IMLebanon

كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لـ”النهار”: لا نكنّ العداء لتركيا… بل نريد العدالة

aram-el-awal-kishishian

اعتبر كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان في حديث لصحيفة “النهار” ان الارمن لا يعادون تركيا، لكن يطالبونها بالاعتراف بالابادة وتعويض الاضرار البشرية والمادية، كي تنطلق مسيرة جديدة من العيش المشترك.

ورأى كيشيشيان ان القضية الأرمنية قضية عدالة. والذكرى المئوية للإبادة هي تذكير لنا جميعاً، بما في ذلك المجتمع الدولي وتركيا، بأن قضيتنا هي قضية عدالة. الإبادة الأرمنية واقع تاريخي لا يمكن إنكاره ولا نسيانه. لقد فقدنا، من خلال الإبادة التي خطّط لها جيداً الأتراك العثمانيون في تلك الحقبة ونفّذوها بمنهجية، مليونأ وخمسمئة الف أرمني. وقد تم تدمير (أو مصادرة) آلاف الكنائس والأديرة والمراكز الاجتماعية الأرمنية، بما في ذلك أملاك أرمنية خاصة ومعالم ومقتنيات روحية ودينية وثقافية ذات قيمة كبيرة جداً.

وقال: كنت في الفاتيكان، وقد تناقشت مع قداسة البابا في إحياء ذكرى الشهداء الأرمن والكلام الذي صدر عنه. أحيي هذا الموقف الواضح والشجاع الذي اتخذه قداسته. كما قال، يجب أن تبقى الأخلاق فوق السياسة. يجب أن تبقى الحقيقة فوق ما يُعرَف بـ”المصالح الجيوسياسية”. كلام قداسة البابا ينسجم مع التاريخ.

واعتبر ان تركيا تحاول أن تضع كلام قداسة البابا والمطالبة الأرمنية بالعدالة في سياق ديني. هذه المقاربة غير مقبولة، لم تكن الإبادة الأرمنية مرتبطة بمبادئ أو قيم دينية. بعبارة أخرى، لا علاقة لها على الإطلاق بالدين. كانت الإبادة الأرمنية جزءاً من السياسة والعقيدة البانطورانية التي انتهجها اتحاد “تركيا الفتاة” في الأمبراطورية العثمانية.

وأضاف: آمل من المجتمع الدولي اتخاذ موقف جازم من الإبادة الأرمنية، ليس فقط من أجل الاعتراف بهذه الواقعة التاريخية، إنما أيضاً للحؤول دون وقوع إبادات، وفظائع ومجازر جديدة. التاريخ يكرر نفسه من خلال ما يحدث في سوريا والعراق ضد الأقليات، بمن فيهم المسيحيون. يجب أن تخرج الأديان عن صمتها.

وختم كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس: رسالتنا واضحة جداً، جميع الأرمن، أينما كانوا في العالم، يردّدون أمراً واحداً: “العدالة والعدالة والعدالة”. العدالة هبة من الله. أي موقف أو تصرف مناوئ للعدالة، بعبارة أخرى، أي شكل من أشكال انتهاك العدالة، هو إثم يُرتكَب بحق الله. العدالة هي في صلب القانون الدولي والاتفاقات الدولية. لا ننتظر مواساةً أو نصائح أو دروساً من تركيا أو من جهات أخرى. إذا كنا ملتزمين العدالة، علينا أن نساند القضية الأرمنية.