تقول أولغا يانغول، المتخصصة في ديون الأسواق الناشئة في (إتش إس بي سي- HSBC)، إن الأوضاع تبدو جيدة في روسيا والبرازيل. وتضيف: “الاستثمار في روسيا مناسب الآن.” كما أشارت إلى أن معدلات الفوائد المرتفعة في البرازيل كانت جاذبة بالرغم من المخاطر السياسية. إذ إن كلاً من روسيا والبرازيل تعانيان من أزمات سياسية من صنع يديهما؛ فروسيا تعاقب من قبل القوى الغربية بسبب تدخلها في شرق أوكرانيا، ومساعدتها وتحريضها على الثورة في المقاطعات الأوكرانية على حدودها، مما أدى إلى فرض عقوبات على بعض قطاعاتها الاقتصادية. ونتيجة لذلك من المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الروسي هذا العام. أما البرازيل، فهي تعاني من أزمة داخلية كبيرة، بسبب فضيحة شركة النفط العملاقة (بيتروبراس- Petrobras) التي أفقدت رئيسة البلاد ديلما روسيف أي دعم محلي، سيما بعد أن دعا آلاف المواطنين إلى اتهامها مرة أخرى خلال فترة رئاستها الحالية.
إن ما يلفت الأنظار إلى البرازيل وروسيا هو العائدات؛ فكلاهما تدفعان فوائد مضاعفة على ديون العملة المحلية. كما تعتقد الدولتان أن قوة السوق سترفع قيمة الروبل الروسي والريال البرازيلي خلال عام أو عامين كأقصى حد. وفي الحقيقة، فإن الروبل قد ارتفعت قيمته بالفعل من 70 مقابل 1 دولار في منتصف شهر ديسمبر/كانون أول، إلى 52 مقابل 1 دولار. أما الريال البرازيلي فيحتفظ بقيمته، إذ تتم مبادلته بـ3.12 لكل دولار واحد، في حين يرى الكثيرون أن الريال كان أقرب إلى مستوى 4 ريالات مقابل كل دولار واحد.
وبالرغم من تشاؤم المستثمرين من أسواق هذين البلدين، ألا أن منهم من يخالف هذا الاتجاه العام، فالباحثون عن عائدات من سندات الدين ثابتة الدخل، مستعدون للاستثمار فيها. ففي أوروبا أيضاً، حيث تعاني العديد من الدول هناك من إيرادات سلبية، يقترض مديرو الأصول من البنك- يدفع لهم كي يشتروا- ويشترون ديون روسيا والبرازيل بفوائد تصل إلى أكثر من 12% سنوياً. وفي 2 ديسمبر/كانون أول، أعلن عن تصاعد الخطورة التي تواجه الروبل، وبعد أسبوعين من ذلك زاد الفارق بينه وبين الدولار من 53 إلى 70.
بينما ارتفع سند العملة المحلية الروسية لعام 2018 بنسبة 1.36%، ويتم تبادله عند خصم يبلغ 91.5. ويدل ذلك إلى أن المستثمرين لا يرون أي خطورة في المستقبل. لكن يتطلب دين العملة الروسية استثمارات مبدئية بقيمة 100 ألف دولار على الأقل. وارتفاع قيمة الروبل في المستقبل يعني أن المستثمرين الذين اشتروا عملات عند انخفاض قيمة الروبل ثم باعوها بقيمة أعلى، سيجنون الكثير من الأرباح.
وفي المقابل، فقد ارتفعت سندات البرازيل لعام 2016 بنسبة 0.9%، ويتوقع المستثمرون انخفاض معدلات الفائدة أيضاً.
من ناحية أخرى، تدخل البنك المركزي الروسي في سوق العملة، فبعد التحسن الشديد في الدخل الثابت الروسي، رفع البنك المركزي من معدلات اتفاقيات إعادة الشراء، مما سيكون سلبياً على اتفاقات إعادة الشراء التي أشعلت نشاط الروبل. يقول جان ديهن، خبير اقتصادي: “هذا يجعل دخل البنك المركزي منطقياً.” فروسيا بحاجة إلى ضبط الاستيراد من خلال رفع معدلات الفائدة وإضعاف الروبل، نظراً لانخفاض أسعار النفط إلى 60 دولار للبرميل الواحد. وتدخل البنك المركزي معناه أنه يقدر الوضع تماماً.