IMLebanon

لماذا يجرح الآخرون شعورنا؟ تفسيرات ونصائح تهمّك!!

sad-woman

 

قد نتساءل أحياناً عن السبب الذي يدفع الآخرين لقول كلام موجع لنا، ونستغرب أكثر عندما يخرج الكلام من أصحاب الشخصيات اللطيفة التي لم نعتد منها على ذلك. لكن لا بد أن يكون هناك أسباب متنوعة تقف وراء ذلك، والتي سيساهم فهمها في تجنب المشاكل.

وفي هذا السياق، تتحدث بروفيسور باربرا ماركواي عن الأسباب التي علينا فهمها قبل أن نفسح المجال أمام الانزعاج مما يقوله الآخرون، تحديداً اللطفاء منهم وليس أصحاب الطباع الحادة الذي يتقصدون توجيه الكلام الموجع لغيرهم.

أولاً، تقول د. ماركواي إن علينا تفهم فكرة أن الناس عادة ما لا يفكرون كثيراً قبل أن يتكلموا. فيبدو عليهم المفاجأة عند اكتشاف بأن كلامهم قد أساء للطرف الآخر، وعادة ما يسارعون بمحاولة بإصلاح الموقف وتوضيح قصدهم كي لا يستمر سوء الفهم.

ثانياً، لا يفكر الناس كثيراً ولا يعرفون دائماً ما هو نوع الرد الذي يرضي الطرف الآخر ويسعده. ففي حين يتوقع الطرف الأول رد فعل إيجابي ومشجع على منتج قد صنعه مثلاً أو على أدائه في أمر ما، يستقبل نقداً غير متوقع أو طلبات لتصحيح خطأ أو تطوير جانب ما دون ذكر الإيجابيات. أي أن الفجوة في التوقعات بين الطرفين قد تخلق موقفاً غير لطيف، لذا من المستحسن توضيح التوقعات منذ البداية.

ثالثاً، عدم معرفة الناس بك بشكل كافٍ يجعلهم يغفلون، من دون قصد، عمّا يزعجك ويضايقك، لذا قد يوجهون ملاحظات لك بشأن مواضيع تعني لك الكثير أو انتقادات عن عمل بذلت فيه مجهوداً كبيراً لم يعرفوه هم، مما يسبب لك إزعاجاً لن يفهموه هم ولن تستطيع التخلص منه أنت بسهولة. لذا فعند سماع انتقادات من الآخرين حيال موضوع يهمك بشكل خاص يستحسن أن توضح لهم معنى الموضوع من وجهة نظرك قبل أن تتخذ قراراً بالانزعاج.

رابعاً، تزدحم الهموم اليومية في عقول الناس جميعاً، لذا فربما تنبع ردود أفعالهم التي تبدو لنا “مستهترة” أو “ساخرة” ومزعجة من كونهم ليس لديهم الوقت الكافي أو الجهد الكافي لبذله في التفكير في رد الفعل الذي يرضيك أو يسعدك، لذا يبدر عنهم تعليقات تبدو لك موجعة في حين أنها صدرت بهذا الشكل السلبي بسبب الضغط النفسي أو كثرة المشاغل والهموم.

خامساً، تقول د. باربرا إننا نسمح للآخرين بجرح مشاعرنا عن طريق تفسير كلامها بأنه جارح. فبحسب رأيها، إذا غيرنا طريقة تفسيرنا لردود أفعال الناس وتعليقاتهم أو حاولنا تفهم موقفهم قبل أن نتخذ قرارًا بالانزعاج سوف لن تجرح مشاعرنا.

لذلك، توصي د. ماركواي باتباع نصائح عدة لتجنب حدوث هذه المواقف، وتنقسم هذه النصائح لقسمين، منها للمتكلم والآخر للمستمع. فتوصي المتكلم بأخذ بضعة ثواني قبل التفوه بأي جملة لأي كان، محاولة الأخذ بعين الاعتبار نوع التعليق المناسب الذي لن يؤذي مشاعر الطرف الآخر، إلى جانب عدم السماح للظروف الشخصية والمزاج السيء بالتحكم برد فعلك أمام الآخرين لأنهم في النهاية لا ذنب لهم فيما تمر به.

من جانب آخر، تنصح المستمعين بعدم الوقوف كثيراً عند تعليقات الآخرين وعدم تحميلها بتفسيرات أكثر مما تحتمل. كما أن على المستمع إذا ما أراد رأي الآخر في شيء ما أن يكون مستعداً فعلاً لتقبل رأيه، وإلا فيلخبره مسبقاً بنوع ردود الفعل الذي تناسبه، مما يساعد بتجنب المواقف غير المريحة مستقبلاً.