الليلة… إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبّا
مهمّة حياة أو موت تنتظر غوارديولا والبايرن… وباريس سان جيرمان في حاجة إلى معجزة
تقرير خالد مجاعص
لن تكون الأمور سهلة أبداً لبايرن ميونيخ الألمانيّ بطل أوروبّا السابق للتأهّل إلى نصف نهائيّ دوري أبطال أوروبّا الـ”تشامبيينز ليغ”. فالفريق البافاري ملزم بالفوز على ضيفه بورتو بفارق هدفين على الأقلّ وثلاثة أهداف في حال تمكّن فريق بورتو من تسجيل هدف في المرمى البافاريّ.
فالمباراة المنتظرة بينهما في ميونيخ الليلة أخذت بعداً أبعد بكثير من كونها مباراة ناريّة لن ترحم أيّاً من الطرفين، بل تعدّتها إلى مواجهة كسر عضم بين المدرّبين الإسبانيّين غواردويلا ولوبيتيغي والتي دخلت في حرب اتّهامات بينهما، عندما نفى الإسبانيّ خولين لوبيتيغي مدرّب بورتو البرتغاليّ لكرة القدم، التصريحات “المتسرّعة” التي أدلى بها مواطنه بيب غوارديولا مدرّب بايرن ميونخ الألمانيّ، مؤكّداً أنّ لاعبه الكولومبيّ جاكسون مارتينيز لم يحقن بعقار طبّي كي يخوض مباراة الذهاب من دور ربع نهائي دوري أبطال أوروبّا التي جمعت الفريقين الأسبوع الماضي، بعدما كان مدرّب البرشا السابق قد أكّد قبل ساعات أنّه واثق من إقدام جاكسون على هذه الخطوة. وقال غوارديولا: “حصل جاكسون على عقار طبيّ وبذل جهداً فائقاً للّعب، لا مشكلة مع تناول عقار طبّي، أيّ لاعب في وسعه فعل ذلك كي يلعب. لقد تناول العقار كي يساعد فريقه وأقدّره كثيراً على ذلك”. يذكر أنّ لوبيتيغي قد قام منتصف الشهر الحالي، بوضع اللاعب الكولومبيّ ضمن قائمته لمباراته ضدّ البايرن، على الرغم من أنّه كان مصاباً في العضلات منذ السادس من مارس/آذار الماضي، وهو كان حاسماً حيث تسبّب في ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأوّل لبورتو كما سجّل الهدف الثالث لفريقه.
والملفت في مواجهة البايرن وبورتو، أنّ هذا اللقاء الذي يحمل الرقم 100 لغوارديولا، قد يكون الأصعب والأخطر للبايرن في مسيرته، بحيث يواجه مهمّة صعبة تتمثّل في التأهّل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، حيث كان قد خسر في ذهاب دور الثمانية أمام بورتو البرتغاليّ بثلاثة أهداف لواحد. ويظهر دوري الأبطال كأكثر البطولات التي يرغب غوارديولا في تحقيقها، خصوصاً في ظلّ ما يقوله البعض في خصوص أنّ فوزه بالـ”بوندسليغا” والكأس يعدّ أمراً طبيعيّاً في ظلّ انخفاض مستوى المنافسة المفترض مع بقيّة الأندية الألمانيّة. وكان المدرّب الإسبانيّ فشل الموسم الماضي في تحقيق هذا الهدف بعد الإقصاء المرّ الذي تعرّض إليه من نصف النهائيّ على يدّ ريال مدريد الإسبانيّ، بالخسارة في مباراتي الذهاب والإياب. ويخشى غوارديولا تكرار مثل هذا السيناريو هذا الموسم، حيث خسر في ذهاب ربع النهائي في بورتو بثلاثة أهداف لواحد. لذا، فإنّ مباراة الليلة على ملعب “أليانز أرينا” تعدّ بمثابة حياة أو موت. وممّا يزيد الحمل على “الفيلسوف الإسبانيّ”، أنّه جاء لتدريب بايرن بعدما نجح المدرّب يوب هاينكس قبلها في الفوز بثلاثيّة الـ”بوندسليغا” والكأس والـ”تشامبيينز ليغ”.
