وجدي العريضي – الديار
تبقى الملفات السياسية الاستحقاقية في ثلاجة الانتظار وتحديداً الاستحقاق الرئاسي الذي يحتاج الى تسوية اقليمية دولية، ودون ذلك سيبقى يدور ويدور بلا أي نتيجة في وقت أن الحديث عن اللبننة انما يصبّ في خانة الانشائيات وخصوصا في هذه المرحلة بالذات حيث لا مجال الا «بدفشة» اقليمية تحرك هذا الملف القابع في دائرة النسيان ولا يتذكره اللبنانيون الا من خلال تحديد جلسات الانتخاب والتي بدورها باتت مملة.
وفي سياق متصل تشير اوساط سياسية عليمة الى أن الحراك الدولي باتجاه الاستحقاق الرئاسي مكانك راوح، وبالتالي لا جديد في هذا الملف على اعتبار ان عواصم القرار منشغلة ومنهمكة في الحروب المشتعلة في المنطقة والتي تبقى ضمن الألويات بالنسبة اليها نظراً لخطورتها وتحولاتها والمتغيرات الناجمة عنها، وان كانت هذه العواصم تلتفت تجاه لبنان من زاوية دعم استقراره وتجنيبه نيران المنطقة وايضاً هذا التحول الدولي باتجاه تسليح الجيش اللبناني والالتفاتة حوله، ما تبدّى من خلال الهبة السعودية وتسليمه الدفعة الاولى الاثنين المنصرم، الى ترقّب وصول الدفعات الأخرى تباعاً عبر هذه الهبة. واشارت الى انه في موضوع الانتخابات الرئاسية، فان الاجواء التي تصل المعنيين من زعامات وقيادات لبنانية تؤشر الى أنه لا انتخابات في المدى المنظور، لا بل الأوضاع في هذا الاطار تتجه نحو الأسوأ مع ما يجري في اليمن وسوريا، بينما هنالك من يشير الى ترقّب كيف سينتهي الاتفاق الدولي، أي الدول الخمس زائد واحد مع ايران، بشأن الملف النووي، وما هي ملحقاته السرية، الى كل ما يحيط به بصلة.
من هذا المنطلق، تعتبر الأوساط المذكورة ان شهر حزيران لطالما كان مفصلياً في لبنان باعتبار معظم الحروب حصلت خلال هذا الشهر، ناهيك عن أن الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 ايضاً كان في حزيران. وهنا ثمة معلومات عن شهرين عاصفين مقبلين على لبنان والمنطقة، وقد يكون حزيران أبرزهما ان على مستوى الحرب في اليمن، الى ما يجري في سوريا والعراق، وصولاً الى المعطى الأهم والذي يعني لبنان والمتمثّل بما يقال عن معارك قاسية ستشهدها منطقة القلمون وعرسال وربما أكثر من ذلك.
ورأت مصادر في 14 آذار ان صواريخ «ميلان» الجديدة المتطوّرة والتي وصلت الى الجيش من ضمن الهبة السعودية، فإنها ستلعب دورها في هذه المعارك وإن وصولها ضمن الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي، فذلك يحمل دلالات حول هذا الموضوع ما يعني أن لبنان مقبل على تطورات بالغة الدقة وخطيرة في آن، ولهذه الغاية تبقى الحوارات قائمة بين الأطراف السياسية على الرغم من الخلافات والانقسامات والتباينات ولا سيما ما جرى في الآونة الأخيرة من تصعيد سياسي بلغ ذروته ولا زال ساري المفعول حتى اليوم إنما خلفية استمرار هذه الحوارات هي قطع الطريق على الفتنة وتنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي وتهدئة الشارع ربطاً بالأحداث والحروب الجارية في المنطقة، والمرشحة لأن يطول أمدها. وهذا ما يُنقل عن سفير أوروبي يؤكد في مجالسه ان النزاعات الجارية في المنطقة لا أفق لها وانعكاساتها على لبنان واضحة وكل ما يجهد وما يقوم به المجتمع الدولي إنما هو لبقاء لبنان مستمراً وعدم اقحامه في الحروب التي تدور حوله.