تطرح الاوساط الاقتصادية في لبنان عن امكانية ان تحقق الزيارة التي سيقوم بها وفد من الهيئات الاقتصادية الى دول الخليج المحددة في 16 أيار المقبل اهدافها المرجوة في ظل التصعيد الكلامي بين 8 و14 آذار وتحديدا بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» حول تداعيات «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية على اليمين، ام تكون هذه الزيارة تحصيل حاصل ودعم معنوي لا يمكن ان يترجم على الارض.
مصادر اقتصادية متابعة ذكرت انه في ظل هذه الاجواء كيف يمكن للسائح الخليجي وخصوصا السائح السعودي ان يأتي الى لبنان الذي آثر السياحة في دول اخرى رغم محبته للبنان وتوقه للمجيء اليه وتفقد املاكه فيه في الجبال اللبنانية كعالية وبحمدون وصوفر، مع تأخر تطبيق الخطة الامنية في بيروت والضاحية التي يتمركز فيها مطار رفيق الحريري الدولي والطريق المؤدية اليه، والحديث المستمر عن معركة القلمون والارهاب على الحدود وغيرها من الامور التي تمنع ليس السائح الخليجي من المجيء الى لبنان بل كل سائح آخر مفضلا أمكنة آمنة اخرى يسوح فيها باطمئنان وسلام.
اضافة الى ذلك كيف يمكن للمستثمر الخليجي وخصوصا السعودي ان يأتي الى لبنان ويستثمر فيه على ضوء الجمود الحاصل في حركة الاستثمار الذي كان الخليجيون يشكلون الحصة الاكبر منها، حتى ان البعض من هؤلاء بات يعرض استثماراته للبيع.
اذن امكانية العودة السياحية والاستثمارية الخليجية الى لبنان شبه معدومة في ظل هذه التشجنات السياسية، اذن ماذا بقي لهذه الزيارة؟
رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير اوضح اسباب هذه الزيارة فقال لـ«الديار»: نحن سنذهب الى الخليج لنثبت ان القطاع الخاص يقدر الدعم السياسي والمالي الخليجي للبنان وان القطاع الخاص يهمه بناء افضل العلاقات مع دول الخليج، كما يهمه المحافظة على550 الف لبناني يعملون في هذه الدول والذين اتوا اليها لتأمين لقمة العيش بعد ان اقفلت في وجههم كل سبل العمل اضافة الى رسالة احببنا ان نؤكدها لدول الخليج اننا نقدر العمل الذي قمتم به تجاه لبنان خصوصا في ظل دعم الجيش اللبناني وتأمين الاسلحة المتطورة له.
ورداً على سؤال اعتبر شقير انه في ظل هذا التصعيد السياسي المستمر لن يأتي اي سائح الى لبنان وليس فقط السائح السعودي او الخليجي، اضافة الى تخوفنا من عدم مجيء اللبنانيين العاملين في الخليج وهم طبقة يمكن ان تتكل عليها السياحة والتجارة وغيرها.
وعن تشكيل الوفد قال شقير: «سنعلن الاسبوع المقبل اسماء اعضاء الوفد لزيارة دول الخليج العربي، اذن هي زيارة معنوية ليس اكثر؟!
مصادر اقتصادية مواكبة اكدت ان هذه الزيارة ستكون ايجابية لان التواصل بين لبنان ودول الخليج ضروري في مثل هذه الظروف…
الجدير ذكره ان وفداً من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق كان قد زار دول الخليج في العام الماضي وخصوصا المملكة العربية السعودية والتقى عدداً من المسؤولين للغاية ذاتها ولم يعرف عما اذا حققت النتائج المطلوبة منها، خصوصا ان السائح السعودي الذي كان يحتل المرتبة الاولى في قائمة عدد السياح الذين كانوا يزورون لبنان تراجع الى المرتبة الرابعة بعد السائح العراقي والمصري والاردني، كما ان حركة الاستثمارات الخليجية تراجعت بشكل ملموس في لبنان ايضا.
رئيس اتحاد المؤسسات السياحية في لبنان بيار الاشقر يعتبر ان وفد الهيئات الاقتصادية الى دول الخليج لن يشيل الزير من البئر باعتبار ان القضية هي اكبر من الهيئات الاقتصادية وبالتالي هذه الزيارة للبحث في استمرار التواصل على مختلف الاصعدة خصوصا على الصعيد الاقتصادي.
على اية حال، فالجذب السياحي للسياح الخليجيين يلزمه الكثير من التأني خصوصا ان البعض منهم يعتقد ان اي حركة امنية او اعتداء اسرائيلي سيؤدي الى بقائهم في بيروت كما حدث في العدوان الاسرائيلي العام 2006 مما اضطروا للخروج عبر سوريا والعودة الى بلادهم اما اليوم فقد تغيرت الاحوال ولم يعد الخروج من سوريا آمنا، لذلك فان هؤلاء يفضلون السياحة في بلاد آمنة يمكنهم العودة الى بلادهم دون ادنى خطر.
والسؤال يبقى ماذا سيفعل وفد الهيئات الاقتصادية خلال زيارته الى دول الخليج؟