واصلت أسعار النفط تراجعها اليوم الاربعاء مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط بعد إعلان السعودية عن إنهاء حملة “عاصفة الحزم” العسكرية في اليمن.
لكن شخصيات بارزة في صناعة النفط توقعت انتعاس السوق مع تحول الانتباه إلى الطلب المتزايد.
وأعلنت السعودية مساء الثلاثاء إنهاء العملية العسكرية في اليمن التي استمرت اكثر من ثلاثة اسابيع والتي استهدفت المقاتلين الحوثيين ما أثار الآمال بإمكانية التوصل إلى حل سياسي للصراع.
وزادت أسعار النفط نحو عشرة دولارات للبرميل هذا الشهر بسبب التوترات والمخاوف من تباطؤ نمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة وذلك قبل أن تبدأ الأسعار في التراجع من جديد.
لكن متعاملين بارزين في السلع الأولية استبعدوا أمس أن تهبط الأسعار إلى مستويات جديدة هذا العام مستندين في ذلك إلى ارتفاع الطلب، حيث رجح إيان تيلور رئيس شركة فيتول أكبر شركة لتجارة النفط في العالم نزولا واحدا آخر في الربع الثاني ولكن الأسعار لن تهبط عن أدنى مستويات بلغتها هذا العام، مشددا على ان “البنزين يعود بقوة كما أن هوامش أرباح التكرير ليست سيئة بالدرجة التي كنا نخشاها.”
واظهر استطلاع مبدئي لرويترز أنه من المحتمل أن تكون مخزونات الولايات المتحدة من الخام ارتفعت 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي وهو الأسبوع الخامس عشر من زيادات الخام.
من جانبه توقع مؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة “بيرا انرجي” غاري روس إن أسعار النفط العالمية سترتفع “بدرجة كبيرة” في الشهور القادمة بعدما بلغت قبل عدة أسابيع القاع في موجة هبوط استمرت شهورا طويلة وإن ضغوطا على امدادات المعروض تلوح في الصيف القادم على أقرب تقدير.
وقال روس إن “سحر السعر” سبب عودة سريعة للطلب العالمي على النفط وأدى لانهيار حاد مفاجئ في عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة بشكل قد يكون تغييره أصعب مما يتوقعه الكثيرون.
وتضاءلت الطاقة الانتاجية الفائضة في السعودية مع انتاج المملكة الخام بمعدل قياسي وهو ما يترك السوق العالمية تواجه ارتفاعا في الطلب وتزايدا في المخاطر السياسية خلال الصيف بطاقة فائضة قد تهبط إلى 700 ألف برميل يوميا فقط تمثل نحو 0.7% من السوق.
أما المدير السابق في شركة “BP” توني هوارد فاعتبر أن ارتفاع أسعار النفط قد يحصل أكبر مما هو متوقع نتيجة للتراجع الكبير في الاستثمارات الرأسمالية وأعداد العمال في هذا القطاع، مشددا على أن إنتاج النفط الصخري في أمريكا وصل إلى ذروته وبصورة أبكر مما هو متوقع.
كما أن سلسلة التوريد في الولايات المتحدة قد تأثرت كثيرا وتحتاج إلى بضع سنوات حتى يستعيد نشاطه.
وتوقع هوارد أن يطلق انخفاض أسعار الخام موجة من عمليات الاندماج والاستحواذ في صناعة النفط.