Site icon IMLebanon

جعجع: لم يسقط أجدادنا لنتفرّج على جرائم يرتكبها “جمال باشا” آخر في سوريا

samir-geagea

 

أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أنّ لبنان هو وطن الحريات، وطن الشعوب المقهورة، وطن كل باحثٍ عن الأمن والحرية، ولن نرضى عن هذا اللبنان بديلاً. لبنان نريده ان يبقى واحةً للحرية وموئلاً للقيم الإنسانية، لا متراساً متقدماً للقمع والظلم والظلامية. لبنان نريده ان يبقى ساريةً ترتفع عليها رايات الحق والحرية والإنسان، لا سرايا مسلّحين ومستودعات ذخيرةٍ تستخدم لقمع الحرية وقتل الإنسان في هذا الشرق. لبنان نريده ان يبقى مستودعاً للعلم والنور والحضارة والإنسانية، لا مُصدّراً للأزمات وداعماً للكيماويين.”

كلام جعجع جاء خلال احتفال الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية الذي أقيم في معراب تحت عنوان “الحق حق ولو عمرو فوق الـ100″، حيث ذكّر ان “الشعب الأرمني وصل الى لبنان، عشية المجازر، بأوضاعٍ مأساويةٍ صعبة، ولكنه مع ذلك حافظ على طابعه المسالم، فلم يتخذّ من هذا الواقع مطيّةً للتمرّد وإثارة القلاقل، وإنما اتخذّه حافزاً لتحسين اوضاعه بالطرق النبيلة والمشروعة، ولم يحاول تقويض مقومات الدولة اللبنانية، وإنما آمن بلبنان سيدٍ حر مستقل، ولم يحاول سرقة مقدرات الدولة وإنما اعطاها من لحمه الحي، ولم يأكل خبزه بعرق غيره، وإنما بعرق تعبه وكدّه ومثابرته”.

ولفت جعجع الى “أنّ ما يُرتكب اليوم من مذابح في سوريا والعراق وليبيا يُعيد الى اذهاننا مشاهد من المجازر الأرمنية السابقة، كما ان الموقف الدولي المُتردد حيال المجازر السورية اليوم يُشبه بدوره الواقع الدولي الهّش المُرافق للمجازر الأرمنية حينها”، داعياً المجتمع الدولي “الى الإلتزام ببنود الاتفاقات والإعلانات والمواثيق الصادرة عنه بالذات، وإتخاذ إجراءات ردعيةٍ حاسمة تضع الإلتزامات الدولية، التي تُعنى بحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، موضع التنفيذ.”

جعجع رأى أنّ 24 نيسان ليس مجرّد وقفةٍ سنوية نستذكر فيها ضحايا المجازر الأرمنية فحسب، بل مناسبة نحيي فيها ذكرى جميع شهداء المسيحية المشرقية. وأضاف: “شرقنا لو حكى، لروت كل حبّة ترابٍ فيه، عن الحرية والعزة والكرامة، حكاياتٍ وحكاياتٍ لا تنتهي.”

وشدد على أنه “لم يسقط اجدادنا ضحية مذابح طلعت باشا في اسطنبول وجمال باشا في بيروت، حتى نقف اليوم موقف المتفرّج على جرائمٍ يرتكبها “طلعت باشا” آخر في الرقة ونينوى والموصل وليبيا، ومذابح يقترفها “جمال باشا” ثانٍ، في الغوطة الشرقية ودرعا وريف دمشق”، مشيراً الى “أن مسؤولية الأحفاد تكمن في عدم التفريط بتضحية الأجداد، والتمسّك بالقيم والمبادىء التي سقط هؤلاء في سبيلها، والعمل على إيصال هذه التضحيات الى غايتها الإنسانية النهائية الكامنة في قيام شرقٍ تسوده الحرية والعدالة والمساواة والتعددية، وتتحقق فيه كرامة الإنسان”.

وأشار الى أنّ الحقيقة تنتهي دائماً بالظهور، والعدالة تنتهي دائماً بالتحقق، مضيفًا: “إن العراقيل مهما كثرت، ومهما طال الزمن، ستزول حتماً وسيصل كل صاحب حق الى حقّه في نهاية المطاف ولن يصح إلاّ الصحيح.”

وختم جعجع:”قدرنا ان نكون معاً، صامدين، مقاومين، متيقّيظين، موحدين، نواجه التحدياّت يداً واحدةً، في السرّاء والضراء، هذه ارادة التاريخ وهذه ضرورة الجغرافيا، هذه وصية شهدائنا من عليائهم. فالى ارواحهم الطاهرة الف تحيةٍ وسلام على الوفاء لشهدائنا في هذا المشرق باقون، ولإحقاق الحق والعدالة مناضلون، وللاعتراف بالحقيقة مطالبون.”