Site icon IMLebanon

الصناعة السورية تبحث عن متنفس من حصار الحرب

damascus-market-souk
يسعى الصناعيون السوريون في مواجهة النقص المتزايد في القطع الاجنبي الذي تواجهه بلادهم بعد اربع سنوات من النزاع، الى تشجيع المواطنين على الاقبال على الصناعة المحلية عبر تنظيم مهرجانات شهرية للتسوق.

ويقول فؤاد آدم مدير المبيعات في مصنع سوري للادوات المطبخية “هدفنا تذكير الناس اننا دائما هنا”، على الرغم من دمار المصنع جراء الاشتباكات التي شهدتها مدينة دوما القريبة من دمشق والخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.

ويضيف “دُمر المصنع بالكامل لكننا سنبني مصنعا جديدا أصغر مساحة في دمشق مع عدد محدود من الآلات، لان تلك القديمة دمرت بالكامل”.

وشارك المصنع الذي يعمل فيه آدم في مهرجان التسوق الاول الذي اقيم قبل اكثر من اسبوع داخل مجمع رياضي في منطقة المزة في جنوب غرب دمشق، على مسافة كيلومترات قليلة من جبهات ريف دمشق. وعرضت اكثر من ستين شركة منتجاتها التي تنوعت بين ملابس جاهزة وادوات مطبخية وحفاضات الاطفال وحليب وقهوة.

ويقول محمد عمر، مسؤول العلاقات العامة في غرفة الصناعة في دمشق، وهي الجهة المنظمة للمهرجان، “نريد الترويج لصناعتنا المحلية من خلال تشجيع الناس على شراء منتجات تباع بأقل من نصف سعر المنتجات المستوردة”.

وانطلاقا من النجاح الذي حققه المهرجان، قررت غرفة الصناعة، وفق عمر، اعادة تنظيمه دوريا في الفترة الممتدة بين 11 و17 من كل شهر، على ان يتوسع الى محافظات اخرى. ومن المقرر ان تستضيف محافظة طرطوس (غرب) مهرجانا مماثلا من الاول حتى السابع من شهر ايار/مايو.

وانخفضت القدرة الشرائية للسوريين بشكل كبير مع فقدان العملة السورية اكثر من ثلاثة ارباع قيمتها. وباتت اولوية المواطنين في الوقت الراهن تامين حاجاتهم الاساسية المتعلقة بالغذاء والسكن.

وارتفعت قيمة صرف الدولار الاميركي الواحد من خمسين ليرة سورية قبل بدء النزاع في شهر آذار/مارس 2011 الى 300 ليرة سورية حاليا. ويعيش اربعة سوريين من اصل خمسة وفق الامم المتحدة تحت خط الفقر.

ويقول لؤي حلواني، مالك احدى اكبر شركات صنع الحلاوة في سوريا، “نريد التواصل مع المستهلكين مباشرة من دون المرور بوسطاء”.

وانخفضت مبيعات شركة حلواني التي تأسست عام 1830 على يد والد جد لؤي وتستقر منذ ثلاثين عاما في منطقة باب مصلى في وسط دمشق، بنسبة ستين في المئة منذ اربعة اعوام.

ويوضح حلواني ان “العدد الاكبر من مستهلكي الحلاوة موجودون في المحافظات وقد فقدنا هذه السوق”، نتيجة استمرار الحرب التي قطعت طرق التواصل، في حين تخضع بعض ضواحي العاصمة كما هو الحال في دوما، لحصار من قوات النظام، وبعضها الاخر قد دمر تماما وهجره سكانه.

وقررت السلطات السورية اخيرا الحد من الاستيراد وتشجيع الصادرات لكبح النقص المتزايد في القطع الاجنبي.

ويقول رئيس اتحاد غرف الصناعة في سوريا فارس شهابي “تقررت اخيرا زيادة نسبة الصادرات والحد من الواردات. لن نستورد بعد اليوم كل ما ننتجه هنا”، مضيفا “يمكننا تزويد السوق بالكثير من المنتجات”.

وتقول دانيا (30 عاما) انها زارت المعرض، واشترت “الزعتر ومواد تنظيف بالاضافة الى الحليب والجبنة. يستحق المهرجان العناء، لان الاسعار اقل من نصف سعر السوق”.

ولا يختلف حال احمد الذي يملك مصنعا للثياب الجاهزة والملابس الداخلية عن حال بقية اصحاب المؤسسات بعد انخفاض مبيعاته بنسبة خمسين في المئة. لكن ذلك لا يمنعه من تقديم حسومات خاصة بمهرجان التسوق حيث يمكن شراء اي ثوب بسعر اقل من سعر المحل بـ1500 ليرة سورية (خمسة دولارات).

ويجد التجار والصناعيون السوريون انفسهم امام تحد كبير يفرض عليهم ليونة في التعامل مع السوق، بعد ان خسروا، بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية والعربية المفروضة على سوريا، بعض اسواقهم في الخارج.

فالصادرات السورية لم تتعد 1.8 مليار دولار في عام 2014 مقابل 11.3 مليار دولار في عام 2010، بحسب صحيفة الوطن المقربة من السلطات، فيما انخفضت نسبة الصادرات بالنسبة للواردات من 82.7 في المئة في عام 2010 الى 29.7 في المئة في عام 2014.