Site icon IMLebanon

كيف ستستفيد “فيديكس” من الاستحواذ على “تي إن تي”؟

fedex-tnt

أعلنت شركة (فيديكس – FedEx) مؤخراً أنها قدمت عرضاً لشراء شركة (تي إن تي إكسبريس- TNT Express) مقابل 8 يورو للسهم الواحد، أو 4.8 مليار دولار، بفرق قيمته تعادل 33% عن سعر إغلاق أسهم شركة (تي إن تي) في الثاني من أبريل/ نيسان.

وتأتي هذه الصفقة بعد عامين من سحب شركة ( يو بي إس– UPS) عرضاً لشراء (تي إن تي) مقابل 6.8 مليار دولار، بسبب مشكلات تنظيمية تعود لمعارضة الهيئات التنظيمية الأوروبية لمكافحة الاحتكار. وحيث أثارت هذه الهيئات قلقها وتخوفها من إقامة الاحتكار الثنائي، وجد العملاء في أوروبا أنفسهم أمام الاختيار بين شركة الكيان الثنائي (يو بي إس – تي إن تي) وشركة (دي إتش إل – DHL).

وتعتقد شركة فيديكس بأن صفقتها يجب أن تكتمل من دون مشكلات. وستستفيد (فيديكس) التي تحقق إيرادت أكثر من (تي إن تي) بـ6 أضعاف، بشكل كبير من عملية الاستحواذ، نظراً إلى أنها ستؤدي إلى زيادة كبيرة في حصتها السوقية في أوروبا.

وتعتقد (فيديكس) الآن بأن شركة (تي إن تي) تشكل إضافة ذات قيمة كبيرة، فهي تعتقد بأن الهيئات التنظيمية لمكافحة الاحتكار لن يكون لديها أي مخاوف مماثلة لتلك التي تم إثارتها عند محاولة شركة (يو بي إس) الاستحواذ على شركة (تي إن تي)- وهذا لأن فيديكس لا تمتلك حصة سوقية كبيرة في أوروبا. وبالتالي، فإن عملية االاندماج بين (فيديكس) و(تي إن تي) لن تسفر عن شركة ضخمة للخدمات اللوجستية التي يمكن أن تغير ديناميكيات السوق بشكل كبير.

ويبدو العرض الذي قدمته شركة فيديكس والبالغة قيمته 4.8 مليار دولار، أقل بكثير من عرض شركة (يو بي إس) البالغة قيمته 6.8 مليار دولار؛ نظراً إلى أن أسهم شركة (تي إن تي) قد انخفضت بنسبة 5% فقط، منذ أن أبدت شركة (يو بي إس) اهتمامها بشراء شركة (تي إن تي). فيما تبدو الصفقة بين فيديكس و(تي إن تي) مغرية ليس لأن سعرها قليل فقط بل بسبب الزيادة الهائلة في الحصة التي ستحصل عليها فيديكس في السوق الأوروبية.

ووفقاً لبيانات عام 2013، فإن الشركة تعد إحدى أصغر شركات الخدمات اللوجستية في أوروبا، إذ تبلغ حصتها السوقية 5٪، في الوقت الذي تبلغ فيه حصة شركة (دي إتش إل) السوقية 19%، تليها شركة (يو بي إس) بحصة سوقية نسبتها 16٪، وأخيراً شركة (تي إن تي) بحصة سوقية نسبتها 12٪.

وبمجرد إتمام الصفقة في النصف الأول من عام 2016، والخاضعة لموافقة الجهات الرقابية، فإن (فيديكس) ستصبح ثاني أكبر شركة للخدمات اللوجستية في أوروبا.

كما يخدم هذا الاستحواذ هدف الشركة لتحسين الأرباح، فشركة (فيديكس) تحاول تعزيز حضورها في الأسواق الأوروبية منذ فترة، لأن ذلك يلعب دوراً مهماً في خفض التكاليف، والتي يجب أن تسهم في خطة كبار المديرين التنفيذيين لزيادة أرباح الشركة بمقدار 1.6 مليار دولار بحلول نهاية السنة المالية 2016. وتحقيقا لهذه الغاية، افتتحت شركة (فيديكس) أيضاً 100 محطة في 11 دولة أوروبية منذ عام 2011.

إن زيادة حصة (فيديكس) السوقية في أوروبا، من شأنه أن يساعدها أيضاًَ في الاستفادة من فرص النمو في المنطقة.

ويتوقع البنك المركزي حالياً أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو بنسبة 1.5% في عام 2015، وبنسبة 1.9% في عام 2016، مدفوعاً ببرنامج التسهيل الكمي الذي انطلق في مارس/ آذار، وانخفاض أسعار النفط.

كما أظهرت دراسة حديثة أن خصومات الأسعار ساعدت في دفع عجلة النمو في الاقتصادات الأوروبية الرئيسة في مارس/ آذار، الذي شهد نمو طلبات جديدة بأسرع معدل لها منذ مايو/ آيار لعام 2011.

ومن المرجح أيضاً أن ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، سيؤدي إلى جعل التجارة في منطقة اليورو أكثر ملاءمة، والتي يمكن أن تساعد في نمو شركة (فيديكس).