كارثة زراعية جديدة أصابت هذه المرة مزارعي بلدة بزعون في قضاء بشري حيث تبين للمزارعين بعد ذوبان الثلوج في منطقة الحيصة في أعالي جرد البلدة أن أكثر من ألف وخمسمئة شجرة مثمرة من الكرز والتفاح والإجاص إضافةً الى عدد من الأشجار الحرجية المعمرة قد إقتلعتها العواصف من أرضهم ورمتها في أراضٍ أخرى، إضافةً الى سقوط عدد من الصخور وتهدم بعض جدران الدعم وإقتلاع قساطل شبكة مياه الري.
المزارعون رفعوا الصوت لبلدية بزعون التي بادر رئيسها حنا فضول بالإتصال بنائبي بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز عارضاً تداعيات الكارثة وتوجه فوراً مع منسق البلدة في القوات اللبنانية رامي بو فراعة ورئيس التعاونية الزراعية الجديدة إبراهيم بو فراعة والمزارعون الى المنطقة للكشف على الأضرار . وناشد من هناك المسؤولين المبادرة الى مساعدة المزارعين لتخطي الكارثة التي أصابتهم وقال : بعد ذوبان الثلج في منطقتنا تفقد أصحاب الأراضي مزروعاتهم فتبين لهم الكوارث وكما تشاهدون قسم كبير من الأراضي لم تعد معروفة وأشجار منتقلة من جهة الى أخرى، أشجار من التفاح والكرز والإجاص أكثر من شجرة مقبوعة من أرضها ومنقولة الى جهة ثانية، كارثة كبيرة حلت بالمزارع البزعوني الذي يدفع أثماناً باهظة للحفاظ على أرضه. فأتت هذه الكارثة وزادت عليه الطين بلة . في كل سنة يصاب المزارع بأضرار كبيرة في موسمه ويرزح تحت الديون التي يدفعها لإستصلاح الأرض وتسميدها وتقليمها إضافةً الى عدم القدرة سنوياً على تصريف إنتاجه . وأتت هذه العاصفة فقضت على كل آماله، والذي حصل لا يعوض فالشجرة التي عمرها فوق الخمسة عشر والعشرين عاماً والحيطان إقتلعت من جذورها وإنتقلت من أرض الى أرض أخرى. وتابع: تمنينا على النواب الطلب من الهيئة العليا للإغاثة والوزارات المعنية زيارة البلدة والإطلاع على الكارثة التي حصلت عندنا وقد أبدى النائبان ستريدا جعجع وإيلي كيروز إهتمامهما بالقضية.
وختم «فعلاً إنه أمر لا يصدق ويبدو ان الإعصار كان كبيراً جداً ، لذا نطلب من الجميع الإهتمام بالمزارعين المتضررين والذين ليس لديهم موارد رزق غير الأرض وهم يتكلون على مواسمهم لإعالة عائلاتهم.
المزارع طوني أبي سعيد قال بدوره : لدينا أضرار في نصب التفاح والكرز وعددهم حوالى المئة وخمسين واعمارهم عشر سنوات . إننا نناشد الدولة والمسؤولين والبلدية والهيئة العليا للإغاثة لمساعدتنا، لدينا مردود خفيف ولكن إتكالنا هو على الزراعة للمردود وهذه كارثة كبيرة لنا وخسرنا أكثر من ثلاثة أرباع الأرض ويوجد لدينا حيطان ونباريش الري مضروبة بالكامل وليس فقط الاشجار .
المزارع أيوب عيسى أشار الى ان لديه مئتي شجرة كرز وتفاح وإجاص وقال : لقد خسرتها وهي أشجار يزيد عمرها عن العشر سنوات وأناشد البلدية والمسؤولين أن يعوضوا علينا ولا أعتقد أن الشجر التي خسرتها تعود وتعمر ثانيةً.
اغناطيوس ابي سعيد الذي احيل الى التقاعد منذ خمس عشرة سنة، ووضع تعويضاته كاملة لتحسين ارضه وتشجيرها، اكد ان الخسارة كبيرة جدا ولم يبق من ارضه سوى الحطب، وناشد البلدية والنواب والوزارات المعنية الالتفاته الى الكارثة التي حلت بالبلدة.
سايد عيسى قال «أنا مزارع منذ أكثر من عشرين سنة ليس لدي عمل أعتاش منه سوى هذا البستان، لدي أضرار كثيرة في أرضي، لدي حوالى المئة وعشرين كعب كرز بقي منه إثنان والباقي مرمي في الأرض مقلوع من شلوشه ، وحوالى 300 شجرة من التفاح كذلك الأمر، أناشد الهيئة العليا للإغاثة والدولة اللبنانية أن تعوض علينا بعض الشيء».
وبعد الكشف على الاضرار توجه الجميع الى دار البلدية لاعداد احصاء بالاضرار ودرس امكانية التعويضات على المزارعين.