”.
أما عن رأيها بالأداء الاعلامي اليوم، فأوضحت انها غير مخوّلة تقييم الاعلاميين، لكنها اشارت في الوقت نفسه الى بعض النقاط التي تزعجها عند بعض الاعلاميين خاصة المراسلين، فهي تكره الاتكالية التي تراها عند بعض الاعلاميين الذين يطلون على الهواء امام المشاهدين من دون تحضير مسبق ويمارسون الارتجال، لافتة الى ان الإحساس بالمسؤولية واجب وضروري عند المراسل ان كان للمحافظة على اسم المؤسسة الاعلامية او اسم الاعلامي نفسه، وأضافت: “أصبح لدي شعور ان الثقافة قد غابت”.
وعن مشاريعها المستقبلية، لفتت الى ان لا مشاريع حالية لديها فتركيزها منصب على برنامجها “الحل عنا” الذي يحتاج منها الى الكثير من الوقت والجهد والتركيز.
وفي سياق منفصل، اعتبرت ابو ناضر ان قانون السير الجديد الذي سيباشَر العمل فيه اعتبارا من 22 نيسان الحالي يصل الى مبتغاه وينجز هدفه عندما يبدأ الانسان الاحساس بالمسؤولية والوعي الكافي، لافتة الى ان النقطة الاهم تكمن في ان تعكس الدولة استقرارا للناس.
وفي الختام، حيّت ابو ناضر موقع IMLebanon على عمله، لافتة الى انه اصبح يلعب دورًا مهمًا على الساحة الاعلامية.