يُسجّل في السنتين الأخيرتين ظاهرة الترويج للسياحة الأجنبية من الداخل اللبناني، حيث تتعدّد الحملات الإعلانية عن تنظيم رحلات سياحية إلى قبرص وتركيا واليونان، ودول أوروبية عدة كإيطاليا وفرنسا وغيرهما، مع إعلان برامج الزيارات والأسعار المخصصة لها، في حين تتندّر حملات الترويج للبنان في الخارج كمقصد سياحي فيه من جمال الطبيعة وفرادة المرافق والمواقع السياحية ما يجذب السياح من كل أنحاء العالم.
هل تبخل الفاعليات والشركات السياحية فعلاً في الترويج لموسم لبنان الإصطيافي والسياحي؟
رئيسة «لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية» لطيفة اللقيس شددت في حديث إلى «الديار»، على «ضرورة الترويج لسياحة لبنان في الخارج، كما نفعل في الداخل»، معتبرة أن مبادرة بعض الشركات السياحية إلى تنظيم حملات سياحية في اتجاه الخارج «قد تكون لها حيثيات ومعطيات تصبّ في مصلحة تلك الشركات».
وأعلنت في المقلب الآخر، أن التحضيرات لمهرجانات جبيل لهذا الموسم جارية على قدم وساق، كاشفة عن مؤتمر صحافي ستعقده اللجنة برئاستها في الحادية عشرة قبل ظهر الأربعاء 29 نيسان الجاري في منتجع «بيبلوس سور مير»Byblos Sur Mer برعاية وزير السياحة ميشال فرعون وحضوره إلى جانب وزير الثقافة روني عريجي، من أجل إطلاق «مهرجانات بيبلوس الدولية 2015».
ولفتت إلى أن برنامج المهرجانات لهذا العام جديد في مضمونه وهوية الفنانين الذين سيُحيون فعالياته.
وأكدت رداً على سؤال أن التحضيرات تخللتها بعض الصعوبات «نظراً إلى الظروف التي يمرّ بها لبنان في ظل الأحداث الجارية في المنطقة»، وحدّدت هذه الصعوبات بالمادية والتنظيمية «لا سيما لجهة إقناع الفنانين على المجيء»، وقالت: لكننا تخطيناها بالطبع، لنتمكن من إطلاق تلك المهرجانات وإلقاء الضوء على أهمية هذه البلدة خصوصاً ولبنان عموماً ودورهما السياحي على الخارطة الدولية.
وإذ ذكّرت بأن مهرجانات بيبلوس عام 2014 كانت ناجحة بامتياز وسجلت حضوراً لافتاً، أعلنت رداً على سؤال أن «اللجنة تأمل في موسم سياحي جيد هذا العام وبالتالي فهي تعوّل على نجاح مهرجانات العام 2015».
وعن سبب هذا التفاؤل في ظل فقدان البيئة السياسية والأمنية لتحقيق موسم سياحي ناجح، قالت: لطالما عانى البلد من هذا الوضع منذ سنوات طويلة، ونحن نحاول بذل أقصى الجهود لإظهار صورة لبنان الإيجابية. ونتمنى أن يكون الموسم المقبل واعداً في ظل ظروف أفضل.
وعما إذا كان موقع جبيل الجغرافي واسقرارها الأمني يجذبان السياح ويشجعان على حضور مهرجاناتها، قالت اللقيس: الجمهور الذي يقصد مهرجاناتها هو جمهور لبناني من كل المناطق، كما أنه يختار برنامج المهرجانات الفني الذي يناسبه ويشارك في كل تلك التي تقام على الأراضي اللبنانية كافة.
أما صاحب شركة «نخال للسفر» إيلي نخال فأكد من جهته لـ«الديار»، أن «لبنان موجود دائماً في برنامج الترويج السياحي الذي تنظمه الشركة في الخارج، بعيداً من شاشات البث اللبنانية».
وعما إذا كانت الشركة تروّج اليوم لسياحة لبنان في الخارج، قال: بالطبع، كما فعلت دائماً منذ تأسيسها ولا تزال حتى اليوم، إذ أنها تتوجّه باستمرار إلى البلدان العربية والأجنبية، وتشارك في معارض عديدة في الخارج، وتنظم سنوياً حملات إعلانية وتصدر كتيّبات Brochures، كل ذلك بهدف تسويق لبنان عالمياً.
وعن البرنامج الذي أعدّته الشركة لهذه الغاية هذا العام، كشف نخال عن «مشاركة الشركة الأسبوع المقبل في معرض سياحي ضخم يقام في دبي على مدى خمسة أيام تنظمه الإمارات، وتشارك فيه كل الدول العربية».
وإذ أوضح أن «لا قدرة مادية لدى الدولة اللبنانية ولا المؤسسات والشركات الخاصة فيه، على ترويج لبنان عبر شاشات التلفزة العالمية»، قال: نروّج للبنان سياحياً من خلال المشاركة في المعارض العربية والدولية ورحلات السفر والإتصالات التي تجريها الشركة مع مكاتب السياحة والسفر.
وعما إذا كانت شركات السياحة والسفر تعوّل على موسم اصطياف وسياحة واعد لهذا العام، أكد نخال أن «التفاؤل موجود دائماً في هذا البلد، من أجل المحافظة على الإستمرارية».