بدأ مسؤولون فنزويليون جولة للدول الأعضاء في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) لإنعاش أسعار النفط التي تراجعت بنحو 55 في المئة منذ منتصف العام الماضي.
وتأتي هذه الجولة، التي تضم وزراء الخارجية والنفط والمالية الفنزويلية، بعد نحو ثلاثة أشهر من جولة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لدول منظمة أوبك فشل خلالها في اقناع الدول الأعضاء في المنظمة لعقد اجتماع طارئ لمحاولة تقليص انتاجها.
وتضم «أوبك» – التي تنتج نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط بما يتجاوز 90 مليون برميل يوميا – العراق وإيران والسعودية والإمارات وأنجولا والكويت وقطر وفنزويلا والإكوادور وليبيا والجزائر ونيجيريا. وتعقد المنظمة اجتماعين دوريين على مستوى وزراء النفط كل عام ومن المقرر أن يكون الاجتماع الأول في الخامس من يونيو / حزيران المقبل.
وبدأت فنزويلا خلال الأسبوع الجاري جولتها في المنطقة فبدأتها بإيران التي كانت هي ايضا من أحد أكبر المتضررين من تراجع أسعار النفط المضاف الى عقوبات اقتصادية قاسية فرضها عليها الغرب جراء مشروعها النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اول من أمس الاثنين عقب لقائه بنظيره الفنزويلي في طهران إن «ثمة حاجة ملحة للتماسك بين أعضاء أوبك لدعم أسعار النفط». وأضاف قوله، وفقا لوكالة «شانا» التابعة لوزارة النفط الإيرانية، إن التعاون بين إيران وفنزويلا وباقي أعضاء أوبك أمر مهم لاستقرار سوق النفط. وأشار ايضا إلى أن المناقشات مع الوزير الفنزويلي دارت حول التعاون بين البلدين في قضايا وسياسات النفط وكيفية تفعيل التعاون للوصول إلى قرار دولي بشأن سوق النفط .
وقالت وزارة خارجية فنزويلا على حسابها بموقع تويتر اول من أمس إن وزير النفط الفنزويلي أسدروبال تشافيز ووزيرة الخارجية ديلسي رودريجيز ووزير المالية رودولفو ماركو وصلوا إلى السعودية لعقد اجتماعات عمل ثنائية أمس الثلاثاء.
وفي ديسمبر / كانون الثاني الماضي قالت فنزويلا، التي يصل إنتاجها حاليا الى 2.8 مليون برميل يوميا، إنها ستدرس دعم طلب لعقد اجتماع عاجل لمنظمة أوبك وذلك بحسب المستوى الذي ستسجله أسعار النفط في الربع الأول من 2015. وحنى قبل ذلك – في أكتوبر / تشرين الأول الماضي – طلبت فنزويلا، التي تتراوح صادراتها النفطية بين 2.4 إلى 2.5 مليون برميل يوميا، بعقد اجتماع طارئ للمنظمة لمواجهة انخفاض أسعار النفط في السوق العالمي.
وبدأت أسعار النفط في التحسن في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي وصعد خام برنت من أدنى مستوياته عند 49 دولارا للبرميل إلى 63.15 دولار خلال تداولات فبراير / شباط، وبعدها عاد للتذبذب مرة أخرى بين ارتفاعات وتراجعات محدودة ليصل بحلول الساعة الثانية عشرة بتوقيت غرينتش إلى 63.03 دولار.
وخلال الأسبوع الماضي رفعت المنظمة توقعاتها للطلب العالمي على النفط المنتج من قبل الدول الأعضاء في المنظمة خلال العام الجاري إلى 29.3 مليون برميل يوميا بزيادة 100 ألف برميل يوميا عن توقعاتها الصادرة في الشهر الماضي. وفي الوقت نفسه توقعت تباطؤ نمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري خلال الشهور المقبلة.
في وقت لاحق امس الثلاثاء قال مصدر في قطاع النفط إن الوفدا النفطي الفنزويلي اجتمع مع الأمير عبد العزيز بن سلمان نائب وزير البترول السعودي. وكان اجتماعه مع الأمير عبد العزيز لأن وزير البترول علي النعيمي في زيارة عمل خارج البلاد. ولم يتوفر المزيد من التفاصيل عن المحادثات كما لم تصدر أي تصريحات من الحكومة السعودية.
وقالت وزارة خارجية فنزويلا على حسابها بموقع تويتر مساء اول من امس الاثنين إن وزراء فنزويلا الثلاثة وصلوا إلى السعودية «لإجراء اجتماعات عمل ثنائية». ولم تذكر الوزارة مزيدا من التفاصيل.
وفي مقابل ان فنزويلا تطالب أوبك بالتحرك لدعم أسعار النفط، فإن السعودية وحلفاءها في أوبك ينتجهون استراتيجية تهدف لحماية حصة المنظمة في السوق بدلا من خفض الإنتاج لدعم الأسعار.
في لوزان السويسرية قال كبير الخبراء لدى شركة «بي.بي» امس إن سوق النفط العالمية ستصل إلى مستوى التوازن بين العرض والطلب بنهاية العام الحالي لكن المخزونات النفطية التي تقدر بمئات الملايين من البراميل ستؤثر على الأسعار بعد العام 2015.
وقال سبنسر دال في قمة فايننشال تايمز العالمية للسلع الأولية «قد يستغرق المخزون وقتا مماثلا للانخفاض من جديد.»