بقي الإقبال اللبناني على السيارات الصغيرة والاقتصادية، فجاءت السيارات الكورية في المرتبة الاولى ثم اليابانية ثم الاوروبية ثم الاميركية ثم الصينية. لكنّ الاوضاع الاقتصادية العامة الصعبة انعكست عموماً على تراجع عدد السيارات الجديدة في العام 2014 مقارنة مع العام 2013. مع تركيز على تراجع الين في دعم حصة السيارات اليابانية.
احتلت السيارات الكورية، وتحديداً KIA وHyundai، الحصة الاكبر في سوق السيارات في لبنان للعام الثالث على التوالي. فجاءت سيارات Kia في المرتبة الاولى مع نسبة 20,80 في المئة من السوق مقارنة مع 24,27 في المئة في العام 2013 و25,18 في المئة في العام 2012.
وجاءت سيارات Hyundai في المرتبة الثانية مع نسبة 18,13 في المئة في 2014 مقارنة مع 18,31 في المئة في 2013 و17,65 في المئة في 2012. امّا بالنسبة لعدد السيارات فقد تمّ تسجيل 8350 سيارة جديدة Kia و7128 سيارة Hyundai مقارنة مع 9310 Kia و10084 Hyundai في 2013. امّا أسباب التراجع فعادت بحسب الشركتين الى الاوضاع الاقتصادية الصعبة في لبنان وتراجع مؤشر ثقة المستهلك.
السيارات اليابانية
واحتلت السيارات اليابانية المرتبة الثالثة، وكانت هي وراء تراجع حصة السيارات الكورية نظراً لارتفاع حصة هذه السيارات اليابانية في السوق اللبنانية من 5,88 في المئة في 2012 الى 6,9 في المئة في 2013 ثم الى 13,08 في المئة في العام 2014.
ويأتي التقدم الكبير للسيارات اليابانية الى سببين رئيسيين، وهما جاذبية مجموعة من الماركات اليابانية مثل Toyota وMitsubishi وMazda وSuzuki وSubaru اوّلاً ثم التدهور الكبير الذي شهدته أسعار صرف الين الياباني مقابل العملات الاخرى وخصوصاً الدولار الاميركي وبالتالي مقابل الليرة اللبنانية.
فقد تراجع سعر الين الياباني في العام 2014 بنسبة 14 في المئة مقابل الدولار الاميركي من 105,3 يناً الى 119,68 يناً على خلفية الجهود التي يبذلها البنك المركزي الياباني لتحفيز الاقتصاد الياباني ومعه الصادرات اليابانية…
وحققت سيارات تويوتا المرتبة الثالثة بين السيارات الخاصة للركاب مع حصة ارتفعت من 6,06 في المئة في 2013 الى 12,86 في المئة في 2014، اي تمّ تسجيل بيع 2676 سيارة اضافية جديدة Toyota في 2014 ليصبح الرقم المباع من سيارات تويوتا الجديدة 4865 سيارة في العام 2014 وذلك صعوداً من 2189 سيارة في العام 2013.
ومن اسباب تقدّم تويوتا اعتمادها لتسويق السيارات الصغيرة الاقتصادية الأكثر طلباً في السوق اللبنانية في السنوات الاخيرة، إضافة الى تراجع الاسعار والحملة الاعلانية التسويقية الكبيرة.
السيارات الاوروبية
وعلى المستوى الثالث بعد السيارات الكورية واليابانية بقيت حصة السيارات الاوروبية محدودة وهي 7,41 في المئة في 2014 مقارنة مع 6,91 في المئة في 2013 و8,35 في المئة في 2012. ولم تتمكن سوق السيارات الاوروبية في لبنان من الافادة من تراجع سعر صرف اليورو الذي لم ينخفض دون 1,30 دولار سوى منذ ايلول العام 2014. ويبدو انّ هذه السوق قد تشهد إقبالاً في العام 2015 يمسّ وضعها من جرّاء آثار تراجع اليورو.
واحتلت سيارات رينو الحصة الاكبر بين السيارات الاوروبية مع 1310 سيارات جديدة في 2014 أي بزيادة 23 في المئة سنوياً. ثم جاءت سيارات مرسيدس مع 840 سيارة جديدة في 2014 أي بزيادة 13 في المئة. وفي المرتبة الثالثة أوروبياً سيارات فولكسفاغن، لكنّ سياراتها الجديدة تراجع عددها 14 في المئة الى 710 سيارات. وفي المرتبة الرابعة جاءت سيارات اودي Audi مع 702 سيارة، وبعدها سيارات BMW مع 571 سيارة أي بزيادة 33 في المئة عن العام 2013.
السيارات الاميركية
اما السيارات الاميركية فتراجعت مبيعاتها في 2014 مع تسجيل 1034 سيارة جديدة من ماركة Chevrolet نزولاً من 1714 سيارة في 2013، ثم جاءت سيارات Ford مع 350 سيارة جديدة صعوداً من 277 سيارة في 2013، ثم سيارات Jeep مع 274 سيارة جديدة في 2014 صعوداً من 218 سيارة في 2013.
السيارات الصينية
وفي النهاية مع السيارات صنع الصين التي تراجعت من 761 سيارة في 2013 الى 604 سيارات في 2014. واحتلت سيارات Geely المرتبة الاولى بين السيارات الصينية مع 304 سيارات جديدة صعوداً من 361 سيارة في 2013.
ثم تأتي ماركة BYD مع 128 سيارة مقارنة مع 127 سيارة في 2013.ثم ماركة JAC مع 70 سيارة مقارنة مع 109 سيارات في العام 2013. واخيراً ماركة Cherry من 106 سيارات في 2013 الى 56 سيارة في 2014.
إيرادات استيراد السيارات
وتأثرت إيرادات الخزينة اللبنانية بتراجع سوق استيراد السيارات في لبنان في العام 2014 مع تراجع قيمة السيارات المستوردة 7 في المئة من 1,2 مليار دولار في 2013 الى 1,1 مليار دولار في 2014. فتراجعت ايرادات الدولة في هذا القطاع من 247,43 مليون دولار في 2013 الى 231,5 مليون دولار في 2014 (الأشهر العشرة الاولى).
وتتأثر الايرادات الحكومية من تراجع مبيعات السيارات على مستوى استهلاك البنزين الأمر الذي يخفّض حجم المستورد والمستهلك. ولكن، ومع ذلك، فقد حققت الدولة اللبنانية جباية 284,58 مليون دولار في العام 2014 صعوداً من 267,99 مليون دولار في 2013 ويعود ذلك الى تراجع اسعار النفط واستيراد كميات أكبر منه.
وفي النهاية تعكس سوق السيارات الجديدة في لبنان استمرار إقبال اللبنانيين على السيارات الصغيرة والاقتصادية. الأمر الناتج عن الاوضاع الاقتصادية الصعبة عموماً. ويبقى على الشركات التأقلم أكثر مع حاجات السوق اللبنانية لدعم حصتها وتحسينها في السوق المذكورة.