أدت وساطة وزير العمل سجعان قزي، التي قام بها على هامش مؤتمر العمل العربي المنعقد في الكويت، إلى فوز مرشح الكويت الى منصب المدير العام لمنظمة العمل العربية بالتزكية.
وجاءت هذه التزكية، نتيجة سلسلة اجتماعات عقدها قزي مع وزراء العمل العرب، لا سيما وزراء الدول التي كان لديها مرشحون مثل الكويت والأردن والمغرب ومصر.
وشكرت الحكومة الكويتية الوزير قزي على الدور الذي لعبه، علما أن كل المرشحين الذين انسحبوا لصالح مرشح الكويت يتمتعون بالكفاءات والمؤهلات. وقد حالت وساطة رئيس الوفد اللبناني من دون حصول معركة تنافسية على هذا الموقع المهم في العالم العربي.
ولقيت خطوة وزير العمل التوفيقية ترحيبا واسعا من الوفود المشاركة في المؤتمر.
وخلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر، والتي تم خلالها تكريم المدير العام للمنظمة أحمد لقمان، ألقى قزي كلمة لبنان فأشاد في مستهلها ب”مزايا لقمان والدور الايجابي الذي لعبه طيلة فترة عهده”، وقال: “بالأمس، كنت رئيسا ومديرا لمنظمة العمل العربية. واليوم، وقد تنتهي ولايتك لن تنتهي مسؤوليتك. كنا في غنى عن هذه الكلمة الوداعية لأنك باق معنا وأنا لن اودعك، فأنت رجل من المستقبل ولست من الماضي، وأنت رجل من الحاضر الدائم”.
أضاف: “ليس من دواعي الصدفة أن تبني العمل العربي، في حين يحاول البعض أن يهدم مسقط رأسك اليمن، لكن نحن نرفض أن يكون سقف العروبة منخفضا. ونرفض أن تستباح حدود الدول العربية، وأن يتدخل أحد في شؤوننا العربية، ونحن في هذا الجو الذي نعيشه منذ اشهر فلا ننسى ان القيادات العربية حققت مواقف وحدوية وتضامنية عديدة منذ أشهر عدة إلى اليوم، أقمنا التحالف العربي الدولي ضد الارهاب وأنشأنا القوة العربية الموحدة، وأطلقت “عاصفة الحزم”، واتحدنا في القمة العربية”.
وتابع: “إن السياسة التي غالبا ما كانت تخلف بيننا، نراها توحدنا اليوم، فلا يجب أن يخلفنا العمل فيما السياسة توحدنا، لكن العمل سيوحدنا هذه المرة. وانطلاقا من هذه الوحدة، أعلن بإسم الحكومة اللبنانية، سحب المرشح اللبناني من انتخابات منظمة العمل العربية”.
وأردف: “نحن لا نسحب مرشحنا لأننا ضد التنافس الديموقراطي، نحن ناضلنا في لبنان وسقط لنا شهداء دفاعا عن حياتنا وديموقراطيتنا لكي نقول لكل الذين يشككون بالعالم العربي إن الديموقراطية تعيش في العالم العربي، وإن الديموقراطية تعيش مع الشورى والوفاق، ولكن كيف لي أن اختار بين خير وخير، نحن مستعدون للخيار بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين النزيه والفاسد، بين العدو والصديق ولكن كيف لنا ان نختار بين اخ واخ، بين خير وخير، وبين حق وحق. لذلك، إن الديموقراطية التي نتمسك بها ليست مختلفة عن روح الوفاق والتوافق. ومن هذا المنطلق، نتمنى أن نخرج معا مرشحا واحدا إلى منظمة العمل العربية هو المرشح القادر على الفوز لكي نكون جميعنا فائزين، ولا يكون بيننا منهزم، انطلاقا من أرض الكويت”.
وقال: “في هذه المناسبة، لا بد من التفكير بمستقبل العمل في العالم العربي. لقد قرأت في تقرير المدير العام في هذا المؤتمر برعاية سمو امير الكويت وكالة بحضور وزير خارجيتها وبحضور الصديقة وزيرة العمل أرقاما مذهلة عن واقع البطالة في العالم العربي. هناك عشرون مليون مواطن عربي عاطل عن العمل، يعني 17 في المئة من الشعوب العربية، فتصوروا فرنسا كلها ستون مليون لا يعملون، علما أن الارقام التي اعطيت العام الفائت عن البطالة في العالم العربي في مؤتمر “دافوس” في سويسرا فاقت ارقامها عن ارقام منظمة العمل العربية، فالرقم الذي اعطي هو 59 مليون عربي عاطل عن العمل، مما يعني أن على دولنا ان تجد كل سنة 12 مليون فرصة عمل على مدى سبع سنوات لنستطيع ان نعوض عن هذه البطالة”.
أضاف: “من هنا، نسأل هل نحن مجتمعات عمل أم مجتمعات بطالة عن العمل؟ لقد أصبحنا في بعض المناطق العربية مع الحروب التي تحصل مجتمع النزوح واللجوء والهجرة والتهجير والتشريد، عوض أن نكون مجتمع التجذر والبقاء والصمود والعمل والانتاج. فإلى أي سوق نوجه شبابنا وشاباتنا؟ إلى سوق العمل أم إلى سوق الفوضى؟ إلى سوق الاستقرار أم إلى سوق الثورات المنتحرة؟ إلى سوق الحرية أم إلى سوق تشويه الميادين الدينية والروحية والسياسية؟”.
وتابع: “إن مستقبلنا العربي، الذي لا يجد طريقا للخلاص من خلال العمل السياسي مدعو الى ايجاد مسلك للخلاص من خلال القضية الاجتماعية، ومنظمة العمل العربية هي رائدة هذا الانقاذ”.
واعتبر “أن مجتمعا لا يجد فرص عمل لشعبه لا يستطيع ان يعيش طويلا مهما كانت اشكال انظمته”، داعيا “الزملاء إلى تغليب روح الوفاق على روح التنافس، وروح الوحدة على أي أمر آخر”.
وختم: “إن لبنان يقف بجانب كل دولة عربية من أجل وحدة العرب وإنقاذ العالم العربي والسير قدما معكم في سبيل منظمة عربية فاعلة، منها يطل الانقاذ بعدما فقدنا الامل من كل ربيع أتى وانتحر على حدودنا”.