وقف قادة العالم في يريفان الجمعة دقيقة صمت على أرواح ضحايا الإبادة الأرمنية التي شنها العثمانيون في العام 1915، غداة تطويب الكنيسة الأرمنية الضحايا الذين يقدر الأرمن عددهم بـ1.5 مليون شخص قديسين على الرغم من انتقادات تركيا التي ترفض وصف هذه المجازر بالإبادة.
وأكّد كاثوليكوس الأرمن أرام الأول كيشيشيان أنّ تركيا لا تستطيع حجب الحقيقة التاريخية وقادتها لا يستطيعون إسكات صوت العدالة، مطالبًا إيّاها بالاعتراف بالإبادة.
بدوره، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال كلمته في إحياء الذكرى في العاصمة الارمينية يريفان، أنّ مذابح الأرمن كانت بداية لتطوير آليات الإبادة الجماعية والترحيل المتعمد. وكان دعا في وقت سابق دولة تركيا إلى مواصلة “الجهد من أجل الحقيقة بشأن إبادة الأرمن قبل قرن”، معتبرًا أنّه “حان الوقت لكسر المحرمات”.
أمّا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فأكّد على ثبات موقف روسيا بشأن مذابح الأرمن، قائلا إنّه لا يوجد أي تبرير ولا يمكن أن يكون هناك أي تبرير للإبادة الجماعية.
وقال من يريفان أثناء مراسم إحياء الذكرى المئوية: “نتعاطف بإخلاص مع الشعب الأرمني الذي عانى من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية. وأكثر من 1,5 مليون مدني قتلوا وجرحوا، وأكثر من 600 ألف طُردوا من بيوتهم وتعرضوا للقمع على نطاق واسع”.
وأشار الى أنّ موسكو بادرت دوليًا لاعتبار مذبحة الأرمن جريمة ضد الإنسانية.
وفي وقت سابق تبنى البرلمان الأوروبي في جلسة خاصة له قرارًا يحث فيه تركيا على الاعتراف بإبادة الأرمن في الدولة العثمانية عام 1915.
لكن الموقف الأبرز في هذا الشأن سجله الفاتيكان حينما وصف في وقت سابق من هذا الشهر “مذابح الأرمن” بأنّها إبادة ما دفع تركيا إلى استدعاء مبعوث الفاتيكان للاحتجاج واستدعاء سفيرها لدى الفاتيكان للتشاور.
كذلك طالب البيت الأبيض مجددا باعتراف “كامل وصريح وعادل” بالمجازر التي تعرض لها الأرمن في عهد السلطنة العثمانية متحاشيا وصف تلك الأحداث بالإبادة الجماعية.
وكما في أرمينيا كذلك في لبنان، إنطلقت مسيرة من كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في انطلياس في الذكرى المئوية للابادة باتجاه ملعب برج حمود، حيث يقام مهرجان خطابي بالمناسبة، وكان سبق المسيرة قداس أقيم في الكاثوليكوسية بحضور شعبي كبير.
وفي حديث الى صحيفة “النهار” قال كاثوليكوس الأرمن الأورثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان: “لن نتوقف عن المطالبة بإنصاف قضيتنا”، مضيفاً: “نحن لا نعادي تركيا، لكننا نطالبها بالاعتراف بالابادة وتعويض الاضرار البشرية والمادية، كي ننطلق في مسيرة جديدة من العيش المشترك”.
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اعتبر أثناء زيارة قام بها الى أرمينيا بالمناسبة أنّه “إذا لم تعترف الاسرة الدولية بالابادة الارمنية فإن ابادات اخرى سترتكب من جديد، والبرهان ان الابادات والمجازر ترتكب والاسرة الدولية صامتة”.
الى ذلك، اتّصل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، معربًا عن مشاعر التعاطف بذكرى الابادة الارمنية.
هذا وأحيت الاحزاب الارمنية الثلاثة في لبنان “الهنشاك”، “الطاشناق” و”الرمغافار” الذكرى المئوية للابادة، بمهرجان خطابي في ملعب بلدية برج حمود، وقد طالبت الكلمات التي ألقيت في المناسبة، تركيا بالاعتراف في إرتكاب الابادة والتعويض، مشدّدةً على عدم التراجع حتى يتم استرداد الحق وتحقيق العدالة.