قدم سكوت غالاوي، أستاذ في مجال التسويق في جامعة نيويورك ستيرن، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (إل 2- L2)، عرضاً في ميونخ مؤخراً، تحدث فيه عن الشركات الـ4 الرائدة في الاقتصاد الرقمي: (أمازون) و(أبل) و(فيسبوك) و(غوغل). وعلى ضرورة الحديث عن الشركات الخاسرة في هذا القطاع سريع النمو، إلى جانب الشركات الرابحة، وهي أبل وفيسبوك، أما الخاسرة منها فهي: أمازون وغوغل.
ويشير غالاوي من خلال مصطلح الشركات (الرابحة) إلى التي ستزيد من تأثيرها وقيمتها، فيما يقصد بـ(الخاسرة) تلك الشركات التي سينخفض تأثيرها وقيمتها. وهو تقدير نسبي، إذ إن أي شركة من هذه الشركات الكبيرة يمكن أن تخسر خلال السنوات الـ10 المقبلة، وتظل مهمة بالرغم من هذه الخسارة.
لكنه يرى أن جميع هذه الشركات “مذهلة” إجمالاً؛ فهي المسيطرة على السوق بقيمة سوقية تعد أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية (1.3 ترليون دولار). إلى جانب امتلاكها قيمة سوقية بقيمة 5 ملايين دولار لكل موظف.
الشركات الرابحة: فيسبوك وأبل
يرى غالاوي أن أبل هي المهيمنة عبر الإنترنت وفي المتاجر، وسيكون لها مستقبل باهر لأنها باتت علامة تجارية عالمية وراقية.
كما يرى أنها تمتلك العناصر اللازمة للنجاح بوصفها علامة تجارية للمنتجات الفاخرة، وهي: الحرفية في التنفيذ، والمؤسس المبدع، ونقاط التسعير الاستثنائية، والهوامش الواسعة، والتحكم الرأسي للتوزيع، بالإضافة إلى شهرتها عالمياً.
بالإضافة إلى أن الشركة في طريقها لتصبح أكبر علامة تجارية فاخرة في العالم، من خلال دعم المديرة التنفيذية السابقة لشركة (بيربري– Burberry) أنجيلا أريندتس والمدير التنفيذي السابق لشركة (إيف سان لوران- Yves Saint Laurent) بول دينيف. وتستكمل الشركة طريقها في التحول إلى تقديم منتجاتها الفاخرة من خلال طرح (آي ووتش– iWatch)، ومن المتوقع أن تحقق المزيد من المبيعات أكثر من أي شركة ساعات أخرى في عام 2015.
ويرى غالاوي أن موقع (فيسبوك) هو المنصة الاجتماعية التي يقضي فيها الناس من جميع الأعمار معظم أوقاتهم، مشيراً إلى التقارير التي تفيد عن انخفاض شعبية الموقع بين فئة الشباب، بأنها عارية عن الصحة. فالموقع يحظى بشعبية ملفتة في أوروبا مثلاً، حيث يهيمن على نحو 90% من حصة المواقع الاجتماعية.
ويشير غالاوي إلى الاستحواذ على واتساب وإنستغرام الذي ينمو بوتيرة أسرع من أي منصة اجتماعية أخرى في العالم، باستثناء تطبيق (وي شات– WeChat).
الشركات الخاسرة: أمازون وغوغل
يوضح غالاوي أن هناك اثنين من العيوب الرئيسة في موقع (أمازون)، أحدها يتمثل في أن الموقع قناة أحادية لتجارة التجزئة. ويعتقد أن المستقبل سيكون في القنوات المتعددة لهذه التجارة، مشيراً إلى أن الأحادية منها ستختفي، سواء أكانت تجارة إلكترونية أو تقليدية من دون أي حضور إلكتروني.
والعيب الآخر في الموقع يتمثل في تكاليف الشحن، مشيراً إلى أن الموقع قد استلم في عام 2014 مبلغ 3.1 مليار دولار مقابل رسوم الشحن، وأنفق 6.6 مليار على خدمة التوصيل, مؤكداً أن هذا الأمر لا يمكن تحمله.
أما غوغل، فيرى غالاوي أنها تعاني العديد من العيوب. أولاً: على الرغم من أن الشركة مهيمنة على محركات البحث، إلا أن هناك علامات تجارية أخرى تقتطع من حصتها في هذا المجال، مثل فيسبوك التي تسجل الآن 1 مليار عملية بحث بالمقارنة مع 3 مليار عملية بحث لصالح غوغل. ثانياً: ثلثي عمليات البحث عن منتجات عالية القيمة تجري عبر موقع أمازون. ثالثاً: شركة (غوغل) لم تبرع بعد في مجال الهواتف المحمولة، كما برعت في مجال البحث عبر أجهزة الكمبيوتر. وأخيراً فالشركة شهدت إخفاقات كبيرة في (نظارة غوغل- Google Glass) وفي منصة (غوغل بلس- Google+). وبناء على كل هذه العوامل، فإن نمو إيرادات الشركة يتباطأ باستمرار.
وقال غالاوي: “أرى أن (غوغل بلس) بات في عداد الموتى، إذ إن معدل المشاركة عبر الموقع الاجتماعي شهد انخفاضاً بمعدل 98%، مقارنة مع العام الماضي”.