تقرير خالد مجاعص
هل هو قدر العاصمة الإسبانيّة مدريد ألّا تنكسر أنديتها إلّا أمام بعضها البعض، أم هو قدر قطبي العاصمة الإسبانيّة مدريد أن يتواجه فريقاها الريال وأتلتيكو في نهائيّ مبكر في الـ2015 بعدما أشعلا قلوب محبّي كرة القدم في نهائيّ الـ”تشامبينز ليغ” العام الماضي؟
فبعد تعادلهما الأسبوع الماضي بنتيجة سلبيّة بعد لقاء مجنون سيطر على شوطه الأوّل الريال وأضاع فرصاً بالجملة، بينما أشعل الأتلتيكو الشوط الثاني بفرص قاتلة أنقذها كاسياس ودفاعه من أمام المرمى ليتأجّل الحسم إلى مباراة الليلة تحت عنوان واحد لا غير، لمن ستبتسم العاصة مدريد للريال أم لأتلتيكو؟
فملعب سانتياغو برنابيو سيكون ممتلئاً حتّى نفسه الأخير بالجمهور الملكيّ الذي اخترقته جماهير أتلتيكو عبر استحواذها بالحيلة على مئات لا بل آلاف البطاقات، حيث جمدّ فريق الريال بيعها عند إدراكه أنّ نحو عشرة آلاف بطاقة حوّلت طريقها من ناحية “الميرينغيه” إلى “الروخيبلانكوس”. أمّا من الناحية الفنيّة، فعلى الفريق الملكيّ إيجاد حلول سريعة مع تأكّد غياب الرباعيّ المتألّق مارسيلو، غاريث بايل، مودريتش وكريم بنزيما. البريطانيّ بايل يعاني من إصابة عضليّة في القدم اليسرى، أمّا الفرنسيّ بنزيمة والكرواتيّ مودريتش فيعانيان من تمزّق في أربطة الركبة، بينما يغيب مارسيلو بسبب الإيقاف بعد حصوله في مباراة الذهاب أمام أتلتيكو على بطاقة صفراء.
ومن المتوقّع أن تكون التشكيلة الرئيسيّة للريال الليلة مع غياب الأسماء الأربعة على الشكل التالي: إيكر كاسياس في حراسة المرمى، داني كارفاخال وألفارو أربيلوا وسرجيو راموس وبيبي أو رافائيل فاران في خطّ الدفاع وتوني كروس وسامي خضيرة وإيسكو آلاركون وجيمس رودريجيز في خطّ الوسط وكريستيانو رونالدو وخافيير هيرنانديز “تشيتشاريتو” في خطّ الهجوم.
من ناحية أتلتيكو مدريد، فهو قادم إلى ملعب جاره اللدود الريال، واضعاً نصب عينيه الفوز وخطف بطاقة النصف النهائيّ من أنياب الفريق الملكيّ. فأتلتيكو مدريد هو الفريق الذي لا يعرف الإرهاق أو الخوف، بل يدرك أنّه الفريق الوحيد في أوروبّا الذي يلقّب نجومه بالمحاربين الذين لا يستسلمون لأيّ كان، مهما علا شأنه، فهم لاعبو المدرّب الأرجنتينيّ دييغو سيميوني “الثورجيّ” المعروف بشي غيفارا كرة القدم. المدربّ الأرجنتينيّ يعشق لاعبيه ويعطيهم الدعم الكامل والثقة العمياء، وفي شكل خاصّ دييغو غودين في خطّ الدفاع، أردا توران في خطّ الوسط وغريزمان في خطّ الهجوم. فالنجم الفرنسيّ المتألّق أثبت جدارته كالمهاجم رقم واحد في أتلتيكو عندما أحرز للفريق 20 هدفاً في الدوري الإسبانيّ هذا الموسم إلى اليوم. وفي الوقت الذي تتنافس الأسماء الرنّانة ماريو ماندزوكيتش وفيرناندو توريس وراوول خيمينيز خلال هذا الموسم لانتزاع مكان دييجو كوستا، فرض غريزمان نفسه كأبرز العناصر الهجوميّة في الفريق من خلال انطلاقاته من الجانبين وتسديداته الخادعة القويّة بالقدم اليسرى. وكان غريزمان أقرب لاعبي أتلتيكو مدريد للتسجيل في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبيّ مع ريال مدريد الأسبوع الماضي في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال. وبعدها، تألّق من جديد ليسجّل هدفي الفريق في المباراة التي انتهت بالفوز على ديبورتيفو لاكورونا 2-1 يوم السبت الماضي في الدوري. وقال غريزمان عن مباراته الليلة على ملعب “سانتياجو برنابيو”: “إنّنا سعداء بأدائنا أمام ريال مدريد هذا الموسم، لكنّنا ندرك في الوقت نفسه أنّنا سنعاني داخل قلعتهم”. وتغلّب أتلتيكو على ريال مدريد أربع مرّات هذا الموسم وتعادل معه ثلاث مرّات، ويتطلّع إلى الثأر لهزيمته أمام الملكيّ في النهائيّ الأوروبيّ في الموسم الماضي. وأضاف غريزمان: “في كلّ مباراة أخوضها هنا، أكتسب المزيد من الثبات والثقة”. من ناحية أخرى، سيكون أوبلاك (21 عاماً فقط) على خطّ النار، حيث سيتولّى حراسة مرمى الفريق في مباراة الغد في مهمّة التصدّي لكرات كريستيانو رونالدو ورفاقه على ملعب “سانتياجو برنابيو” معقل الريال. وبدأ أوبلاك الموسم كبديل لميجيل أنخيل مويا، وأدّى في شكل جيّد أمام ريال مدريد في كأس ملك إسبانيا، لكنّه سرق الأضواء منتصف الشهر الماضي عندما شارك من مقعد البدلاء ليحلّ مكان مويا المصاب، في مباراة إياب دور الـ16 لدوري الأبطال أمام باير ليفركوزن، فأدّى الحارس السلوفاكي دور الساحر المنقذ حينذاك عندما تصدّى لضربة جزاء هاكان كالهان أوغلو، ليتأهّل أتلتيكو فائزاً بضربات الجزاء الترجيحيّة.
ويتوقّع أن تكون تشكيلة أتلتيكو 4-4-2 على الشكل التالي: أوبلاك في حراسة المرمى، خوان فران، دييغو غودين، ميراندا غييرمو سيكييرا في خطّ الدفاع، أردا توران، راوول غارسيا، كوكي وتياغو في خطّ الوسط، وأنطوان غريزمان وفرناندو توريس أو ماريو ماندزوكيتش في خطّ الهجوم.