وفي دوري الأبطال، حقّق غوارديولا مع البافاري 13 انتصاراً وثلاثة تعادلات فيما خسر خمس مرّات، بينما فاز في كأس ألمانيا 10 مرّات، حيث كان الانتصار الأخير بركلات الترجيح أمام باير ليفركوزن. ويواجه غوارديولا بسبب وضع الفريق في الـ”تشامبيينز ليغ” انتقادات كبيرة، خصوصاً أنّ الخسارة من “التنانين” أعقبتها استقالة الطبيب الأسطوريّ للفريق هانز مولر فولفارت. وبخلاف ذلك، يواجه المدرّب الإسبانيّ اتّهامات بأنّه تسبّب في إفقاد بايرن الهوية التي تميّزه وفرض أسلوب الاستحواذ، الذي يصبح سلبيّاً في بعض الأحيان، وكان يستخدمه مع فريقه السابق برشلونة الإسبانيّ.
المواجهة الأخرى المنتظرة هي المواجهة التي فرضها برشلونة عند تسديده ضربة قاضية في وجه فريق باريس سان جيرمان. ضربة قاسية لم تكن فقط ارتداداتها بالنتيجة القاسية في قلب العاصمة الفرنسيّة 1-3، إنّما تعدّتها مع تسديد ضربة قاسية أيضاً إلى طموحات فريق العاصمة الفرنسيّة المدعوم للمستقبل القريب بتحويل الفريق الفرنسيّ إلى قوّة ضاربة على مستوى فريقي ريال مدريد وبرشلونة نفسهما. فالفريق الباريسيّ متعطّش لإعادة اعتباره الليلة، مستفيداً من عودة قائده السويديّ زلاتان إبراهيموفيتش، ونجم خطّ الوسط الإيطاليّ ماركو فيراتي. من ناحية أخرى، أكّد النادي الفرنسيّ في بيان له أنّ نجمه البرازيليّ تياغو سيلفا لم يكن ضمن القائمة النهائيّة التي غادرت لمواجهة البرشا. وأضاف البيان أنّ سيلفا سيواصل التمرين في مركز تدريبات باريس سان جيرمان تمهيداً إلى عودته للّعب مجدّداً. وكان قد تمّ استبدال تياغو في الدقيقة 21 من مباراة باريس سان جيرمان أمام البرشا في ذهاب ربع نهائيّ الـ”شامبيينز ليغ”، بعد شعوره بآلام في الفخذ الأيسر إثر التحام مع مدافع برشلونة جوردي ألبا.
من ناحيته، أشار لويس إنريكي مدرّب برشلونة إلى أنّ وجود ماركو فيراتي وزلاتان إبراهيموفيش ضمن لاعبي باريس سان جيرمان، بعد غيابهما في لقاء الذهاب، سيزيد من قوّة الفريق الفرنسيّ الذي يدرّبه لوران بلان، وإن كان يرى أنّ خطط الفريق لن تختلف كثيراً عن المباراة الماضية. وأضاف أنّ لقاء الفريقين سيشهد أوقاتاً معقّدة، على الرغم من أنّه يتوقّع ألّا يعاني فريقه كثيراً مثلما حدث في الشوط الأوّل من مباراة فالنسيا في الليغا، مبيّناً أنّ أداء لاعبي الفريق الكاتالونيّ سيتماشى مع ما يستحقّه المنافس. ويبقى ما قاله لوران بلان للصحافيّين الفرنسيّين إنّ الهدف الوحيد الذي وضعه الفريق الباريسيّ نصب عينيه قبل مغادرته إلى برشلونة هو العودة من كاتالونيا صباح الأربعاء بفوز يؤهّله إلى نصف نهائيّ الـ”تشامبيينز ليغ”.